"رأس الخيمة" تواجه تداعيات كورونا بزيادة الاستثمارات السياحية

  • 2021-06-30
  • 12:10

"رأس الخيمة" تواجه تداعيات كورونا بزيادة الاستثمارات السياحية

المدير التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة: التعامل مع تأثيرات الجائحة بالابتكار

  • زينة أبو زكي

قبل سنوات أطلقت إمارة رأس الخيمة استراتيجيتها السياحية التي تهدف إلى تنمية القطاع السياحي من خلال تطوير البنية التحتية السياحية واتخاذ المبادرات والقيام بالحملات الترويجية لمقومات الإمارة التي من شأنها جذب السياح وتحقيق السياحة المستدامة. وفي حلول العام 2020 ومع انتشار جائحة كورونا وما خلفته من آثار على القطاعات الاقتصادية كافة ومنها السياحة، شهد قطاع السياحة في رأس الخيمة بعض التراجع.

عن تأثير جائحة كورونا على نشاط القطاع السياحي في الإمارة والإجراءات التي اتخذتها بهدف تحقيق التعافي يتحدث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" المدير التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة راكي فيليبس.

 يقول فيليبس:"من المؤكد أن أزمة كورونا أثرت على القطاعات كافة وبخاصةً القطاع السياحي الذي شهد انخفاضاً بنسبة 75 في المئة عالمياً. ومن المعروف أن القطاع السياحي في الإمارات يساهم بنسبة 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، في حين يعمل في القطاع نحو 750 الف موظف. أما بالنسبة إلى رأس الخيمة فانخفض عدد الزوار بنسبة 25 في المئة العام 2020 مقارنةً بالعام 2019، وهذا الانخفاض أفضل بكثير من المعدل العالمي، حيث ساهم في ذلك الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الامارات والتي تمثلت بتكثيف اختبارات كورونا وارتفاع معدلات اللقاح في ما بعد، حيث بدأنا نرى بوادر تعافي تمثلت في اهتمام أسواق مثل روسيا، كازاخستان وأوكرانيا هذا فضلاً عن النمو الحاصل في حركة السياحة الداخلية".

عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2021

ويشير فيليبس إلى أنه حتى خلال الاقفال العام كان هناك زوار للإمارة من الإمارات المجاورة يقصدون رأس الخيمة لمقوماتها الطبيعية ومنها على سبيل المثال جبل جيس، حيث تم اعتمادها عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2021 من قبل وزراء السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي  تأكيداً على جهودها السريعة والفعالة للتصدي لأزمة كوفيد-19 ، الأمر الذي ساهم في حصولها على الاعتماد الدولي كوجهة سياحية آمنة للسياحة الداخلية.

دعم الشركات العاملة بالقطاع وفتح أسواق جديدة

وعن الاجراءات التي تتخذها رأس الخيمة لإستعادة النشاط الطبيعي للقطاع يقول فيليبس: "منذ بداية الجائحة، وضعنا خططاً داعمة للشركات غير الحكومية ومنها: الفنادق، المؤسسات الصغيرة والأدلاء السياحيون تمثلت بتقديم الدعم المادي لتمكينهم من تخطي المرحلة والمحافظة على موظفيهم، كما قمنا بإلغاء الرسوم المتوجبة كافة عليهم ووضعنا خططاً تسويقية بهدف جذب السياح، كما وفرنا اللقاح لكل العاملين في القطاع السياحي وإجراء فحص PCR أسبوعياً بهدف المحافظة على سلامة الزوار والموظفين على حد سواء، ايضاً بدأنا بالحملات التسويقية وإعطاء حوافز للزوار التي بدأت تظهر نتائجها، كما عملنا على تنشيط حركة الطيران من وإلى الإمارة، حيث تم توقيع اتفاقات مع طيران كازاخستان ومع الطيران الروسي والأوكراني بهدف تسيير رحلات مباشرة إلى رأس الخيمة، بالإضافة إلى توقيع اتفاقات مع منظمي الرحلات مع ظهور بوادر النمو من هذه الأسواق".

نمو مزدوج في عدد السياح العام 2021

ويتوقع فيليبس أن يزور رأس الخيمة 915 الف سائح خلال العام الحالي حيث تشهد الإمارة نمواً مزدوجاً عن العام الماضي، ومع النمو الحاصل من الأسواق الروسية والسوق المحلية. ويضيف: "نحن جاهزون لاستقبال الزوار من ألمانيا، المملكة المتحدة وأوروبا الغربية. أما بالنسبة الى نسب الإشغال ولاسيما في فترة الأعياد وعطل نهاية الأسبوع فهناك تحسن بنسبة 28 في المئة عن فترة ما قبل الجائحة. أما بالنسبة الى الأشهر الأربعة الأولى من العام فبلغت نسبة الإشغال أكثر من 60 في المئة، هذا فضلاً عن التحسن في معدل قيمة الغرفة، مشيراً إلى أن معدل كلفة الغرفة في الفنادق الفاخرة يبلغ نحو 850 دولاراً".

20 مشروعاً سياحياً بقيمة 500 مليون درهم

وعن حركة الاستثمار في الإمارة ومدى تأثرها بالجائحة يقول فيليبس: "خلال الاقفال العام استمرينا بالاستثمار في القطاع السياحي حيث قمنا بتحسين الطرقات وإشارات السلامة وخصوصاً على مسار المشي في جبل جيس، وتم الإعلان خلال معرض سوق السفر العربي الماضي عن استثمارات بقيمة 500 مليون درهم في 20 مشروعاً سياحياً سيتم تنفيذها خلال الـ 24 شهراً المقبلة. وتتراوح المشاريع بين فنادق على جبل جيس ومنها مساكن صديقة للبيئة وغيرها من مناطق الجذب التي تتضمن النشاطات الرياضية الصديقة للبيئة في جبل جيس ومنها أعلى مطعم في دولة الإمارات وقرية للطعام والشراب ومشاريع أخرى عدة، هذا بالإضافة إلى أن هناك فنادق عدة سيتم افتتاحها هذا العام على جزيرة المرجان. وتضم الإمارة حالياً 6700 غرفة فندقية ولكن خلال الأشهر الستة المقبلة سوف تضاف 2000 غرفة جديدة مع افتتاح فنادق انتركونتننتال وراديسون وموفنبيك وهامبتون من هيلتون وهو أول منتجع من هامبتون في العالم.

السعودية أبرز أسواقنا المستهدفة

أما بالنسبة الى الشرائح السياحية التي تزور رأس الخيمة، يقول فيليبس "نحن لا نركز على سوق واحدة أو شريحة واحدة فحسب بل نستهدف أسواقاً وشرائح متنوعة. قبل الجائحة كانت الأسواق الخمس الرئيسية المصدرة للسياح في رأس الخيمة هي المملكة المتحدة، روسيا، ألمانيا والهند. حالياً نحن نوسع التنوع في الأسواق ونتطلع إلى أسواق جديدة، منها كازاخستان التي نمت بشكل ملحوظ كسوق مصدرة للسياحة إلى رأس الخيمة وكذلك جمهورية التشيك، ولكن نولي حالياً اهتماماً كبيراً بالأسواق الخليجية وبخاصةً السعودية حيث هناك حملة تسويقية جديدة تستهدف الخليجيين، خصوصاً وأن الإمارة تشكل وجهة سياحية مميزة للعائلات، وكذلك للأزواج كما لمحبي الطبيعة والمغامرات. فمنتجع ريتز كارلتون الوادي على سبيل المثال تمّ اعتباره أفضل ريتز كارلتون في العالم وهو عبارة عن فلل خاصة في الصحراء ويشكل نقطة جذب قوية.

 الابتكار سيقود الاتجاهات السياحية بعد "كورونا"

وعن كيفية تغير صناعة السياحة والعودة إلى أرقام ما قبل الجائحة، يقول فيليبس "لا شك أن صناعة السياحة تغيرت ويجب القيام بالأشياء بطريقة مختلفة ومبتكرة، فالسياح يتطلعون إلى الصحة والسلامة والتجارب الجديدة، لا يمكننا أن نقوم بالأشياء كما كنا قبل كورونا فعلينا أن نبتكر ونعمل مع بعضنا بعضاً عن قرب كما هي الحال في الإمارات. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أهمية التلقيح بهدف تأمين الصحة والسلامة للجميع، والإمارات أثبتت ريادتها في هذا المجال، ولكن بالنظر إلى العالم لا تزال نسب التلقيح ضئيلة، لذلك لا يمكننا فقط الاعتماد على اللقاح لفتح السفر يجب أن ننظر إلى اختبارات كورونا وسبل تسريع عملية التعافي، لافتاً إلى أن قيود الحجر الصحي مؤذية جداً للسفر ونأمل بإعادة النظر بها ووضع المزيد من الاستثمار بالاختبارات واللقاحات التي ستساعد في إعادة الحياة إلى صناعة السياحة والسفر بشكل أسرع.