لماذا لجأت بورصة نيويورك إلى استخدام circuit-breaker؟

  • 2020-03-25
  • 19:26

لماذا لجأت بورصة نيويورك إلى استخدام circuit-breaker؟

  • حنين سلّوم

في سابقة هي الأولى من نوعها، أوقفت بورصة نيويورك عن التداول، بشكل مؤقت، أربع مرّات في شهر آذار/مارس، لـ 15 دقيقة كل مرّة وذلك في 9، 12، 16، و18 من الشهر الحالي لمحاولة تهدئة المستثمرين ووقف بيع الأسهم نتيجة الذعر، وذلك إثر زعزعة الاقتصادات والأسواق الماليّة جرّاء تفشّي فيروس الكورونا.

متى ظهر إجراء circuit-breaker؟

شهدت سنة 1987 أحد أبرز الأحداث المؤلمة للبورصات العالميّة، فقد عرف تاريخ 19 تشرين الأول/أكتوبر 1987 بالاثنين الأسود إذ انهارت أسواق الأسهم حول العالم بدءاً من هونغ كونغ، وصولاً إلى أوروبا، فالولايات المتّحدة، وقد انخفض مؤشر داو جونز، المؤشر الصناعي لأكبر 30 شركة صناعية أميركية، بنحو 508 نقاط أي بنسبة 22.61 في المئة.

إثر هذا الحدث، وضعت سنة 1988 آليّة وقف التداول (Circuit Breaker trading halts)، وذلك استجابةً لتوصية من لجنة برادي، التي تم تعيينها من قبل الرئيس رونالد ريغان بعد انهيار سوق الأسهم للتحقيق في الأسباب الكامنة وراء انهيار السوق سنة 1987 وتقديم توصيات لمنع حدوث ذلك مرة أخرى.

ما الذي يسبّب تطبيق إجراء وقف التداول المؤقّت؟

بعد وضعه سنة 1988، تمّ تعديل الإجراء مرات عدة من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات على مر السنين، وفي حين كان يحدّد وفق انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي، أصبح اليوم يحدّد وفقاً لنسبة انخفاض مؤشّر S&P500 الذي يضم أسهم أكبر 500 شركة مالية أميركيّة.

ويتم وقف التداول على الشكل التالي:

  1. انخفاض مؤشر S&NP500 بنسبة 7 في المئة، قبل الساعة 3:25 من بعد الظهر بتوقيت نيويورك، يؤدّي إلى وقف التداول لمدّة 15 دقيقة.
  2. انخفاض مؤشر S&NP500 بنسبة 13 في المئة، قبل الساعة 3:25 من بعد الظهر بتوقيت نيويورك، يؤدّي إلى وقف التداول لمدّة 15 دقيقة.
  3. انخفاض مؤشر S&NP500 بنسبة 20 في المئة يؤدّي إلى وقف التداول لبقيّة اليوم.

الأحداث التي أدّت إلى استخدام circuit-breaker

طبّق إجراء وقف التداول المؤقّت للمرّة الأولى والوحيدة، قبل العام الحالي، سنة 1997 تحديداً في 27 تشرين الأول/ أكتوبر حين شهدت الأسواق العالميّة انهياراً مصغّراً نتج عن أزمة اقتصادية في آسيا، ولقّب بالعدوى الآسيوية، أو أزمة Tom Yum Goong، وقد صنّفت خسارة مؤشر داو جونز الصناعي في هذا اليوم في المرتبة 18 كأكبر نسبة خسارة منذ إنشائه سنة 1896.

وفي التاسع من مارس الحالي، تمّ تطبيق إجراء وقف التداول المؤقّت للمرّة الأولى في القرن الواحد والعشرين ومن ثمّ في الثاني عشر، السادس عشر، والثامن عشر من مارس/ آذار. ووفقاً لمقال نشر على موقع بورصة نيويورك كتبه نيكولاس برادي وروبيرت غلوبر، فإنّ وقف التداول المؤقّت أدى إلى نتيجة إيجابية، ذلك أنه قد لا يصنع العجائب ولا يمكنه منع السوق من الهبوط لكنه يعطي فرصة لوقف هلع المستثمرين.