"موديز" تخفض تصنيف "السعودي الفرنسي" وتعدّل نظرتها المستقبلية

  • 2021-07-02
  • 11:00

"موديز" تخفض تصنيف "السعودي الفرنسي" وتعدّل نظرتها المستقبلية

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

خفّضت وكالة موديز تصنيفات الودائع على المدى الطويل بالعملة المحلية والأجنبية للبنك السعودي الفرنسي BSF إلى درجة A2 من درجة A1، كما خفّضت الوكالة التصنيف الائتماني الأساسي BCA والتصنيف الائتماني الأساسي المعدل إلى الدرجة baa1 من درجة a3.

وأبقت الوكالة على النظرة المستقبلية السلبية لتصنيفات الودائع على المدى البعيد للبنك ما يعكس النظرة المستقبلية السلبية لتصنيف المصدر من درجة A1 لحكومة المملكة العربية السعودية.

حيثيات التصنيفات 

يعكس خفض تصنيف التقييم الائتماني الأساسي BCA للبنك السعودي الفرنسي من a3 إلى baa1  الضغط المستمر على جودة أصول البنك، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الربحية والسيولة الاحتياطية. 

الى ذلك، ارتفعت القروض المتعثرة للبنك السعودي الفرنسي بحسب الوكالة خلال السنوت الأخيرة حيث بلغت نسبتها نحو 1.3 في المئة في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، كما سجلت ربحية البنك انخفاضاً ولو طفيفاً.

ولفتت الوكالة النظر إلى أن مستويات الربحية ستبقى أقل من تلك المسجلة في مرحلة ما قبل الجائحة متأثرة بارتفاع تكاليف المخاطر إلى مستوى أعلى من المتوسط وببيئة تتميز بانخفاض أسعار الفائدة. ويبقى مستوى احتياطات السيولة للبنك متينة غير إنه انخفض نتيجة لسداد البنك لبعض الودائع الباهظة بهدف تحسين عوائد إدارة الأصول والالتزامات، ويعكس التقييم الائتماني الأساسي من درجة baa1  أيضاً رسملة البنك القوية وواقعه التمويلي المتين. 


ضغط مستمر على جودة الأصول 

لا يزال البنك السعودي الفرنسي يتمتع بجودة أصول مرتفعة ومتينة، غير إنه سجل تراجعاً على هذا الصعيد خلال السنوات السابقة. وفي هذا السياق، تتوقع وكالة "موديز" أن تبقى مخاطر جودة الأصول مرتفعة، نظراً الى كون بعض المقرضين ولاسيما في قطاعي البناء والتجارة، لا يزال يعاني من تداعيات اضطرابات جائحة كورونا كما إن الإنفاق الحكومي لا يزال منخفضاً بسبب انخفاض أسعار النفط.

وسجلت مقاييس جودة أصول البنك في السنوات الأخيرة تراجعاً مع ارتفاع القروض المتعثرة 1.4 في المئة في العام 2016 إلى نحو 3.1 في المئة في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي. 

وأشارت الوكالة إلى أن تركيز البنك على الأعمال المصرفية الخاصة بالشركات، يجعله أكثر عرضة للمخاطر السلبية بسبب التركز الائتماني، لكنها نوهت في الوقت نفسه بالنهج المتحفظ للبنك في إدارة المخاطر والتعرف على القروض المتعثرة مقارنة بمصارف محلية أخرى. 

  

انخفاض الربحية 

كذلك تناولت "موديز" تطور وواقع ربحية البنك السعودي الفرنسي، مشيرة إلى الانخفاض الواضح في الأرباح خلال العام الماضي، نتيجة التراجع الحاد لنسبة صافي الدخل إلى الأصول الملموسة والتي بلغت نحو 0.8 في المئة مقارنة بنحو 1.75 في المئة في نهاية العام 2019، ويعود ذلك إلى حدّ كبير إلى ارتفاع تكاليف المخاطر بسبب الاضطراب الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا.

وتتوقع "موديز" أن تتعافى ربحية البنك السعودي الفرنسي في المستقبل غير إنها ستبقى أدنى من مستوياتها قبل جائحة كورونا. وعلى الرغم من توقعات الوكالة بانخفاض تكاليف المخصصات خلال العام الحالي مقارنة بالعام 2020، الا إنها ستبقى مرتفعة مقارنة بالمتوسط التاريخي، كما إن هوامش الربحية ستبقى عرضة لانخفاض أسعار الفائدة، اذ إن إدارة مزيج الأصول والالتزامات والاستخدام الكفء لتحويط أسعار الفائدة ساعدت البنك على حماية هامشه أحسن من النظام المصرفي. وبلغ هامش ربحية البنك نحو 2.7 في المئة في العام الماضي، مقارنة بنحو 2.78 في المئة في العام 2019. وتتوقع الوكالة استمرار الضغط على هامش البنك نتيجة لاستمرار انخفاض أسعار الفائدة ولارتفاع حدة المنافسة في مجال الإقراض للشركات. وبشكل إيجابي، سيظل ّ تركيز البنك السعودي الفرنسي على الشركات أهم دافع لكفاءة التكاليف القوية من خلال نسبة التكاليف إلى الدخل بلغت 34 في المئة كما في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 2020. 


تراجع احتياطات السيولة رغم متانها

من جهة أخرى، أوضحت الوكالة أن احتياطات السيولة للبنك السعودي الفرنسي تبقى متينة، غير إنها انخفضت في السنوات الأخيرة نتيجة سداد البنك لبعض الودائع الضخمة واستخدم موارده من السيولة للقيام بذلك. وبلغت أصول البنك السائلة نحو 25 في المئة من الأصول الملموسة كما في نهاية العام 2020، وهو أدنى من نسبة الاحتياطي السائلة البالغة 30 في المئة التي كان يحتفظ بها البنك سابقاً. كما لفتت الوكالة النظر إلى أن توسع البنك في محفظة القروض أدت إلى ارتفاع نسبة القروض الاجمالية إلى الودائع إلى نحو 106 في المئة في نهاية العام 2020 مقارنة بنحو 97 في المئة في نهاية العام 2019. 

القدرة القوية على امتصاص خسائر القروض

هذا، يعدّ رأس المال نقطة قوة ائتمانية أساسية تدعم الواقع الائتماني للبنك السعودي الفرنسي، كما ظلت نسبة حقوق الملكية الملموسة إلى أصول البنك الملموسة قوية عند 16.2 في المئة في نهاية العام 2020، مقارنة بنحو 16.9 في المئة في العام 2019. هذا، وبلغ معدل كفاية رأس المال من الشريحة الأولى نحو 20.5 في المئة في نهاية العام 2020، مقارنة بنحو 18.3 في المئة في نهاية العام 2019، مدعومة بالإصدار البالغ قيمته 5 مليارات ريال. وتتوقع الوكالة أن يحافظ البنك السعودي الفرنسي على رسملة قوية مدعومة بالاحتفاظ بالأرباح. 

النظرة المستقبلية 

تعكس النظرة المستقبلية السلبية لتصنيفات البنك السعودي الفرنسي على المدى البعيد من الدرجة A2 النظرة المستقبلية السلبية لتصنيف المُصدر للمملكة العربية السعودية من الدرجة A1 وهو ما يوفر الدعم لتصنيف البنك على هذا الصعيد. 

العوامل المستقبلية المؤثرة 

وخلصت الوكالة إلى القول إنه نظراً الى النظرة المستقبلية السلبية، من المستبعد رفع تصنيفات البنك السعودي الفرنسي في المستقبل القريب. يمكن إرجاع النظرة المستقبلية لتصنيفات الودائع على المدى البعيد إلى مستقرة إذا تم رفع النظرة المستقبلية للتصنيف السيادي، كما إن وكالة "موديز" تتوقع أن تبقى مخاطر البيئة التشغيلية مستقرة بشكل عام.