المدير الإقليمي لـ"زايلم" في الشرق الأوسط: التكنولوجيا تسهم في تأمين المياه إلى الأفراد بكميّات أكبر

  • 2021-10-27
  • 13:36

المدير الإقليمي لـ"زايلم" في الشرق الأوسط: التكنولوجيا تسهم في تأمين المياه إلى الأفراد بكميّات أكبر

  • كريستي قهوجي

تعتبر مسألة تأمين المياه إلى الأفراد من أهم الخطط والأولويات التي عملت وتعمل على تطويرها وتنفيذها حكومات الدول وخصوصاً العربية منها في ظل بنية تحتية متهالكة ووسائل ضخ بدائية من جهّة، وتطوّر تكنولوجي مهمّ يساعد تلك الدول على تحسين جودة تأمين المياه وإيصالها إلى شعوبها بشكل مستدام من دون الوقوع في عوائق أو مشاكل تؤدّي إلى هدر المياه في البحار والمحيطات. وبدأت الدول عمليات الاستثمار بالتكنولوجيا الرقمية من خلال الاعتماد على وسائل متطوّرة تساهم في تأمين هذه المادة الحيوية إلى كل الأفراد من خلال تحديد الثغرات في الشبكات وإصلاحها بشكل فوري.

تجديد الشبكات المائية

وفي هذا السياق، يقول المدير الإقليمي لشركة "زايلم" في الشرق الأوسط وتركيا ناجي سكاف في مقابلة مع "أولاً – الاقتصاد والأعمال" إن ثلث المرافق العامة التي توزّع المياه تعتبر أن 40 في المئة من هذه المياه ضائعة ولا تعود بمداخيل مالية إلى الشركات بالإضافة إلى عدم وصولها بكثافة عالية للمستهلكين. ويضيف سكاف أن هناك تركيزاً في المنطقة العربية على إعادة إصلاح وتجديد الشبكات المائية الموجودة من خلال التكنولوجيا الرقمية عبر العدّادات الذكية وغيرها لتحديد أماكن الخلل والعمل على إصلاحها، مشيراً إلى أن 5 في المئة من المياه في المنطقة كان يعاد استخدامها في السابق بينما هناك استثمارات كبيرة قد بدأت اليوم ومستمرة للوصول إلى نسبة 100 في المئة من المياه المعاد استخدامها من دون إهدارها في الأنهر والبحار.

تأمين المياه للشعوب العربية

وحول سعي الدول العربية لتأمين المياه إلى مواطنيها، يلفت النظر إلى أنه ما بين العرض والطلب على المياه أصبح هناك طلب قوي على البنية التحتية للاستثمارات المائية القائمة حالياً نسبةً للإنتاج والتوزيع، موضحاً أن الحلول تسير ضمن مسارين، حيث إن المسار الأول يشمل استثمار الدول بقطاع المياه بشكل أكبر فيما المسار الثاني يتمثّل بأن تكون الاستثمارات ذكية من خلال التكنولوجيا الرقمية التي تساعد على تخفيض حجم الاستثمارات لحجم معيّن من المياه للتوزيع مما سيعود بالمنفعة على المجتمعات القائمة فيها بحكم أنه بنفس محفظة الاستثمارات الموجودة يمكن تأمين المياه بكميّات أكبر إلى مناطق أبعد.

الصعوبات

ويقول إن حكومات الدول حدّدت الصعوبات التي تواجهها في مسألة تأمين المياه إلى مواطنيها وهي موجودة في معظم تقارير وخطط الاستدامة في المنطقة العربية وتشكّل إحدى الأولويات بالنسبة الى مشاريع الاستدامة، مشدداً على ضرورة مراقبة إمكانات الدول للاستثمار في هذا المجال، لافتاً النظر إلى أن الاستثمارات في منطقة الخليج وتركيا قائمة ضمن مسارين، حيث إن المسار الأول يتمثّل بالاستثمار من قبل الحكومات في قطاع المياه والثاني يتمثّل باستثمار القطاع الخاص بنسبة 100 في المئة أو بنسبة شراكة بينه وبين القطاع العام. ويعتبر أن هناك فرصاً وحلولاً نابعة من اعتبار حكومات الدول أن هذه المسألة أساسية ومهمّة لإيصال المياه إلى أكبر عدد ممكن من مواطنيها ومن خلال إيصال المياه بطريقة أكثر استدامة.

"زايلم"

ويذكر أن شركة "زايلم" أميركية مدرجة في بورصة نيويورك ويعمل فيها نحو 16 ألف موظف، مشيراً إلى أن مبيعاتها خلال العام 2020 قاربت نحو 5 مليارات دولار أميركي، موضحاً أنها شركة رائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا المياه وتلتزم بتطوير الحلول المبتكرة للتغلّب على التحديات المعقّدة التي يواجهها العالم في مجال المياه من خلال تلبية الحاجات العالمية من الطاقة والمياه وخدمات الصرف الصحي. ويلفت النظر إلى أن اسم شركة "زايلم" (Xylem) يأتي من اللغة اليونانية القديمة الذي يشير إلى النسيج الوعائي الذي ينقل المياه ضمن النباتات مما يؤكد الأعمال الهندسية لأعمال الشركة في تكنولوجيا المياه ومن خلال ربط هويتها بأفضل أنظمة نقل المياه الطبيعية.

خدمات الشركة

وحول خدمات الشركة، يشير إلى أن "زايلم" تساعد عملاءها من خلال حلولها المبتكرة على نقل المياه ومعالجتها واختبارها واستخدامها بفعالية في المرافق العامة وفي خدمات المباني السكنية والأماكن التجارية والصناعية، مضيفاً أن الشركة تقدّم محفظة رائدة من أنظمة القياس الذكية (Smart Metering) وتقنيات الشبكات والحلول التحليلية المتقدمة للبنى التحتية لمرافق المياه والغاز والطاقة. ويضيف أن مقر الشركة الرئيسي في نيويورك وتتخذ من إمارة دبي مقراً إقليمياً في منطقة الشرق الأوسط وتهدف من خلاله إلى تلبية احتياجات الشرق الأوسط وتركيا، لافتاً النظر إلى أنها تملك مصانع عدة لمنتجاتها في المنطقة.

مهام سكاف

ويضيف أنه من خلال منصبه كمدير تنفيذي للشركة في الشرق الأوسط وتركيا سيعمل على الاستراتيجية العامة للشركة وتنفيذ مشاريعها في المنطقة بما في ذلك مساعدة الشركات العامة بالاستثمارات التي تقوم بها، مشيراً إلى أنه سيعمل على زيادة محفظة "زايلم" من المنتجات المحلية بالإضافة إلى زيادات في فرص العمل في هذا المجال.

محطات

وحول أبرز المحطات في مسيرته المهنية، يشير سكاف إلى أنه تلقى دروسه في كندا وفي الولايات المتحدة الأميركية والتحق بشركة عالمية فرنسية في هيوستن متخصصة في مجال الكيماويات ثم التحق بالمقر العام للشركة في باريس، مضيفاً أنه سافر إلى مصر حيث عمل في مشروع استحواذ على عدد من الشركات ليعود وينتقل بعدها إلى دبي حيث عمل في قطاع الغازات في إحدى الشركات حيث تولى منصب مدير عام الشركة في دولة الإمارات ومدير تنفيذي للشركة نفسها في وقت لاحق ثم التحق بشركة "إير برودتكس" الأميركية المتخصصة بمجال الكيماويات في الإمارات حيث شغل منصب رئيس الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا، إلى أن انضم الى شركة "زايلم".

تحوّل على الصعيد الرقمي

ويذكر أن منطقة الشرق الأوسط تشهد اليوم تحوّلاً كبيراً على الصعيد الرقمي وتمهّد الحكومات العربية الطريق للربط المباشر بين التحديثات الرقمية لشركات المرافق العامة والأمن الاقتصادي بالإضافة إلى تنمية الوعي حول الدور الكبير لشركات المرافق الذكية باعتبارها أحد أهم العوامل لبناء المدن الذكية، مشيراً إلى أن العدّادات الذكية تؤدي دوراً مهماً بتوفير قدرات التشغيل الآلي بالنسبة الى قدرتها على تتبّع قياس استخدام المياه بطريقة دقيقة فضلاً عما تقدّمه من مزايا رئيسية للكشف عن التسرّب في الوقت الحقيقي والوصول السريع إلى مكامن الخلل والعمل على إصلاحه بسرعة، لافتاً النظر إلى أن التحول الرقمي يعدّ من أهم ركائز مشاريع الاستدامة خصوصاً في مبادرات مشاريع الخمسين التي أطلقتها دولة الإمارات أخيراً.