FERDINAND BERTHOUD: صناعة الساعات التقليدية بإطلالة عصرية

  • 2021-12-18
  • 09:00

FERDINAND BERTHOUD: صناعة الساعات التقليدية بإطلالة عصرية

  • دبي- برت دكاش

في اللقاء الأول بالرئيس الشريك في دار Chopard كارل- فريدريك شويفوليه في دبي، لم تكن خافية على أحد، حماسته المدفوعة بشغف كبير لدى كلامه عن إصدارات الساعات الحاملة توقيع العلامة التي احتفلت هذا العام، بمرور 25 عاماً على تأسيس Chopard Manufacture.

الحماسة نفسها، على الرغم من مرور أعوام بين الحديثين الأول والأخير إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" خلال أسبوع دبي للساعات، تقرأ على ملامح شويفوليه، وبين كلماته لدى كلامه عن علامة Ferdinand Berthoud التي يرأسها منذ أطلقها بنفسه العام 2009 وطرحت أولى إصداراتها العام 2015. ولدى سؤاله: "أين ترى نفسك أكثر، في Chopard أو Ferdinand Berthoud؟ يجيب:" أرى نفسي في صناعة الساعات الرفيعة؛ أنا أقدّر هذه الصناعة وأجد ذاتي في هذه الحرفة وكل ما يفيد صناعة الساعات".

انطلاقة مفعمة بالزخم

أصرّ شويفوليه على إجراء الحديث في جناح العلامة في المعرض ضمن أسبوع دبي للساعات، محاطاً بقطع تدلّ على شخصية حامل اسم العلامة وإصدارات الدار التي خوّلتها الفوز، بعد عام واحد فقط من طرح أولى ابتكاراتها، بجائزة "العقرب الذهبي" l’Aiguille d’Or لساعة Chronométrie Ferdinand Berthoud FB`، ضمن جائزة جنيف الكبرى لصناعة الساعات GPHG. ويروي شويفوليه، المعروف بتواضعه، قائلاً: "عندما مُنحنا الجائزة لم يكن قد مرّ على تأسيس العلامة الكثير من الوقت، وكدت، حرفياً، أهوي عن كرسي، إذ لم أتوقع ذلك قط خصوصاً وأننا نشارك مع علامات تقليدية وذات تاريخ طويل في صناعة الساعات، كنت آمل أن أفوز بجائزة عن فئة الكرونوميتر، ولكن ليس بالجائزة الكبرى".

ويكمل موضحاً عن الساعة: "أردنا أن نقدم شيئاً يعكس هوية العلامة التي اكتشفناها، وليس أن نقوم بشيء بطريقة سهلة. وهذا ما قدّره ويقدّره هواة الجمع والصحافة المتخصّصة".

اقرأ أيضاً: أسبوع دبي للساعات يتحدى كوفيد-19 وينجح في جمع أهل القطاع

أسلوب عصري

لكن، لماذا تقديم ذلك تحت اسم علامة جديدة وليس Chopard؟ يجيب: "عندما اكتشفت فردينان بيرتو كعالم وصانع ساعات تاريخي، وصاحب المؤلفات العلمية، أردت أن أعيد بناء إرثه وإحياء العلامة بأسلوب عصري. واشتهر بيرتو في صناعة الكرونوميتر Chronometry، ليس بالضرورة أكثر الساعات تعقيداً إنما أكثرها دقة. لذلك، تمثّل Ferdinand Berthoud بالنسبة إلي خطاً مختلفاً عن Chopard. وكانت الفكرة الأساسية، منذ تأسيس العلامة، تتمحور حول كيفية تقديم Ferdinand Berthoud في ساعة يد، لأنه لم يصنع ساعة يد قط، بل ساعات بحرية، وساعات معلّقة Pendulum، ومن هنا، حملنا مسؤولية الماضي وإبداع الحاضر، وكان علينا إيجاد طريقة للتعبير عن كل ذلك".

ويتابع مفصّلاً: "ما بين شراء الملكية وبدء التفكير جدياً بنوع الحركة التي سنصنعها، ثلاثة أعوام، ثم أربعة أعوام بين النموذج الأساسي والمنتج النهائي، وقد قدمنا أول ساعة العام 2015، بعد أن بدأنا العمل عليها في نهاية العام 2009 ومطلع العام 2010".

الجهة الخلفية لساعة FB1

وعن كيفية تلقّي وسط الساعات Ferdinand Berthoud، يقول: "عندما طرحنا العلامة، أتت الأصداء مرحّبة بالحركة، إنما اعتبرت العلبة عصرية جداً، وسُئلنا عن سبب عدم تصنيع علبة دائرية، واستجبنا لذلك بتقديم الساعة بعلبة دائرية. وما هو مثير للاهتمام، هو أن للساعتين في الحقيقة هويتهما الخاصة الآن، علماً أننا لم نشأ تقديم الساعة بمظهر "قديم" Vintage إنما عصرية، لأنني أعتقد أن للعلامة هدفاً، وهو الدقة، والبساطة بطريقة ما؛ فالبساطة غالباً ما تكون جميلة عندما نصنع شيئاً ما".

ويضيف شويفوليه: "أعتقد أننا وجدنا قاعدة زبائن مهمة من خلال مقاربة Ferdinand Berthoud الجديدة، ويمكن القول إنها نجحت على مستوى العالم"، مذكّراً أنه "في البداية، كان لا بدّ من أن يدرك الناس ويفهموا من هي Ferdinand Berthoud. إنما الآن، أعتقد أننا أرسينا الاسم في وسط هواة الجمع الجديين".

ورداً على سؤال عن مدى استفادة Ferdinand Berthoud من اسم Chopard لناحية تثبيت اسمها والثقة بها، يجيب شويفوليه "إنها محظوظة بالاستفادة من المعرفة التي تمتلكها Chopard، ومن خبرة المصنع الذي أنشأناه قبل 25 عاماً. أعتبر ذلك فرصة وامتيازاً، لأنه من دون ذلك ما كنا لنقوم بذلك بهذه السرعة. كذلك استطعنا، من خلال شبكة توزيع Chopard الواسعة، من التحرك، على الأرجح، بسرعة أكبر مما كان فعله غيرنا، وهذا بالطبع أفهمه كامتياز عظيم".

ويكمل موضحاً: "أردنا أن تكون لـ Chopard، سواء ساعات L.U.C أو Alpine Eagle هويتهما، ولـ Ferdinand Berthoud هويتها الخاص. وعندما أقول إنه لا يوجد برغي واحد في Fredinand Berthoud من Chopard، فأنا أعني ذلك بالفعل. كل ما هو في ساعة Ferdinand Berthoud صنع من قبل Ferdinand Berthoud أو صنع لأجلها. لا يوجد أي تبادل بينهما، والهدف منذ البداية أن تكون لـ Ferdinand Berthoud هويتها الخاصة".

إنتاج "حصري"

عن إنتاج الدار يقول شويفوليه إلى أن مجموع إنتاج هذا العام يصل إلى نحو 35 ساعة، لافتاً الانتباه إلى أنه "في ظل فريق العمل الحالي لا نستطيع إنتاج كمية أكبر، خصوصاً بمستوى جودة ساعاتنا".

وبالنسبة إلى أسواق العلامة، "فهي موجودة حالياً في الشرق الأوسط، وسنغافورة، واليابان، والولايات المتحدة وأوروبا إلى حد ما"، يتابع شويفوليه، ويزيد: " لم تفتح السوق الصينية بعد، ولا نريد ذلك، أولاً، بسبب الكميات الصغيرة جداً المنتجة حالياً، وثانياً، لم تُتح لنا فرصة تقديم ساعاتنا حضورياً هناك بسبب الإغلاق خلال العامين الأخيرين. ولسنا على عجلة من أمرنا". ويكشف أنه في العام المقبل، سنطرح ساعة FB3 بسعر أقلّ يقارب الـ140 ألف فرنك سويسري مقارنة بساعات العلامة الأخرى التي يصل ثمنها إلى أكثر من 200 ألف فرنك، إنما بمستوى الجودة نفسه".  

وعن تطور مجتمع هواة الجمع في الشرق الأوسط، يقول شويفوليه مشيراً إلى المعرض: "يكفي النظر إلى تركّز علامات مستقلة، بإنتاج صغير في هذا المعرض المفتوح للعموم، وهو ما لم أره في أي مكان آخر، دليل على وجود اهتمام في ازدياد مستمر بالصناعة".

ساعة FB 1RS

ازدهار العلامات المستقلة

ولدى سؤاله عن سبب تأثر العلامات المستقّلة عموماً بالأزمة الصحية العالمية بنسبة أقل مقارنة بمجموعات الساعات الكبرى، لا بل ازدهار أعمال عدد كبير من هذه الدور المستقلة، يشرح شويفوليه قائلاً: "أعتقد أنه كان لدى الناس متسّع من الوقت خلال الأزمة للبحث، وفهم ما نحن عليه كعلامات مستقلة. وعندما نفهم مثلاً كيف وُلدت Ferdinand Berthoud، ومن تكون، وكيف تُصنّع، وكل الأفكار بشأنها، لا شك سنقيّمها بطريقة مختلفة، مقارنة بتقييمها عندما ننظر إليها بشكل عارض. هذه الساعات تحتاج إلى شرح، وهذا يحتاج إلى الوقت، وخلال تلك المرحلة كان لدى الناس متّسع من الوقت لذلك".

لكن ماذا عن شراء مثل هذه الساعات أونلاين؟ يجيب مشيراً إلى ساعات العلامة: "لا أعتقد أن ساعة مماثلة يمكن شراؤها أونلاين. قطعاً، يمكن شرحها أونلاين، والدخول في حوار بشأنها مع هواة الجمع، إنما في النهاية، الكل يجمع على إرادته لمس الساعة، وتجربتها وتشغيلها. وهذا شيء، لحسن الحظ، غير متاح بعد أونلاين".

ويضيف معقّباً: "حققت مبيعات Chopard الأونلاين نتائج جيدة العام الماضي، لكن هذه المبيعات ارتبطت بجانب تقليدي، إذ إن بعضهم سبق أن رأى الساعة ولمسها قبل شرائها أونلاين، أو رآها عبر الإنترنت وطلبها أونلاين لرؤيتها.

إصدارات متزايدة

شيئاً فشيئاً تمتلئ جعبة الدار السويسرية الحديثة النشأة بالإصدارات. ويشير شويفوليه إلى ساعة FB 1RS ويقول: "تستخدم هذه الساعة المخرمة حركة موجودة أصلاً، وما فعلناه هو تخريمها لاتاحة الفرصة أمام محبي الساعات استكشاف الحركة، بما يشبه الغوص فيها. إنها ساعة نابضة، ومخصّصة لهواة الجمع".

في المقابل، يوضح شويفوليه دالاً على ساعة FB 2RE ذات العلبة الدائرية، أن "هذه الساعة موجّهة عموماً إلى خبراء الساعات مقارنة بالأخرى، لكونها تقليدية أكثر مع مينائها الجميل المطلي Enamel بطريقة تقليدية، وهي تُعدّ من الساعات الأرفع من الناحية التقنية مقارنة بقريناتها من الساعات ذات العلبة الدائرية. لكن سواء ساعة FB 1RS أو ساعة FB 2RE، فكلتاهما تحملان لمسة نهائية تقليدية على الرغم من أن الأولى تحمل أيضاً لمسة عصرية أكثر من خلال الطلاء الأسود، فيما الثانية عولجت الجهة الخلفية لعلبتها بلمسة مكلفنة. إنهما متناقضتان، وكل واحدة موجهة إلى شريحة مختلفة من العملاء".

ساعة FB 2RE

التزام بالأسلوب التقليدي

وانطلاقاً من شغفه بصناعة الساعات التقليدية الرفيعة، يشير شويفوليه إلى انخراط دار Ferdinand Berthoud بالمشروع الذي أطلقه غروبل فورسي لبناء ساعة ميكانيكية وفق الأساليب التقليدية. ويقول: "هذه الساعة هي الثالثة ضمن المشروع، تأخر العمل عليه بسبب كوفيد-19 العام الماضي. وتتمحور فكرة المشروع حول إدماج جيل صانعي الساعات الأصغر سناً وتقريبهم من الطريق القديمة في صناعة العلب والحركات، أي بناء الساعة بالطريقة القديمة. ويبدي الكل لدينا حماسة لذلك، وقد وضعنا الآلات، وبدأ بعضهم ينتج مكوّنات ساعات Fredinand Berthoud بالطرق القديمة، علماً أن فريق Chopard كان منخرطاً كذلك في المشروع".

وفي هذا السياق، يعقّب شويفوليه: لا يزال أمام الساعات الميكانيكية الكثير لتخبره، وهي الشيء الوحيد الذي نرتديه غير متصل بشيء، وآمل أن تبقى كذلك"، كاشفاً عن شرائه أخيراً "ساعة يد Chopard ترجع إلى ثلاثينات القرن الماضي عملت فور تشغيلها، وهو ما لن يحصل أبداً مع هاتف ذكي بعد ستين عاماً".

في ختام اللقاء، يؤكد شويفوليه أنه سيكون "سعيداً برؤية سيدات يرتدين ساعات Ferdinand Berthoud التي ستقدم إصدارات أصغر حجماً، وهنالك واحدة نعمل عليها حالياً، لكن ما من توجّه في الوقت الحالي لطرح ابتكارات مخصّصة للسيدات".

وبين رغبته النابعة من حماسته التي لم تخف طوال مدة الحديث بالكشف عن كل ما في جعبة الدار من مشاريع مستقبلية، والاحتفاظ بذلك إلى أن يحين الوقت المناسب، يردّ شويفوليه على السؤال الختامي حول نيّة طرح الدار لساعة معلّقة "بندلوم"، كتحية لتاريخ Ferdinand Berthoud في هذا المجال: "لن أقول إنه لن تكون هنالك واحدة".