BOVET 1822: إلهام يتجاوز الممكن وتوسع في الشرق الأوسط

  • 2022-02-21
  • 16:00

BOVET 1822: إلهام يتجاوز الممكن وتوسع في الشرق الأوسط

  • دبي- برت دكاش

من كانت الطبيعة مصدر إلهامه، فإبداعه لا يمكن أن ينضب. ليست هذه بالضبط كلمات مالك ورئيس دار Bovet 1822 باسكال رافي الذي التقى به "أولاً- الاقتصاد والأعمال" في دبي أخيراً، بل من وحيها. يقول رافي إن مصدر إلهامه هما "العائلة والطبيعة"، ويعود ليشدّد، لدى سؤاله عن الاستدامة في قلب Bovet، "نحن موجودون في قلب الطبيعة، واحترام الطبيعة طبيعي جداً بالنسبة إلينا".

من سنحت له مناسبة زيارة "شاتو دي موتييه" Château de Môtiers الذي يعود بناؤه إلى القرن الثالث عشر في مقاطعة نويشاتل حيث يقيم رافي في جزء منه، وجزء منه مقر مصنع الساعات الرفيعة Haute Horlogerie التي تحمل توقيع الدار، يفهم تلقائياً قصده، تماماً مثل من يرى عن قرب ابتكارات العلامة، القديم منها والحديث، وآخرها مجموعة Miss Audrey Sweet Art ذات الميناء المصنوع من السكر.

حلم تحوّل إلى حقيقة

"شاتو دي موتييه" حيث مقرّ صناعة الساعات الرفيعة من Bovet 1822

شغف رافي لا يقف عند الساعات التي بدأ بتجميعها في عمر مبكر، متأثراً بجدّه، بل بعلامة Bovet نفسها التي حلم دوماً بشرائها واشتراها العام 2001 عندما تسنت له الفرصة لذلك، تماماً كما حصل عندما أتيحت له فرصة شراء "شاتو دي موتييه" العام 2006 من كانتون نويشاتل، والذي كانت عائلة هنري فرنسوا دوبوا بوفيه المتحدّرة من أصول المؤسس قدمته إلى الكانتون العام 1957.

هذا الشغف، ترجمه ويترجمه رافي في ابتكارات لا تساوم على النوعية، حتى في محاكاتها أجيال جديدة من هواة جمع الساعات يزيد عددها يوماً بعد يوم. ويقول: "لست ممن يلحقون بالاتجاهات الرائجة في صناعة الساعات، إنما نقدم كدار ساعات تحاكي جيلاً جديداً شاباً من هواة الجمع استخدمت في صناعتها مواد لم نستخدمها سابقاً مثل مادة الـPVD لكن من دون المس بروح Bovet، لأن هؤلاء الهواة الجديد يعرفون ماهية العلامة ويحترمونها، ولهذا السبب يطلبونها". ويعقّب عن تطور قاعدة هواة جمع ساعات الدار قائلاً: "قبل عامين كانت أعمار هواة جمع ساعات Bovet تتراوح ما بين الـ 45 و70 عاماً وأكثر، لكنهم الآن، سواء كانوا من الرجال أو السيدات، من فئات عمرية أصغر، وقد لمسنا ذلك خلال مشاركتنا أخيراً في أسبوع دبي للساعات إذ زار عدد لا بأس بهم جناح الدار، ونعدّ هذا إنجازاً في حد ذاته".

ويؤكد رافي في السياق نفسه "عدم مضاعفة الكميات المنتجة، وعددها 1000 ساعة في السنة، إذ لدينا هوية فريدة وسنحافظ عليها"، لافتاً الانتباه إلى "العودة إلى مستويات العام 2019 العام الماضي". ويضيف منوّهاً: "ساعدت فترة الحجر في تعميق المعرفة بصناعة الساعات، مما ترجم المزيد من تقدير العملاء لما نوليه في تصاميمنا من عناية بالتفاصيل، وجمال الشكل الخارجي لساعاتنا، وبالجانب التقني على مستوى الحركات".

ساعات استثنائية وفريدة

ساعة Bovet Tourbillon Battista

وعن الساعات الأكثر نجاحاً يوضح رافي أن "جميع مجموعات الدار تحقق النجاح"، مشدداً مرة أخرى على أن "اقتصار إنتاجنا على 1000 ساعة فقط هدفه التأكيد على ساعاتنا الاستثنائية والفريدة، وهو ما يبحث عنه هواة الجمع الحقيقيون، مستحضراً مجموعتي Miss Audrey Sweet Art ومجموعة 19 Thirty اللتين حققتا نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى التعقيدات الصغيرة والمتوسطة، والتعقيدات الكبرى ذات العدد المحدود جداً والتي بدورها تحقق نجاحاً عظيماً".

ويذكّر رافي بأن "Bovet علامة متكاملة، تنتج داخل مشاغلها جميع مكونات ساعاتها، مثلما تزود دوراً راقية بعضاً من هذه المكونات"، ويقول إن "صناعة الساعات الرفيعة رحلة، ومعرفة، ونقل خبرات، بالإضافة إلى النضج الذي يتحلى به هواة الجمع والذين يُقسمون إلى فئتين، فئة الذين يأتون ليضيفوا ساعات جديدة إلى مجموعتهم، وفئة الهواة الجدد الذين يأتون إلى Bovet لأنهم سمعوا عنها، وعما تقدمه من قيمة عالية، وإنتاج محدود، وصناعة حرفية يدوية تمثّل الرفاهية الحقيقية".

اقرأ أيضاً: صناعة الساعات السويسرية 2021: عودة الى مستويات ما قبل الجائحة

 دبي تتصدّر أسواق العلامة في المنطقة

يقرّ رافي أن "سوق دبي حيث توجد العلامة بالشراكة مع شركة أحمد صديقي وأولاده، هي أكبر أسواقنا في المنطقة المهمة بالنسبة إلينا كدار وحيث تزدهر أعمالنا"، مفصّلاً: "في شباط/ فبراير الجاري نفتتح رسمياً متجراً رئيسياً في Olaya Suites  في السعودية التي دخلناها العام الماضي، وذلك بالتعاون مع دار جواهر، في حين تحقق أعمالنا في الدوحة أداء جيداً بالتعاون مع نبيل أبو عيسى، وفي الكويت مع بهبهاني وعائلة جعفر في البحرين"، ويؤكد "التمثيل الجيد جداً والمتوازن للعلامة في المنطقة".

أوفياء لسلوك ومصداقية العلامة

وعن تحول الزبائن إلى الشراء في أسواقهم المحلية بسبب انتشار جائحة كوفيد-19 وتراجع حركة السياحة العالمية، يوضح رافي أن "سلوكنا، ومصداقيتنا، وتواضعنا لم يتأثروا بكوفيد-19، بل لا نزال أوفياء لهويتنا وقيمنا وشركاؤنا يقومون بجهود جبارة لتلبية طلبات الزبائن، وهذا أمر في غاية الأهمية وإيجابي جداً وهو يؤتي ثماره، سواء في دبي أو في مناطق ودول أخرى".

مجموعة "السكر"

ساعة Miss Audrey Sweet Art ذات الميناء المصنوع من السكر

لا يمكن إنهاء اللقاء من دون سؤال رافي عن مجموعة Sugar التي تمتاز بإطارها المصنوع من السكر وكيفية إنجازه. وفي هذا السياق، لا يخفي رافي ما رافق ذلك من خوف وقلق، موضحاً أن "إتقان هذه التقنية احتاج ثلاثة أعوام، وقد حازت براءة اختراع. لقد أخضعنا الساعة إلى تجارب عدة ولاسيما إلى معدلات حرارة مختلفة وظروف مناخية عدة، قبل أن نطرحها في السوق مع كفالة مدتها خمسة أعوام".

ويروي لـ "أولاً- الاقتصاد والأعمال" كيف ولدت فكرة الميناء المكون من السكر: "كنت أتحدث عبر الهاتف مع ابنتي الموجودة في نيويورك، وأنا أودعها دعوتها، جرياً على العادة بعبارتي sweetie وsweetheart، وعندما أقفلت الخط، تبادرت الفكرة إلى ذهني. وهكذا كان، كاشفاً لـ "أولاً- الاقتصاد والأعمال" أن براءة الاختراع لا تقتصر على السكر وحسب، وذلك لدى سؤاله عن احتمال استخدام مواد أخرى مثل الشوكولاته مثلاً".

وإذ تمثل هذه الساعة جزءاً من قطاع السيدات لدى الدار، يلفت رافي إلى أن هذا القطاع ينشط بشكل متنام، سواء من خلال مجموعة Miss Audrey أو مجموعة 19 Thirty التي تلقى إقبالاً من قبل النساء اللتين رفعتا حصة السيدات من أعمال العلامة إلى 20 في المئة، متوقعاً أن تزيد مجموعة Miss Audrey sweet Art المزمع تقديمها بعلبة مصنوعة من الذهب الصلب خلال العامين المقبلين حصة قطاع السيدات من مجمل أعمال الدار ولاسيما وأنها تجذب فئة الأصغر سناً منهن.