سعيد الطاير: هدفنا جعل دبي الأذكى والأكثر سعادة عالمياً

  • 2020-03-25
  • 06:49

سعيد الطاير: هدفنا جعل دبي الأذكى والأكثر سعادة عالمياً

حوار خاص مع العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي

  • دبي - سليمان عوده

كثيرة هي الإنجازات التي حققتها هيئة كهرباء ومياه دبي على مدار السنوات الماضية، بحيث وضعتها في مصاف المؤسسات الأكثر تميزاً، وجعلت من دبي نموذجاً يُحتذى في كفاءة واعتمادية الطاقة وتوفير بنية تحتية متطورة تسهم في اجتذاب الاستثمارات وتعزيز الاستدامة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتحقيق رؤية تحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم. 

تكثف الهيئة جهودها في الوقت الراهن لتطبيق الاستراتيجيات والخطط الوطنية الطموحة في إطارين متوازيين، أولهما “خطة دبي 2021” التي تتطلع إلى جعل الإمارة المكان المفضل للعيش والعمل والمقصد المفضل للزائرين، وثانيهما "مئوية الإمارات 2071"، التي تشكل برنامج عمل حكومياً طويل الأمد يحدد الخطوط العريضة لبناء إمارات المستقبل. بهدف رسم صورة واضحة عن مشاريع الهيئة، وإنجازاتها، وبرنامج عملها الآني والمستقبلي، التقى موقع "أولاً-الاقتصاد والأعمال” معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وأجرى معه هذا الحوار الخاص في دبي.

 

ما أبرز الاستراتيجيات التي يقوم عليها عمل هيئة كهرباء ومياه دبي؟

تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي في إطار رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتنسجم استراتيجيات ومبادرات الهيئة مع الاستراتيجيات الوطنية التي وضعتها القيادة الرشيدة وتهدف إلى أن تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم وتشمل مئوية الإمارات 2071، والاستراتيجيات الاتحادية والمحلية لتعزيز الاستدامة وبناء اقتصاد أخضر مستدام، بما يضمن تحقيق توازن بين الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والأهداف البيئية، وبما يتواءم مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030. كما نعمل على تحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى أن تكون دبي المدينة الأقل في البصمة الكربونية على مستوى العالم، وإنتاج 75 بالمئة من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.  

 

بنية تحتية شاملة

ما الإنجازات التي تتطلعون إلى تحقيقها في الفترة القادمة؟

تمتلك هيئة كهرباء ومياه دبي بنية تحتية عالمية المستوى، وتبلغ القدرة الإنتاجية المركبة 11,700 ميجاوات من الكهرباء، و470 مليون جالون من المياه المحلاة يوميًا. وتعمل الهيئة على مواصلة تطوير أصولها التي تتجاوز قيمتها 144 مليار درهم، باستثمارات تصل إلى 86 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة، في قطاعات الطاقة والمياه. وتعمل الهيئة على تطوير بنية تحتية قوية لتأمين إمدادات الكهرباء والمياه لخدمة أكثر من 900 ألف متعامل، كما تتبنى الهيئة أهدافًا وخططاً مستقبلية تهدف إلى رفع كفاءة واعتمادية بنيتها التحتية، للمساهمة بفعالية في النمو والازدهار الاقتصادي الذي تشهده إمارة دبي. 

 

ما إسهامات الهيئة في حقل الاستدامة والطاقة النظيفة؟

تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على تنفيذ مشروعات كبرى تدعم التنمية المستدامة من خلال التحول نحو الطاقة المتجددة والنظيفة. ومن أبرز مشروعات ومبادرات الهيئة مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 وفق نظام المنتج المستقل، باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. وسيسهم المجمّع عند اكتماله في خفض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. وقد حققت دبي إنجازات مهمة في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية، حيث انخفض صافي الانبعاثات الكربونية في الإمارة بنسبة 19 بالمئة في عام 2018 متخطياً الهدف المحدد في استراتيجية الحد من الانبعاثات الكربونية 2021 لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16 بالمئة بحلول عام 2021. وفي نيسان/أبريل 2019، حققت الهيئة سبقاً عالمياً تمثل بحصول دبي على التصنيف البلاتيني العالمي الخاص بالمدن - الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، بحسب تصنيف المدن العالمية من مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون بذلك أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحصل على هذه الشهادة المرموقة. 

كما تتبنى الهيئة استراتيجية متكاملة لرفع الوعي بأهمية ترشيد الاستهلاك وإشراك جميع المتعاملين وأفراد المجتمع في جهود حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، حيث نطلق سنوياً العديد من المبادرات والبرامج والجوائز الموجهة لمختلف قطاعات المجتمع للتشجيع على اتباع نمط حياة واعٍ ومسؤول في استهلاك الكهرباء والمياه من خلال برامج وأنشطة مبتكرة تستهدف جميع قطاعات المستهلكين مثل "جائزة الترشيد" ومبادرة "بيتنا مثالي" و"الأسبوع الأخضر" و"ساعة الأرض" وحملة "لنجعل هذا الصيف أخضر" وغيرها. وقد حققت برامج ومبادرات الترشيد التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي بين عامي 2009 و2019 وفراً تراكمياً ضمن الفئات المستهدفة بلغ 2.2 تيراوات ساعة من الكهرباء و7.8 مليار جالون من المياه، بما يعادل توفير مليار و300 مليون درهم، وتقليل مليون و137 ألف طن من الانبعاثات الكربونية. 

 

وجهة رائدة

ما أبرز المشاريع التي تعكف الهيئة على إنجازها في السنة الحالية؟ وما هي قدراتها وحجم الاستثمارات فيها؟ 

تواصل هيئة كهرباء ومياه دبي جهودها في بناء بنية تحتية متطورة للكهرباء والمياه تسهم في ترسيخ مكانة دبي كوجهة رائدة على مستوى العالم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز مكانتها كوجهة مفضلة للعيش والعمل والاستثمار. وقد جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، في المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء وللعام الثالث على التوالي، وفق تقرير ممارسة الأعمال 2020 الصادر عن البنك الدولي، والذي يقيس سهولة ممارسة أنشطة الأعمال في 190 اقتصاداً حول العالم. وحصلت الهيئة على علامات كاملة في جميع مؤشرات محور الحصول على الكهرباء. 

وقد دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مركز البحوث والتطوير التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ويعد مركز الأبحاث الوحيد في دولة الإمارات الذي يركز على الطاقة المتجددة وتقنيات الشبكات الذكية وكفاءة الطاقة، ويتضمن أكبر وأشمل مرافق في الدولة لاختبار ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية وإصدار شهادات المطابقة، كما يجري المركز أطول عملية اختبار متواصل للألواح الشمسية الكهروضوئية في دولة الإمارات في الظروف المناخية الصحراوية. ويسهم مركز البحوث والتطوير في توطين المعارف والخبرات، حيث تبلغ نسبة الباحثين والباحثات المواطنين في المركز نحو 70 بالمئة. ويضم المركز 37 باحثاً وباحثة من بينهم 20 من حملة الدكتوراه والماجستير بنسبة 54 بالمئة، وقد نشر فريق العمل أكثر من 40 ورقة علمية في مؤتمرات ومجلات علمية عالمية، وتم تسجيل براءة اختراع ويجري العمل على تسجيل 5 براءات اختراع أخرى. وتشمل مجالات عمل المركز "الطاقة الشمسية"، و"تكامل الشبكة الذكية"، و"كفاءة الطاقة"، و"المياه"، إضافة إلى تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتشمل "الطباعة ثلاثية الأبعاد والتصنيع بالإضافة" كأحد الحلول الابتكارية لإنتاج قطع الغيار لقطاعات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء. 

تعمل الهيئة على تنفيذ مشروع "الهيدروجين الأخضر" الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالتعاون مع مكتب "إكسبو 2020 دبي" وشركة "سيمنس" الألمانية، وذلك في منشآت الاختبارات الخارجية التابعة لمركز الهيئة للبحوث والتطوير في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، حيث سيتم تخزين الهيدروجين الذي سيتم إنتاجه ومن ثم استخدامه في إنتاج الطاقة ووسائل النقل وغير ذلك من مجالات. 

 

ماذا عن المشاريع المائية؟

يجري حالياً استكمال مشروع محطة تحلية المياه في حصيان، الذي اعتمدته الهيئة بنظام المنتج المستقل للمياه، بقدرة 120 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً باستخدام تقنية التناضح العكسي، بعد النجاح الكبير الذي حققته في استخدام نموذج المنتج المستقل للطاقة في مشروعات مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. ويتوقع أن يبدأ المشروع الإنتاج في عام 2023. وستعتمد هذه المحطة على أحدث التقنيات وأكثرها كفاءة وموثوقية في هذا المجال، وستعمل على تعزيز شبكة المياه التابعة لهيئة كهرباء ومياه دبي، بما يضمن لها توفير إمدادات مستدامة. وتقوم الهيئة بتنفيذ مشروع المحطة الكهرومائية لتوليد الكهرباء في حتا الأول من نوعه في المنطقة، بقدرة إنتاجية تصل إلى 250 ميجاوات، وبعمر افتراضي يتراوح بين 60 و80 عامًا. وستعتمد المحطة الكهرومائية في إنتاج الكهرباء على الاستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، وخزان آخر علوي سيتم إنشاؤه في المنطقة الجبلية. وستقوم توربينات تعتمد على الطاقة الشمسية النظيفة والرخيصة بضخ المياه من السد إلى الخزان العلوي. في حين يتم تشغيل توربينات تستفيد من قوة اندفاع المياه المنحدرة من الخزان العلوي لإنتاج الكهرباء ولتزويد شبكة الهيئة عند الحاجة. 

 

الأول عالمياً

ما أهمية المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وما هي الإضافة التي سيقدمها عند استكماله لقطاع الطاقة المحلي والإقليمي؟ 

تعد المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة (CSP) في العالم في موقع واحد بنظام المنتج المستقل، وتمت ترسية المشروع على الائتلاف الذي يضم كل من "أكوا باور" السعودية و"صندوق طريق الحرير" بالتعاون مع"شنغهاي إلكتريك" الصينية كمقاول رئيس، حيث تقدم التحالف بأقل سعر تكلفة عالمي للطاقة بلغ 7.3 سنت أمريكي للكيلووات ساعة. وفي 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وقّعت هيئة كهرباء ومياه دبي ملحقاً تعديلياً لاتفاقية شراء الطاقة لإضافة 250 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية، لترتفع القدرة الكليّة للمرحلة الرابعة من 700 إلى 950 ميجاوات. تستخدم المرحلة الرابعة ثلاث تقنيات مشتركة لإنتاج الطاقة النظيفة، الأولى هي منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة إجمالية 600 ميجاوات، وتقنية برج الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة 100 ميجاوات، بالإضافة إلى ألواح شمسية كهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات. حققت المرحلة الرابعة من المجمع عدة أرقام قياسية عالمية، حيث سيتم بناء أطول برج طاقة شمسية في العالم بارتفاع 260 متراً، كما يمتاز بأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما سيسمح بإنتاج الطاقة على مدار 24 ساعة. 

 

ما أهمية مشروع "ديوا الرقمية" ضمن مبادرة دبي 10X؟

ضمن مبادرة دبي 10X، التي تهدف إلى أن تسبق مدينة دبي مدن العالم بعشر سنوات من خلال التقنيات الإحلالية المبتكرة، أطلقت الهيئة مبادرة "ديوا الرقمية"، الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي، الهادفة لإعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية وخلق مستقبل رقمي جديد لإمارة دبي، لتكون أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم، بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، مع التوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية. وتشتمل المبادرة عدة محاور: المحور الأول (الطاقة الشمسية) الذي يتمثل في إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية في دبي. ومن أبرز مشروعات الهيئة في هذا الإطار مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. المحور الثاني (تخزين الطاقة) وتسعى "ديوا الرقمية" عبره إلى تشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين طاقة مبتكرة. ويتضمن المحور الثاني كذلك إطلاق شركة "سمارت إنيرجي" إكس (Smart Energy X) المملوكة للهيئة. وسيجعل المحور الثالث (الذكاء الاصطناعي) دبي أول مدينة تقوم بتوفير خدماتها من الكهرباء والمياه بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وسيقوم هذا المحور تحت اسم "رمّاس"، بتوسيع نطاق استخدامات أنظمة الذكاء الاصطناعي لتشمل جميع العمليات التشغيلية. حيث ستعتمد الهيئة أجهزة وخدمات ذاتية التعلم لتعزز تجربة المتعاملين، ودعم خدمات الموظفين، وتحسين الإنتاجية، بما في ذلك تحسين العمليات الرئيسية للشبكة. ومن خلال المحور الرابع (الخدمات الرقمية)، ستقوم "ديوا الرقمية" بتوسيع خدماتها عبر مركز البيانات للحلول المتكاملة (مورو)، بما يحقق رؤية الهيئة في أن تكون مؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة، ورؤية (مورو) الاستراتيجية الرامية إلى أن تكون الوجهة الفضلى للقطاعين العام والخاص في دولة الإمارات والمنطقة في مجال خدمات استضافة وتخزين البيانات وإدارة الخدمات الرقمية في الفضاء السحابيّ، بما يضمن تعزيز التكامل في العمليات المؤسسية ومراقبة الأعمال التشغيلية، وتقديم أفضل الاقتراحات لدعم اتخاذ القرارات. كما يشمل هذا المحور إطلاق شركتي ديجيتال X وإنفرا X المملوكتين للهيئة.

وقد بدأت الهيئة النسخة الثانية من المبادرة (10X.2) لتقديم خدمات جديدة تلهم العالم وتعزز مكانة دبي كعاصمة للاقتصاد الأخضر، وتشمل "المطار المستدام كخدمة" بالتعاون مع مطارات دبي، وتهدف إلى تطوير نماذج جديدة لتوليد الطاقة في المطارات من خلال نظام مبتكر ومتكامل يعتمد على الطاقة الشمسية والطاقة الحركية والطاقة الناتجة عن الصوت والرياح الناتجة عن حركة الطائرات وغير ذلك من أنشطة؛ و"الطريق المستدام كخدمة" بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي والتي ستحول الطرق إلى مناطق لتوليد الطاقة عبر تسخير مصادر مثل الطاقة الشمسية والميكانيكية باستخدام أحدث التقنيات الإحلالية. 

 

تعاون إقليمي ودولي

بحثتم معاليكم قبل فترة سبل التعاون مع "مرافق" السعودية. ما أهمية هذا التعاون، وكيف ينعكس إيجابياً على الطرفين؟ 

تحرص الهيئة على تعزيز شراكاتها مع المؤسسات العاملة في قطاعي الطاقة والمياه، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وقد سعدنا بالزيارة التي قام بها وفد رفيع المستوى من شركة "مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع" السعودية. وهدفت الزيارة إلى تعزيز التعاون بين الجهتين والتعرف على أفضل التجارب والخبرات والممارسات العالمية لدى الهيئة للاستفادة منها، بالإضافة إلى إجراء المقارنات المعيارية، حيث تعمل الهيئة على توفير خدمات الكهرباء والمياه وفق أعلى معايير التوافرية والاعتمادية والكفاءة، بما يحقق سعادة المتعاملين وكافة المعنيين. 

 

احتلت الهيئة المراكز الأولى في مؤشر إسعاد المتعاملين. إلى ماذا تردون معاليكم هذا الإنجاز؟ 

تشكل سعادة الناس أولوية في أجندة حكومة دولة الإمارات، وتركز توجيهات القيادة الرشيدة دائماً على الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة والتطوير المستمر لهذه الخدمات في مختلف المجالات. ونعمل في الهيئة على تحقيق سعادة الفرد والمجتمع وفق منظومة متكاملة وأسس راسخة تسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، لتكون مدينة دبي نموذجاً يحتذى على مستوى العالم لمدينة المستقبل التي تحقق سعادة ورخاء مواطنيها. وحيث إننا نؤمن بأن السبيل لإسعاد المتعاملين هو الاستثمار في الكادر البشري، نحرص على توفير بيئة عمل إيجابية ومحفزة، لضمان تحقيق سعادة الموظفين، وبالتالي سعادة كافة المعنيين.

وتتويجاً لهذه الجهود، أحرزت الهيئة في العام 2019 المركز الأول في مؤشر سعادة المتعاملين للجهات الحكومية في دبي، والتي يجريها برنامج دبي للتميز التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي مسجلة نسبة 90.1 بالمئة، كذلك حققت نسبة وصلت إلى 95.7 بالمئة في مؤشر السعادة اللحظي لدبي الذكية. كما حصلت الهيئة على شهادة المواصفة العالمية في تجربة المتعاملين ICXS" بتحديثها الجديد (ICXS 2019) التي يقدمها "المعهد الدولي لتجربة المتعاملين"، بعد زيارة فريق متخصص من المعهد البريطاني للمعايير لخمسة مراكز لإسعاد المتعاملين في الهيئة ومنحها تصنيف "خدمات متميزة عالمياً" بدرجة 99.7 بالمئة والتي تعد الأعلى عالمياً في تاريخ المواصفة بنسختها المحدثة. وتعتبر الشهادة معياراً عالمياً لتقييم خدمة المتعاملين وتجربتهم في الحصول على الخدمات في المؤسسات الكبرى، وتهدف إلى مساعدة المؤسسات على إدارة وتحسين تجربة المتعاملين من حيث جودة الخدمات المقدمة. ونتعهد بمواصلة العمل على ابتكار تجارب فريدة وتبني أفكار إيجابية تعزز من سعادة المعنيين، بما يحقق رؤية القيادة الرشيدة بأن تكون دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم.