WATCHBOX: زيادة النشاط في سوق الساعات المستعملة ضمن الـ20 و100 ألف دولار

  • 2022-01-27
  • 10:54

WATCHBOX: زيادة النشاط في سوق الساعات المستعملة ضمن الـ20 و100 ألف دولار

  • دبي- برت دكاش

يقول الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة WatchBox المتخصصة في تجارة الساعات المستعملة جاستن رايس في حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" خلال مشاركته في أسبوع دبي للساعات إن "سوق الساعات الثانوية هي اليوم أقوى من أي وقت مضى"، مشيراً إلى أنه "في حين نتوقع استقرار أسعار بعض القطع المسعرة بأكثر من قيمتها الحقيقية، إلا أن الاتجاهات الكلية مستقرة. وتمنح قوة السوق حالياً المستهلكين الثقة للشراء والاستثمار في قطع أغلى، ولاسيما مع وجود سوق لهذه القطع في حال أرادوا التداول أو بيعها في المستقبل".

الجائحة فتحت السوق أمام جمهور اوسع

يضيف رايس قائلاً: "شهدت سوق جمع القطع الفاخرة عموماً تحولاً خلال فترة الجائحة شمل سوق اقتناء الساعات التي لطالما اعتُبرت هواية خاصة بشريحة محدّدة من العملاء. فقد فتحت الجائحة هذه السوق أمام جمهور أوسع، مسرّعة التغيرات التي بدأت خلال العقد الأخير، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت"، مؤكداً أن "السوق تكبر أكثر فأكثر. وعلى الرغم من أن جمع الساعات هو هواية مدفوعة بشغف صرف بالنسبة إلى الكثيرين في مجتمعنا، إلا أن الطاقة وانتباه الإعلام إليها جذبا عدداً كبيراً من الوافدين إليها من الهواة الناشئين والجدد، بالإضافة إلى أصحاب الشهية بالاستثمار في استثمارات بديلة". ويُعقب قائلاً إن "استمرار تخطي الطلب العرض في السوق الأولية، سيُديم بدوره الديناميكية الحالية في السوق الثانوية".

تطور مفهوم المستعمل

عن تطور السوق منذ تأسيس الشركة، يروي رايس: "عندما أطلقنا WatchBox العام 2017، كان مفهوم "المستعمل" مختلفاً تماماً عما هو عليه اليوم. تاريخياً، كانت أطراف غير مسموح لها من قبل العلامات تقود هذه السوق، تماماً كما حصل لدى نشوء صناعة السيارات التي لاحقاً احتضنت فئة السيارات المستعملة. شرعنا كشركة في إعادة تعريف التجربة الحديثة للساعات المستعملة. وكان هدفنا تقديم الأصالة، والشفافية في التسعير، والثقة بهذه الفئة، وأخيراً رفع مستوى التجربة والنظرة إلى المستعمل عالمياً. وقد ساعد نظام المستعمل اليوم، وزيادة عدد اللاعبين الكبار على الساحة، في نشر هذه الرسالة و"تشريعها"، لذلك نرى أن محور النقاش اليوم تجاوز السوق "الأولية" أو الثانوية"، وبات أكثر حول مجمل سوق الساعات العالمية".

ويضيف رايس: "إن معدل نمو سوق الساعات، سواء من ناحية حجم هواة الجمع أو الزبائن الجدد الوافدين إلى الساحة، يزداد بسرعة. وبحسب ماكنزي آند كومباني، من المتوقع أن ينمو مجمل السوقين الأولية والثانوية من 66 مليار دولار إلى 97 ملياراً بحلول العام 2025. وتشير توقعات الشركة إلى تمدد سوق المستعمل ما بين 8 و10 في المئة ما بين العامين 2019 و2025، والأولية ما بين 1و3 في المئة. وهذا الاتجاه سجلته أيضاً مجموعة بوسطن الاستشارية Boston Consulting Group التي تتوقع أن تتقدّم السوق الثانوية من حيث الأداء على السوق الأولية بحلول العام 2030"، ويعقّب بحماسة: "إنه وقت مثير جداً في هذه الصناعة".

العلامات المستقلّة تتصدّر

اللافت خلال العامين الأخيرين كان أداء صانعي الساعات المستقلين المميز مقارنة بأداء العلامات التابعة لمجموعات الكبرى. ويشرح رايس في هذا السياق: "خبرت سوق الساعات نجاحاً ملحوظاً ضمن جميع فئاتها تقريباً خلال العام 2021، لكن العلامات التابعة لمجموعات لم تلحق بهذا الركب عموماً كما لم يلحق صانعو الساعات والعلامات المستقلّون. وهذه الفئة تشمل Rolex، وPatek Philippe وAudemars Piguet، بالإضافة إلى علامات الساعات المستقلة المتخصصة، أي ذات قاعدة عملاء محددة niche مثل F.P. Journe، وDe Bethune، وH. Moser & Cie، وGrönefeld وMB&F. هناك عوامل عدة تلعب دوراً في هذا المجال، وهي تندرج تحت مظلة الرؤية والقيادة الطويلة الأجل".

ويتابع: "إن العلامات التي تحقق نجاحاً كبيراً، سواء في السوق الأولية أو الثانوية، لديها قادة ديناميكيون يقودون الدفة وملتزمون بالاستثمار في المستقبل، بينما العلامات التابعة لمجموعات، غالباً ما تقودها مجالس الإدارة ومجموعات التركيز Focus Groups. وضغط الأداء الفصلي وإرضاء مجلس الإدارة والمساهمين على المدى القريب، غالباً ما يشكلان عائقاً أمام هذه العلامات لتحقيق أهدافها، ويجعلانها أحياناً عرضة لخطر نتائج عكسية ويزيدان الضغط على أدائها، في حين أن العلامات المستقلة الرائدة، سواء كانت دوراً كبيرة أو صانعي ساعات متخصّصين، تقودها الرؤية القوية، والابتكار وطريقة جديدة بالنظر إلى حرفتهم، ولا يمثّل النجاح التجاري القوة الدافعة لكل قرار تتخذه أو لطرح منتج جديد، مما يخوّلها تحقيق نمو عضوي".

اقرأ أيضاً: ARAMEDES: التكنولوجيا الحديثة في خدمة صناعة الساعات التقليدية

من يشتري ساعة مستعملة؟

لكن من هم زبائن الساعات المستعملة؟ يجيب رايس أن "الساعات المستعملة أضحت طلباً لهواة الجمع المخضرمين الذين يشاركوننا حبنا للساعات، كما للوافدين الجدد إلى الساحة. وكما ذكرت سابقاً، السوق تكبر أكثر فأكثر، مقابل عرض ثابت نسبياً متاح من المنتجات الجديدة المطروحة من قبل العلامات في السوق. والطلب على الساعات الرفيعة جداً، من توقيع العلامات الراسخة والأكثر شهرة، يتخطى ببساطة ما تقدمه السوق من عرض، مما يؤدي إلى دفع الناس الذين لم يفكروا قط بشراء ساعة مستعملة إلى الانضمام إلى هذه الفئة".

ويتابع مزيداً: "أكثر من تجذبهم ساحة المستعمل، هم الباحثون عن قطع غير متاحة بسهولة في السوق الأولية، إذ يلجأ  بعض هواة الجمع إلى فئة المستعمل لاكتشاف مجموعات سابقة محدودة، وأخرى توقف إنتاجها والقطع الاستثنائية المُصدرة قبل أن يتمكّن أحدهم من الحصول عليها وباتت متوفرة في السوق الثانوية"، لافتاً إلى أن "قطعاً استثنائية تباع أحياناً بقيمة عالية جداً في السوق الثانوية"، مشدّداً على أن "جيلاً جديداً من هواة الجمع تبنّى فئة المستعمل لكونها تتماشى مع خيارات الشراء المستدامة".

وعن نصيحة WatchBox للراغبين في شراء ساعة في السوق الثانوية يقول رايس: "نحن لدى WatchBox نصنّف الساعات المستعملة كأصول للتداول مع منافع آنية، وتسعير تقوده السوق، لكننا لا ننظر إلى الساعات على كونها "استثمارات مالية"، بل هواية مدفوعة بالشغف".

ويتابع موضحاً: "عندما يختلّ التوازن بين العرض والطلب، ستزيد فرصة شراء منتج مهم بقيمة باهظة جداً حكماً، إلا أن السوق تتبدل والشروط المالية تتغيّر، لذلك إذا كان أحدهم يحب مجموعة ساعاته ستكون خيبته أقل مقارنة بمن يشتري ساعات على أساس المضاربة أو الضجيج المثار حولها".

ماذا يطلب العملاء؟

ورداً على سؤال عن الساعات الأكثر طلباً في سوق المستعمل، يؤكّد رايس استمرار كل من Rolex، وPatek Philippe وAudemars Piguet  بتحقيق أداء قوي في سوق المستعمل، إلى جانب علامات مستقلة رائدة مثل F.P. Journe، وH.Moser & Cie. وDe Bethune  وسواها"، مشيراً إلى أن "WatchBox متخصصة في الساعات الفريدة جداً والقابلة للجمع، وشهدنا زيادة جوهرية في النشاط ضمن مروحة الأسعار ما بين 20 ألف و100 ألف دولا، علماً أن ثقة عدد كبير من زبائننا بشراء ساعات بأسعار أعلى زادت، نظراً الى الاعتراف الأكبر بالسوق الثانوية وقوتها". 

ويضيف مستطرداً: "العلاقة بين سوقي الساعات الأولية والثانوية تتشابك بشكل كبير. وليس أفضل من الرئيس التنفيذي لدار Audemars Piguet فرنسوا- هنري بنهامياس بوصف السوق الثانوية بقول في مقابلة مع WatchPro قبل سنوات "إنها مرآة لما أنت عليه".

ويكمل: "لقد جرى تثقيف مستهلكي الساعات الفاخرة حول توفر خدمات تجارية موثوقة، وفرص تطوير مجموعاتهم، والتوقعات بشأن خدمة جديرة بالثقة. ولدى النظر إلى WatchBox Middle East، فهي شراكة بين WatchBox  وأحمد صديقي وأولاده، وهذه الشراكة دليل على نجاح اجتماع السوقين الأولية والثانوية".

ويشدّد رايس على أن "زبائننا هم محور كل ما نقوم به، ومقاربة WatchBox ذات البعد العالمي ترتكز على كيفية تنمية العديد من الهواة مجموعاتهم، وتغييرها، والاستمتاع بها إلى أقصى الحدود، وهذا يشمل تقديم محتوى عالي الجودة وأدوات تثقيفية، إذ إن البحث غالباً ما يسبق قرارات الشراء، إلى مجموعة أنشطة، وأحداث تثقيفية، واتخاذ خطوات لإلغاء الاحتكاك بين عملية الشراء والبيع. وسواء كانوا يشترون ساعة جديدة أو مستعملة، فإنهم يبحثون في النهاية عن شريك جدير بالثقة يمكنه أن يرشدهم، ويعلّمهم ويساعدهم في الوصول إلى ساعات فريدة وقابلة للجمع".

اقرأ أيضاً: FERDINAND BERTHOUD: صناعة الساعات التقليدية بإطلالة عصرية

الاستثمار في صناعة الساعات

وعن استثمار WatchBox في صانع الساعات المستقل De Bethune واحتمال تكرار التجربة يقول رايس: "منذ تأسيس الشركة، أيدنا صناعة الساعات المعاصرة والعلامات المستقلة، ونحن متحمسون لمساعدة زبائننا وهواة الجمع لاكتشاف ساعات صنعها حرفيون، وصانعو ساعات ومهندسون-ماكرو بارعون. وDe Bethune هي، بلا شك، إحدى هذه العلامات المستقلة الاستثنائية. وعندما أتيحت لنا فرصة الاستثمار فيها، لم نفكر بذلك مرتين. وفرصة الاستثمار في صانعي ساعات مميزين سيكون محط اهتمامنا، خصوصاً في عالم العلامات المستقلة وصانعي الساعات اللامعين الذين، مع ذلك، عليهم الاستفادة بدورهم من البنية التحتية لشركات أكبر، وبما أننا نتطلّع إلى العام 2022، فإننا فخورون جداً بدعم الشريكين المؤسسين للعلامة دينيس فلاجيلو وبيير جاك في قيادتهما للفصل المقبل من صناعة ساعات استثنائية لدى علامة De Bethune". 

توسّع جغرافي وفق مفهوم "غير تقليدي"

وماذا عن توسيع حضور WatchBox الجغرافي خلال العام الحالي؟ يكشف رايس: "سنطور حضورنا الواقعي في نيويورك، ولوس أنجلوس، وميامي، وهيوستن ودالاس، بالإضافة إلى زوريخ، وطوكيو والرياض"، مشيراً إلى أن "المواقع المنتقاة لن تكون "بوتيكات" تقليدية، إنما مساحات مبتكرة محورها الأساس مجتمع الساعات في هذه المدن والتواصل الشخصي مع العملاء، إذ سيكون بمقدور عشاق الساعات التواصل ومشاركة حبهم للساعات الفاخرة، ورؤية مخزون فريد وبناء علاقات ستعزز خبراتهم في مجال الجمع".

ويتابع موضحاً: "في وقت يمثّل موقعنا الإلكتروني جزءاً مهماً من عملنا، إلا أن معظم مبيعاتنا تحصل اليوم عبر الهاتف. ونستخدم موقعنا الإلكتروني وإستراتيجيات التسويق الرقمية للمساعدة في إرشاد العملاء المحتملين، من ثم بناء علاقات مع عملائنا ودعم سلوك الاقتناء عندهم يتم عبر الهاتف وشخصياً، وأيضاً من خلال مبادرات تثقيفية مثل وضع مكتبتنا التي تضم آلاف الفيديوهات العملية في متناولهم".

ويختم قائلاً: "منذ تأسيسنا WatchBox، شكّل ترسيخ الثقة مع مجتمع الساعات ذروة اهتمامنا، وفي حين نوسّع بصمة الشركة، فأن نكون على مقربة من مجتمعنا لتقديم أجود خدمة وتعزيز علاقاتنا به من خلال أحداث خاصة بهذا المجتمع وبهواة الجمع، وفرص التعليم، والتجارب الخاصة، فهذا أمر في غاية الأهمية، وبمجرد بناء الثقة، يمكننا دعم مجتمعنا باعتماد أداة التواصل الأنسب لهم".