دراسة أميركية: العمل عن بُعد أكثر إنتاجية

  • 2020-04-11
  • 19:01

دراسة أميركية: العمل عن بُعد أكثر إنتاجية

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

أدت الإجراءات الصارمة لاحتواء انتشار كورونا في دول العالم ومنها الدول العربية وبينها الخليجية إلى حالة من التوقف والإغلاق طالت الأعمال والشركات كافة إضافة إلى قطاعات السياحة والمطاعم والفنادق، وأدت إجراءات "العزل الاجتماعي" إلى تعطيل الكثير من الشركات وقطاعات الأعمال وبالتالي تكبّدها خسائر كبيرة في الإنتاجية، ونظراً إلى امتداد حالة الحجر إلى فترة قد تطول، فقد بدأت نسبة متزايدة من هذه الشركات في إدخال أسلوب العمل عن بُعد، وبالتالي تشجيع الموظفين على العمل من المنزل أو أي مكان يقيمون فيه خلال الأزمة، وعملت شركات متخصصة عدة في السوق على مساعدة الشركات على تبني هذا الأسلوب وإدخال تقنيات الاتصال السمعية البصرية والبرمجيات المتطورة لتسهيل تبني هذا الأسلوب الذي تزداد شعبيته في العالم.

وكان "أولاً-الاقتصاد والاعمال" قد نشر تحقيقاً مفصلاً حول اعتماد هذا الأسلوب من العمل في الدول الخليجية واستند فيه على بحث أجرته شركة غالف تالنت، وشمل البحث 1600 مسؤول تنفيذي ومدير ومسؤول عن الموارد البشرية في السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان.

ويعدّ العمل عن بعد مفهوماً حديثاً نسبياً وهو لم يكن وارداً قبل عقد من الزمن ليس فقط بسبب ثقافة التحكم الإداري والمتابعة عن قرب لعمل الموظفين التي كانت سائدة، بل لأن التقنيات اللازمة لتحقيق هذه القفزة لم تكن موجودة، لكن التطور المذهل الذي طرأ على تقنيات التواصل أعطى دفعة قوية لأسلوب العمل عن بعد وجعل المزيد من الشركات تتبناه وتجد فيه صيغة أفضل بكثير من الصيغة التقليدية السابقة، كذلك، فإن المقصود بالعمل عن بُعد هو أن يكون للموظف الحرية في اختيار مكان العمل الذي غالباً ما يكون البيت لكنه قد يكون أيضاً مكتب خاص أو أي مكان عام أو خلال السفر داخل البلد أو خارجه، وعليه لا يعني أن الموظف منقطع عن الشركة أو الإدارة، إذ إن التقنيات المتطورة للذكاء الاصطناعي وأنظمة الاتصال الفائقة السرعة والقدرة والبنى التحتية الرقمية وتقنيات الاجتماع بالفيديو ومفهوم "مكان العمل الافتراضي" Virtual working place وغيرها كلها سمحت للموظفين الموزعين خارج الشركة أن يعملوا باستمرار كوحدة وأن يتفاعلوا بصورة تامة كما لو أنهم في مكان عمل واحد،  كما إن أسلوب العمل عن بُعد لا يعني أن الموظف غائب عن نظر الإدارة وعن رقابتها، لأن تقنيات التتبع والعدسات وأسلوب المكتب الافتراضي كل ذلك يسمح للإدارة بمتابعة الإنتاجية وتوجيه العاملين بدقة وفعالية.

وبناءً على دراسة أجرتها شركة أميركية متخصصة في اتجاهات العمل والإنتاجية في العام 2019 الماضي وتناولت 1004 موظف وموظفة (505 منهم يعملون من خارج مكاتب الشركة) تبين بوضوح أن الذين يعملون عن بعد هم أكثر إنتاجية من الذين يعملون في مكاتب الشركة وقد خلصت الدراسة إلى النتائج التالية:

  1. إن الموظفين الذين يعملون عن بُعد يعملون في الشهر 1.4 يوم أكثر من الذين يعملون في مكاتب الشركة وهو ما يعادل 17 يوماً إضافياً في العام.
  2. الذين يعملون عن بعد يأخذون راحة تبلغ في المتوسط نحو 22 دقيقة في اليوم مقابل راحة للعاملين في المكتب تبلغ نحو 18 دقيقة، إلا أن العاملين عن بعد يعملون نحو 10 دقائق إضافية في اليوم بالمقارنة مع أقرانهم.
  3. العاملون في المكتب يمرون بفترة عدم إنتاجية تبلغ نحو 37 دقيقة في اليوم وهذا من دون احتساب فرص الغداء مقابل 27 دقيقة للعاملين عن بعد.
  4. 15 في المئة من العاملين عن بُعد قالوا إن رب العمل يتسبب بتشتيت تركيزهم وهي نسبة أقل من الـ 22 في المئة للعاملين في المكتب.
  5. نسبة أكبر من العاملين عن بُعد قالوا إنهم يعانون من بعض التوتر إلا أن جمعية المعالجين النفسيين الأميركية قالت إن العمل عن بُعد يعطي درجة اكتفاء أعلى ويمكن أن يكون خالياً من أي توتر إذا تمّ تطبيقه بصورة صحيحة، ولهذا أظهرت دراسة لشركة أميركية متخصصة أن 37 في المئة من العاملين عن بُعد مستعدون للقبول بخفض 10 في المئة من رواتبهم مقابل الاحتفاظ بصيغة العمل عن بُعد، وبسبب الشعبية المتزايدة لهذا الأسلوب فإن نسبة كبيرة من الموظفين ترفض عروضاً بالعمل في مكاتب الشركة بسبب ثقتها في إمكان إيجاد فرصة للعمل عن بُعد.

والنتيجة، إن العمل عن بُعد أو من البيت خيار فعّال لكن يجب تطبيقه بصورة صحيحة وهو قد لا يكون ملائماً لكل موظف أو لكل نوع من الأعمال.