صناعة الساعات السويسرية 2021: عودة إلى مستويات ما قبل الجائحة

  • 2022-02-14
  • 09:23

صناعة الساعات السويسرية 2021: عودة إلى مستويات ما قبل الجائحة

  • برت دكاش

ينطلق معرض جنيف للساعات Watches and Wonders Geneva 2022 (الصالون العالمي للساعات الرفيعة سابقاً) في دورته الثلاثين حضورياً وافتراضياً في 30 آذار/ مارس على وقع نهاية عام جيدة جداً لصادرات الساعات السويسرية التي تجاوزت قيمتها أرقام العام 2019، وهو العام المرجعي المعتمد من قبل الاتحاد السويسري لصادرات الساعات.

بلغت قيمة الصادرات 22.3 مليار فرنك سويسري، بزيادة نسبتها 2.7 في المئة مقارنة بالعام 2019، وهي الأفضل التي يحققها قطاع الساعات على الإطلاق بحسب الاتحاد. فقد أتت النتائج مدفوعة بأرقام كانون الأول/ ديسمبر التي سجلت نمواً بنسبة 8.5 في المئة مقارنة بكانون الأول/ ديسمبر 2019، وبالنتائج القوية المحققة في تشرين الثاني/ نوفمبر، كما بالعودة إلى مستويات ما قبل الأزمة خلال أيلول/ سبتمبر والأداء الإيجابي في الربع الأخير من العام 2021.

ارتفاع في القيمة وتراجع في الكمية

الزيادة المحققة في قيمة الصادرات، لم تقابله زيادة في الكميات المصدرة، وعلى مستوى جميع المواد، لا بل تراجعت بنسبة 23.8 في المئة مقارنة بالعام 2019 وما مجموعه 4.9 ملايين وحدة، ليصل عدد الساعات المصدرة العام الماضي إلى 15.7 مليون وحدة. فعلى امتداد العام، ساهمت الساعات المصنوعة من المواد الثمينة في زيادة قيمة الصادرات، وكذلك الساعات التي يتجاوز سعر تصديرها الـ 3000 فرنك سويسري، على الرغم من تراجع كمياتها. واستمر انخفاض كميات الساعات المصنوعة من الفولاذ بالتراجع وكذا الساعات المصنوعة من الذهب والفولاذ معاً أو من معادن ومواد أخرى. وكذلك الساعات التي يقل سعر تصديرها من 500 فرنك، وقد سجلت في كانون الأول/ ديسمبر تراجعاً في قيمة صادراتها بنحو 26 في المئة مقارنة بكانون الأول/ ديسمبر 2019. في حين سجلت تلك التي يتراوح سعرها ما بين الـ 500 و3000 فرنك انكماشاً طفيفاً في عدد القطع، لكنه لم يحل دون زيادة مهمة من حيث القيمة بلغت نسبتها 6.3 في المئة.

في الموازاة، شهدت الساعات التي يتجاوز سعر تصديرها الـ 3000 فرنك مجدداً نمواً قوياً وتصدرت السوق في ديسمبر كما كانت طوال العام الماضي، علماً أن عدد الوحدات المصدرة المصنوعة من مواد ثمينة بلغت في ديسمبر الماضي 35.3 مليون وحدة بقيمة 656.7 مليون فرنك، بتراجع نسبته 2.7 في المئة من حيث الكمية مقارنة بديسمبر 2019، مقابل زيادة بنسبة 12.4 في المئة من حيث القيمة. كذلك انخفضت كمية الساعات المصدرة المصنوعة من الفولاذ بنسبة 9.9 في المئة، إلى 932.6 مليون وحدة بينما زادت قيمتها بنسبة 7.5 في المئة إلى 717.8 مليون فرنك. وتراجع بدوره عدد الساعات المصنوعة من الذهب والفولاذ معاً بنسبة 18.7 في المئة إلى 91.2 مليون وحدة، مقابل زيادة في قيمتها بسنبة 4.4 في المئة إلى 279.7 مليون فرنك.

وعلى صعيد المعادن الأخرى، سجلت كميات الساعات المصدرة في ديسمبر تراجعاً بنسبة 19.2 في المئة إلى 139.3 مليون وحدة، مقابل زيادة في قيمتها بنسبة 11.3 في المئة إلى 108.1 ملايين فرنك، وتراجعت الكميات المصدرة من المواد الأخرى بنسبة 19.4 في المئة إلى 303.5 ملايين وحدة، مقابل زيادة في قيمتها بنسبة 2.1 في المئة إلى 56.6 مليون وحدة.

اقرأ أيضاً:

زيادة النشاط في سوق الساعات المستعملة ضمن الـ20 و100 ألف دولار

الابتكار والإنتاج المحدود

جاءت أرقام الصادرات لتعكس نهجاً اعتمده صانعو الساعات العام الماضي تمثّل بتركيزهم على الابتكار لمواجهة الأزمة والصعوبات التي واجهتها الصناعة عموماً العام 2020 بسبب جائحة كورونا وما رافقها من إغلاق متكرّر للمصانع والمتاجر على حدّ سواء. كذلك اقتصر إنتاج الدور على الإصدارات المحدودة من حيث الكميات، في وقت اختارت أخرى عبارة "إنتاج محدود" عوضاً عن "إصدار محدود"، كإجراء آخر للتكيّف مع الواقع الجديد الذي فرضه الوباء. وأتت هذه الإصدارات بغالبيتها مصنوعة من مواد ثمينة أو مبتكرة ومستدامة، بالإضافة إلى احتواء بعضها على حركات جديدة.

وفي لقاءات مع أولاً- الاقتصاد والأعمال خلال معرض جنيف للساعات في دورته الماضية والتي نظمت افتراضياً بسبب جائحة كوفيد-19، أكّد رؤساء هذه الدور ومسؤولون فيها، أن الابتكار لطالما كان قيمة أساسية من قيم علاماتهم، والكمية المحدودة إنما هدفها الحفاظ على عنصر الندرة، أو بسبب عدم قدرة العلامات على إنتاج كميات كبيرة.

الأسواق العشر الأولى

تصدرت الولايات المتحدة خلال العام 2021 الأسواق المستوردة للساعات السويسرية مع 3.07 مليارات فرنك سويسري، بزيادة نسبتها 27.8 في المئة مقارنة بالعام 2019. وحلت الصين ثانية مع 2.96 مليار فرنك، بزيادة نسبتها 48.8 في المئة، وهونغ كونغ ثالثة مع 2.13 مليار فرنك، على الرغم من تراجع حجم وارداتها من الساعات السويسرية بنسبة 20.7 في المئة مقارنة بالعام 2019.

واحتلت سوق اليابان المركز الرابع مع 1.41 مليار فرنك، بتراجع نسبته 11.9 في المئة، والمملكة المتحدة المرتبة الخامسة مع 1.33 مليار فرنك، وبتراجع نسبته 2.4 في المئة. وحلت سنغافورة سادسة مع 1.27 مليار فرنك، بزيادة نسبتها 0.6 في المئة، وألمانيا سابعة مع 1.06 مليار فرنك، بتراجع نسبه 5.9 في المئة.

وجاءت الإمارات في المركز الثامن من حيث وارداتها من الساعات السويسرية مع 995.5 مليون فرنك، بزيادة نسبتها 6.4 في المئة، وفرنسا ثامنة مع 953.9 مليون فرنك، وبتراجع نسبته 11.2 في المئة، واحتلت إيطاليا المركز العاشر مع 859.6 مليون فرنك، وبتراجع نسبته 11.5 في المئة.

الشرق الأوسط: الإمارات في الصدارة

على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حافظت الإمارات على صدارة أسواق المنطقة خلال العام الماضي، واحتلت السعودية المرتبة الثانية مع 316.5 مليون فرنك، بتراجع نسبته 1.8 في المئة وحلت في المركز الرابع عشر عالمياً. وحققت قطر 184.4 مليون فرنك، بتراجع نسبته 5.4 في المئة، وحلت في المركز الواحد والعشرين عالمياً. وجاءت الكويت رابعة على مستوى المنطقة وفي المركز الخامس والعشرين عالمياً مع 150.7 مليون فرنك، وبزيادة نسبتها 1.7 في المئة، كذلك حلّت البحرين خامسة في المنطقة، وفي المركز السادس والعشرين عالمياً مع 137.2 مليون فرنك، وبزيادة نسبتها 5.9 في المئة.

وكانت الإمارات حلت سابعة عالمياً في كانون الأول/ ديسمبر، والسعودية في المركز الثاني مع 31.5 مليون فرنك، وبزيادة نسبتها 10.4 في المئة، في حين تقدمت إلى المركز الثاني عشر ضمن أول ثلاثين سوقاً مستوردة للساعات السويسرية في العالم. واحتلت قطر المركز الثالث على مستوى المنطقة والتاسع عشر عالمياً مع 20.3 مليون فرنك، وبزيادة ملحوظة نسبتها 42.8 في المئة. وجاءت الكويت في المركز الرابع على مستوى المنطقة والثالث والعشرين عالمياً مع 16.3 مليون فرك، وبزيادة كبيرة بلغت نسبتها 78.5 في المئة، وحلّت عمان في المركز الخامس على مستوى المنطقة والسادس والعشرين عالمياً مع 12.4 مليون فرنك، وبزيادة نسبتها 34.2 في المئة.

 

اقرأ أيضاً:

ARAMEDES: التكنولوجيا الحديثة في خدمة صناعة الساعات التقليدية

 

آسيا تستأثر بأكثر من نصف صادرت الساعات السويسرية

على مستوى القارات، استأثرت آسيا بأكثر من نصف صادرات الساعات السويسرية، إذ بلغت حصتها من الإجمالي 52.1 في المئة مع 11.60 مليار فرنك، وبزيادة نسبتها 1.0 في المئة، وتلتها أوروبا مع 6.39 مليارات فرنك، بتراجع نسبته 3.4 في المئة، وما نسبته 28.7 في المئة من الإجمالي.

وبلغ مجموع صادرت الساعات السويسرية إلى القارة الأميركية 3.8 مليارات فرنك، بزيادة نسبتها 21.7 في المئة، وما نسبته 17.2 في المئة من إجمالي الصادرات.

وسجلت صادرات الساعات السويسرية إلى أوقيانيا ما قيمته 299.2 مليون فرنك، بزيادة نسبتها 17.1 في المئة، فيما بلغت الصاردات إلى القارة الأفريقية 151.3 مليون فرنك، بتراجع نسبته 16.5 في المئة.