كوفيد-19: دراسة جديدة تعيد خلط الأوراق

  • 2021-05-07
  • 13:49

كوفيد-19: دراسة جديدة تعيد خلط الأوراق

هل كورونا مرض رئوي أم داء يصيب القلب والأوعية الدموية؟ً

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

ذكرت دراسة أجريت حديثاً في جامعة سان دييغو ونشرت في مجلة Circulation Research أن كوفيد-19 مرض يصيب القلب والأوعية الدموية وليس داءً رئوياً، مما قد يفسّر التجلطات الدموية لدى بعض مرضى الفيروس ومشاكل أخرى لا تشبه عوارضها العوارض الكلاسيكية للأمراض الرئوية.

البروتين "أس"

يضم فريق عمل الدراسة علماء من معهد SALK. والجديد الذي تبيّنه يرتبط بالشكل الذي يهاجم فيه الفيروس نظام الدورة والأوعية الدموية. فالبروتين أس S للفيروس أي رؤوس التاج المسننة، يهاجم الأنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 المتلقي، تالفاً الميتوكوندريا التي تنتج طاقة الخلايا، وبالتالي يتلف البطانة Endothelium التي تربط الأوعية الدموية، وهذا أمر تم رصده في وقت سابق، إلا أن الآلية الدقيقة ودور البروتين أس لم يكونا معلومين، علماً أن هذا البروتين منسوخ في جميع اللقاحات المتوفرة حالياً.

وخلق العلماء فيروساً كاذباً لغرض الدراسة يحتوي فقط على البروتين أس وليس باقي الفيروس، ليبرهنوا داخل المختبر أن هذا البروتين وحده كاف للتسبب بالمرض، والتأثير على النظام التنفسي هو نتيجة التهاب أنسجة الأوعية الدموية في الرئتين.

وبحسب الأستاذ المساعد الباحث وأحد كبار المشاركين في كتابة هذه الدراسة يوري مانور، فإن "عدداً كبيراً من الناس يعتقدون أنه مرض رئوي، إنما هو في الحقيقة مرض مرتبط بالأوعية الدموية"، مما قد يفسر سبب وجود تجلطات لدى بعض الناس، ولماذا بعضهم يعاني من مشاكل في أجزاء أخرى من جسمه. والجامع بينهم، هو أن الكل يعاني من مشاكل مرتبطة بالأوعية الدموية، وفق ما جاء على موقع يوينيوز.

ويعتقد رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى جامعة بيلفيتج البروفيسور رفايل ماريز مانديلوس أن المشكلة المتعلقة بالأوعية الدموية قد تكون مرتبطة بالاستجابة الالتهابية لنظام المناعة لدى المريض.

اقرأ أيضاً:
لقاحات كورونا: من يشتريها أولاً.. وسبق مع تحور الفيروس

الاكتشاف الجديد واللقاحات

إلى ذلك، لا يعتبر ماريز مانديلوس أن هذا الاكتشاف يغير دراماتيكياً إمكانات العلاج لمعظم الحالات الخطيرة، مذكراً أن "العلاجات بالدواء المضاد للتجلطات لم يثبت فعالية بصورة خاصة، وحتى الآن من الموصى به التركيز على الالتهاب الذي تسببه الاستجابة المناعية"، وإذ أكد أنها "ليست مشكلة مستجدة داخل العناية المركزة"، ذكّر "بأننا لا نزال لا نملك أي علاج للتجلطات التي تسببها الاستجابة المناعية الناتجة عن العدوى".

وفي وقت لا يزال النقاش مفتوحاً داخل المجتمع العلمي، يعتقد مارييز مانديلوس أن هذه الدراسة "لا تطرح التساؤلات حول اللقاحات المتوفرة، على الرغم من أنه من المفترض أن يصار إلى فهم أفضل لتسبب لقاح أسترازينيكا ولقاح جونسون أند جونسون ببعض الحالات النادرة من التجلط الدموي".

أسترازينيكا يتلقى صفعة جديدة

وفي سياق متصل، أوصى علماء الحكومة البريطانية أخيراً بتقديم بديل عن لقاح أسترازينيكا لمن هم في العقد الثالث من العمر، وذلك بعد ورود تقارير عن إحداث اللقاح تجلطات دموية مميتة. وتشكل التوصية صفعة جديدة لجامعة أوكسفورد وشركة الصناعات الصيدلانية الإنكليزية- السويدية المنتجة للقاح الذي يعد رخيصاً مقارنة باللقاحات الأخرى المتوفرة حالياً. فقد واجهت الشركة نكسات كثيرة كان آخرها إعلان الدنمارك عدم استخدام اللقاح إطلاقاً، وذلك بعد تعليق استخدامه وإقراض ألمانيا 55 ألف جرعة منه. وحدّت دول أوروبية أخرى من استخدامه على أثر تسببه بتجلطات دموية لدى عدد ممن هم من فئة الشباب.

وتظهر البيانات الصادرة في بريطانيا أخيراً، تسجيل 242 حالة تجلط دم نادر بين البريطانيين الذين حصلوا أقلّه على الجرعة الأولى من اللقاح، من بينها 49 حالة وفاة. وثلثا الأشخاص الذين تأثروا بالحالة هم دون الستين عاماً، بحسب صحيفة الفايننشال تايمز.