BURBERRY.. أولى ضحايا قطن "كزيجنيانغ" الصينية

  • 2021-03-30
  • 07:30

BURBERRY.. أولى ضحايا قطن "كزيجنيانغ" الصينية

  • برت دكاش

لم تكدّ شركة Bonaveri المصنّعة لتماثيل العرض الإيطالية الفاخرة Mannequins تسجل ما يشبه السابقة بتحقيقها انتصاراً مزدوجاً في الصين، بحصولها عبر محكمة شينزين الشعبية أولاً على تعويض مالي وثانياً على كامل حقوق ملكية مجموعتها Aloof ضد شركة الموضة الصينية Ellassy المملوكة من Shenzen Ellassay Fashion، أحد أبرز اللاعبين في صناعة الألبسة في الصين، حتى ظهرت في الأفق بوادر أزمة جديدة بين الصين والمملكة المتحدة وبينها وبين دول في أوروبا والعالم.

انتصار قابلته عقوبات

هذا الانتصار القضائي في بلد ينتج 80 في المئة من المنتجات المقلدة والمزورة سنوياً في العالم، قابله أخيراً إعلان وزارة الخارجية الصينية فرض عقوبات على تسعة أفراد وأربع مجموعات بسبب "نشرهم معلومات خاطئة وافتراءات خبيئة" عن قضايا حقوق الإنسان في ولاية كزيجنيانغ. وقالت الوزارة إن هذه المعلومات والافتراءات هي تدخل في شؤون الصين الداخلية، وتمثّل خرقاً للقوانين الدولية وتشوّه علاقات الصين مع المملكة المتحدة. وجاءت هذه العقوبات بعد أيام على فرض بريطانيا عقوبات على ما زعمت أنه استغلال لحقوق الإنسان في غرب كزيجنيانغ، وبدا ذلك وكأنه استكمال لتعليق مجموعة ترويج القطن المستدام "مبادرة قطن أفضل" Better Cotton Initiative في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي موافقتها على القطن القادم من كزيجنيانغ، أكبر ولاية منتجة للقطن قي الصين، لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان.

دار Burberry أول المتضرّرين

ترجمة العقوبات الصينية على مجموعات بريطانية ظهرت أولى ملامحها على دار الموضة الراقية Burberry التي خسرت، بسبب عضويتها في هذه المبادرة، سفيرتها في الصين الممثلة زو دونغهيو التي أوقفت عقدها مع الدار، كذلك أزالت شركة "تانسينت هولدينغ" المنتجة للعبة الفيديو الشعبية Honor of Kings تصميم الدار الأيقوني (الدمغة المقلّمة) من الملابس التي ترتديها شخصيات اللعبة، توازى ذلك مع هجوم عنيف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومؤسسات إعلامية تقليدية منها حكومية على "العلامة واتهامات الغرب بالاستغلال في ولاية كزيجنيانغ".

ووصلت حملة الردود العنيفة إلى علامات شعبية مثل H&M وAdidas وNike لتعبيرها في وقت سابق عن آراء "حساسة" بشأن شروط العمل في كزيجنيانغ.

اقرأ أيضاً:
باتريك شلهوب:
لم يعد جائزاً الفصل بين التجزئة الواقعية والإلكترونية

إغلاق متاجر

تواجه H&M ردود فعل عنيفة وصلت إلى حدّ إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية لمقاطعة العلامة، وذلك بعد وقوع مستخدمي هذه المواقع المحليين على بيان للعلامة السويدية تقول فيه إن العلامة لن تستورد بعد الآن القطن من XUAR (منطقة الحكم الذاتي للأوغور في كزيجنيانغ) لأسباب تتعلق باستخدام القوة بحق العمال. وعليه، فإن عدداً كبيراً من المتاجر التابعة للعلامة أجبر على الإغلاق في الصين نتيجة للحملة، ومنها متاجر العلامة في بيجين، وأورومكي عاصمة مدينة XUAR وشينغدهو بسبب حملة المقاطعة.

مقاطعة رقمية

وتمددت المقاطعة لتشمل المواقع الرقمية، إذ عمدت منصات رقمية متعددة مثل Tmall وTaobao المملوكتين من Alibaba على حجب منتجات H&M. ولم يعد تطبيق H&M  الرسمي للبيع أونلاين بدوره متاحاً ضمن متاجر التطبيقات الصينية مثل Huawei  وXiaomi. كذلك لم تعد متاجر H&M تظهر على العديد من التطبيقات الصينية.

وإلى كل من Burberry وH&M تواجه كل من Nike وUniglo المصير نفسه. وقد تمت مقاطعة متجر Uniglo الرسمي على موقع Alibaba. وعدد آخر من مالكي المتاجر بدأوا يفرغون متاجرهم من منتجات Nike. ويُتداول حالياً بأسماء علامات ذات صلة بـ"مبادرة قطن أفضل" BIC على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية إذ شركات أخرى مرشحة لحملة المقاطعة مثل GAP، وZara وAdidas من قبل مستهلكين ومؤسسات إعلامية حكومية في الصين خلال الأيام المقبلة.

اقرأ أيضاً:
صناعة الساعات في 2020: عام الخسائر والصين تبقى الحصان الرابح

من مستعد لخسارة السوق الصينية؟

إزاء هذه الحملة التي تبدو أنها تكبر ككرة ثلج، يطرح السؤال عن مدى استعداد العلامات الراقية والشعبية في مختلف القطاعات على احتمال مقاطعة المستهلكين الصينيين الذين تعول عليهم معظم هذه العلامات لتعويض خسائرها الناجمة عن تداعيات وباء كورونا. وعلى سبيل المثال، تراجعت صافي مبيعات H&M بنسبة 18 في المئة خلال فصل شتاء 2020، ولا يزال نحو ثلث متاجرها مغلقاً بسبب الوباء، وتواجه العلامة خسائر إضافية بسبب مقاطعة المستهلكين الصينيين، مع العلم أن الصين هي رابع أكبر أسواق العلامة.

وفي سياق متصل، حثّ المجلس الصيني الوطني للنسيج والألبسة العلامات العالمية على وقف "السلوك الخاطئ"، بما في ذلك استثناء القطن من كزيجنيانغ من سلسلة توريدهم، احتراماً للمستهلكين الصينيين.