الرئيس التنفيذي لـ"هيئة الربط الكهربائي الخليجي": مشاريعنا تطرح مجالاً أكبر لدمج مصادر الطاقة المتجددة

  • 2023-01-25
  • 12:20

الرئيس التنفيذي لـ"هيئة الربط الكهربائي الخليجي": مشاريعنا تطرح مجالاً أكبر لدمج مصادر الطاقة المتجددة

  • أبوظبي - كريستي قهوجي

تشكل الاستدامة إحدى الأولويات الأساسية لدول مجلس التعاون الخليجي في إطار التحوّلات الهائلة التي تشهدها دول العالم في مجال تخفيض الانبعاثات الكربونية والتقليل من استخدام وسائل الطاقة التقليدية واستبدالها بطاقات متجددة ونظيفة والاعتماد على تقنيات الهيدروجين الأخضر بالإضافة إلى عوامل التغير المناخي التي تواجهها.

ولهذه الغاية، بدأت دول الخليج تستهدف التحول إلى طاقة نظيفة صديقة للبيئة وللإنسان وبتكلفة أقل من الوسائل التقليدية، وذلك عبر وضعها وتنفيذها لسلسلة من الخطط والسياسات والبرامج الطموحة التي تساعدها على التوسع في هذا المجال. ومن هنا، لعبت هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي دوراً بارزاً في تعزيز الاستدامة وتوفير شبكة كهربائية تربط بين مختلف الدول الخليجية ووضعها لخطط ربط كهربائي مع باقي الدول العربية والعالم.

وفي هذا السياق، كان لموقع "أولاً – الاقتصاد والأعمال" مقابلة مع الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي أحمد بن علي الإبراهيم على هامش "القمة العالمية لطاقة المستقبل" ضمن فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي عقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" في العاصمة الإماراتية أبوظبي من 14 إلى 19 كانون الثاني/يناير 2023.

- كيف تقيّمون مشاركتكم كهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي في أعمال "أسبوع أبوظبي للاستدامة"؟

يأتي "أسبوع أبوظبي للاستدامة" في العام الذي تستضيف فيه دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، ولذلك نرى الكثير من النقاشات والمحاور النقاشية التي تصب في إطار كيفية الاستعداد للمستقبل. ومن هنا، نعتبر أن مشاركتنا مهمة جداً خصوصاً في مجال تبادل الخبرات مع الشركات الأخرى وفي المساهمة ببعض الحلقات النقاشية ما يدعم التطور نحو الطاقة المستدامة ونحو معالجة التغيّر المناخي، وقمنا بمحاضرات في جناح هيئة الربط الكهربائي لعرض تجربتها خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى كيفية الاستفادة منها في المرحلة المقبلة.

- ماذا عن سعيكم إلى تعزيز التنمية المستدامة؟

بالنسبة للتنمية المستدامة، جميع دول مجلس التعاون الخليجي لديها خطط كبيرة في مجال تنمية الطاقة المتجددة والمستدامة. ودور هيئة الربط الكهربائي كشبكة تربط بين هذه الدول يتمثل بتوفير الشبكة لتساعد وتكون ممكّنة لهذه الدول لدمج مصادر الطاقة المتجددة والطاقة المستدامة، ولذلك فإن جزءاً من عملنا الآن هو تقوية الشبكة وتعزيزها وزيادة سعتها. لدينا حالياً سلسلة من المشاريع التوسعية بين دول مجلس التعاون الخليجي وهي توسيع الربط الكهربائي مع دولة الكويت والذي بدأ ودخل حيّز التنفيذ ونأمل أن يدخل حيّز التشغيل في العام 2024، ومشروع توسيع الربط الكهربائي وتعزيره مع دولة الإمارات العربية المتحدة ورفعها من 1200 ميغاواط إلى أكثر من 3000 ميغاواط وهذا المشروع في مرحلة المناقصات خلال الوقت الحالي، بالإضافة إلى مشروع الربط الكهربائي المباشر مع سلطنة عمان والذي سيبدأ في بداية العام 2024 على أن يبدأ تشغيله في العام 2026. كل هذه المشاريع تطرح مجالاً أكبر لدمج مصادر الطاقة المتجددة وبأحجام أكبر وكل دول مجلس التعاون الخليجي حالياً لديها خطط لتطوير الطاقة المستدامة بدءاً من المملكة العربية السعودية التي تستهدف 50 في المئة تقريباً من الطاقة المتجددة في العام 2030 ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان اللتين تستهدفان نحو 30 في المئة من الطاقة المستدامة في العام 2023، بالإضافة إلى بقية الدول التي يتراوح استهدافها للطاقة المستدامة ما بين 10 و 15 في المئة.

- هل لكم أن تحدّثونا عن الرؤية التي تتبنّاها هيئة الربط الكهربائي لدول الخليج في مجال الطاقة والاستدامة؟

تتمثل رؤيتنا بأن تكون منطقة الخليج العربي مربوطة ببقية الوطن العربي وبأوروبا وأفريقيا وآسيا بحيث أن تكون هناك أسواق لتجارة وتبادل الطاقة بين هذه المناطق ما يتيح فرصاً كبيرة لاستثمارات أفضل في مجال الكهرباء.

- ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

لدينا مشاريع توسعة داخلية مع المملكة العربية السعودية والبحرين وقطر وتقوية الشبكة الرئيسية للربط الكهربائي بينها، ولدينا خطة دراسة جدوى على المدى البعيد للربط الكهربائي مع آسيا وأفريقيا ونحن في صدد دراستها حالياً. جميع دول مجلس التعاون تسير نحو هذا الهدف. ومن ناحية ثانية نسعى إلى الربط الكهربائي مع المنظومات الأخرى حيث بدأنا خلال العام الحالي مشروع تنفيذ الربط مع جنوب العراق والذي يزوّد 500 ميغاواط من خلال رفع مستوى تزويد الكهرباء هناك ومن الممكن زيادته في المستقبل إلى ما بين 1000 و1500 ميغاواط. ولدى الهيئة دراسات جدوى لمشاريع ربط الكهرباء مع الأردن ومصر وقد تم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين الهيئة والقاهرة وعمّان في هذا الإطار ونأمل أن ننتهي من دراسة الجدوى خلال العام الحالي ونضع خطة لتنفيذ المشروع. هذا الربط مع مصر والأردن يتيح الربط مع الدول المجاورة مثل سوريا ولبنان في مرحلة لاحقة، كما إن الربط مع مصر يتيح لنا الوصول إلى أوروبا حيث نستطيع تصدير الطاقة المتجددة الإضافية التي تنتج من ناحيتنا إلى أوروبا على المدى البعيد خصوصاً في ظل الاحتياج الأوروبي إلى الطاقة وأزمة الغاز العالمية.