منتدى "جيبكا" السنوي في قطر: قطاع البتروكيماويات في نمو مستمر

  • 2023-12-04
  • 12:20

منتدى "جيبكا" السنوي في قطر: قطاع البتروكيماويات في نمو مستمر

  • الدوحة - كريستي قهوجي

يعتبر قطاع البتروكيماويات والكيماويات أحد القطاعات الحيوية والركائز الأساسية لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً وأنه يشكل نواةً للصناعات التحويلية التي تنتجها هذه الدول، ويساهم، بالتالي، بنحو 39 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لهذه الصناعات في المنطقة، كما يسهم هذا القطاع بقضايا الاستدامة والتغير المناخي والحياد الكربوني من خلال عمله على تقليل الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الطاقة البديلة والمتجددة في العمليات التصنيعية بالإضافة إلى مكافحة التغير المناخي.

 

وبالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" في دبي، انطلقت يوم أمس الأحد فعاليات المنتدى السابع عشر للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات السنوي "جيبكا" في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار "توظيف الكيمياء لتحقيق التحول المؤثر"، والتي تستمر حتى 6 كانون الأول/ديسمبر الحالي في "مركز قطر الوطني للمؤتمرات" وباستضافة شركة "قطر للطاقة".

 

 

نمو سريع 

 

وخلال الجلسة الافتتاحية، تطرّق وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى الاستمرار القوي للطلب العالمي على البتروكيماويات وإلى النمو السريع الذي يشهده هذا القطاع، مؤكداً أن هذا النمو سينعكس على حجم الطلب على الهيدروكربونات بوصفها مواد خام ومواد أولية.

ولفت النظر إلى أن تقارير السوق والمحللين التي تتوقع نمو قطاع البتروكيماويات عالمياً بنسبة تزيد على 50 في المئة إلى نحو 1.2 تريليون طن سنوياً بحلول العام 2040، مشيراً إلى أن البتروكيماويات موجودة لتبقى، مؤكداً أن قطاع الهيدروكربونات سيستمر بتحقيق الدخل وتوليد الأموال للمستثمرين، داعياً كل من يتحدث عن التحول إلى أن يتعايش مع المعطيات التي بين يديه والحقائق الماثلة أمامه اليوم ولعقود مقبلة.

 

 

أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم

 

من جهته، قال وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة "قطر للطاقة" سعد بن شريده الكعبي إن نمو وتطور صناعة البتروكيماويات في قطر سار على طريق النجاح المستمر منذ تأسيس شركة "قابكو" قبل نصف قرن.

وأضاف الكعبي أنه يتم بناء أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم والذي سينتج 1.2 مليون طن سنوياً، مشيراً إلى أن هذا المصنع سيكون المنشأة الأكثر استدامة من نوعها، موضحاً أنه وكجزء من هذا المشروع، يتم تطبيق تقنية احتجاز ثاني أوكسيد الكربون وتخزينه لالتقاط نحو 1.5 مليون طن سنوياً من ثاني أوكسيد الكربون، وسيتم توفير جزء من الطاقة الكهربائية للمنشأة من محطة لتوليد الطاقة الشمسية تعمل "قطر للطاقة" على إنشائها حالياً في "مدينة مسيعيد الصناعية".

وذكر أن "قافكو" تعتبر أكبر منتج متكامل للأمونيا واليوريا من موقع واحد في العالم، مشيراً إلى أن طاقتها الإنتاجية تبلغ نحو 4 ملايين طن سنوياً من الأمونيا و6 ملايين طن سنوياً من اليوريا، وهو ما يضمن الأمن الغذائي لأكثر من مئة مليون إنسان كل يوم.

ولفت النظر إلى الشراكة التي تجمع "قطر للطاقة" مع شركة "شيفرون فيليبس" بعد الإعلان عن بدء إنشاء وحدتين لتكسير الإيثان بطاقة تزيد على مليوني طن سنوياً لكل منهما، في قطر والولايات المتحدة، موضحاً أن هاتين الوحدتين ستكونان الأكبر في العالم، متوقعاً أن يبدأ تشغيلهما بحلول نهاية العام 2026.

وأكد الكعبي أن التحول العادل والآمن والمستدام إلى طاقة منخفضة الكربون من شأنه أن يساهم في حماية الكوكب وأن يوفر النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الهدف يحتاج التركيز على 3 مجالات مهمة تعتبر ضرورية لتمكين عملية الانتقال، أولها زيادة الاستثمارات في كفاءة استخدام الطاقة والابتكار في المجالات منخفضة الكربون. ويشمل هذا التكامل بين الطاقة المتجددة، وتقنيات احتجاز وعزل الكربون، والحلول منخفضة الكربون للحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة ومن كثافة الكربون في عمليات التصنيع الكيميائي، ثانيها الالتزام السياسي، حيث تظهر الحاجة إلى سياسات وحوافز منسقة لدعم نجاح صناعة البتروكيماويات، ثالثها العمل التمكيني وهو الوعي.

 

 

 

"جيبكا 18" في سلطنة عمان

 

أما وزير الطاقة والمعادن العماني سالم بن ناصر العوفي فقال إن التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر لن يلغي الحاجة لاستخدام النفط والغاز، مشيراً إلى أن 20 في المئة من برميل النفط فقط يذهب لقطاع النقل والكهرباء فيما تدخل النسبة المتبقية في الصناعات البتروكيماوية.

وأضاف العوفي أنه يتعين على الجميع العمل الكثير لأن هذه الصناعة تتعرض لهجوم غير عادل من قبل الذين يجهلون مدى مساهمتها في الحياة اليومية، مشيراً إلى أن هذه الصناعة غيّرت طريقة الحياة التي يعيشها  الإنسان.

وذكر أن صناعة البلاستيك تتعرض لهجوم قوي، مشدداً على ضرورة التحرك الجدي لحماية هذه الصناعة والمساهمة في بناء حياة أفضل للمستقبل.

وكشف العوفي عن استضافة سلطنة عمان منتدى "جيبكا" المقبل، خلال المدة من 3 إلى 5 كانون الأول/ديسمبر 2024.

 

 

منصة للتطوير

 

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "سابك" السعودية رئيس مجلس إدارة "جيبكا" عبد الرحمن الفقيه إنه خلال السنوات السابقة لم يشكل هذا المنتدى مكاناً للتواصل فقط بل كان منصة ديناميكية للتطوير والتي ساهمت بشكل كبير في نمو وتطور هذه الصناعة في المنطقة.

 

 

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، أشار الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات عبد الوهاب السعدون إلى جائزة "جيبكا" (رواد) والتي يتم منحها إلى القادة والرواد في مجال البتروكيماويات في منطقة الخليج، معلناً عن فوز المدير العام السابق ورئيس مجلس الإدارة السابق لشركة قطر للبتروكيماويات "قابكو"، وعضو مجلس الإدارة السابق والمؤسس لـ"جيبكا" حمد راشد المهنّدي والذي تم تسليمه درعاً تكريمياً بهذه المناسبة.

وبعد ذلك، افتتح وزراء الطاقة والوفد المرافق المعرض المرافق لمنتدى "جيبكا" السنوي وجالوا على أقسامه كافة.