"بوينغ": مواجهة جديدة مع طائرة 787

  • 2021-03-01
  • 08:30

"بوينغ": مواجهة جديدة مع طائرة 787

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

تتلقى شركة بوينغ صفعة جديدة بعد الانتكاسات التي تعرضت لها الشركة مع طائرتي ماكس 737 وبوينع 777 أخيراً. وستدفع شركة Boeing مبلغ 6.6 ملايين دولار للجهات الناظمة الأميركية كجزء من تسوية نتيجة هفوات مراقبة الجودة والسلامة التي تعود إلى سنوات، وهذه الانتكاسة تأتي في الوقت الذي تصارع فيه شركة Boeing للقيام بإصلاحات لطائرات 787 Dreamliner المعيبة التي من شأنها تخفيض تكلفة العقوبة الفيدرالية.

وقال مصدر صناعي إن شركة بوينغ بدأت إصلاحات مضنية وعمليات تفتيش جنائية لإصلاح عيوب السلامة الهيكلية الكامنة في عمق ما لا يقل عن 88 طائرة 787 متوقفة تمّ بناؤها خلال العام الماضي أو نحو ذلك.

عمليات تعديل قد تكلف مئات الملايين

قد تستغرق عمليات التفتيش والتعديل التحديثي أسابيع أو حتى أشهراً لكل طائرة، ومن المرجح أن تكلف مئات الملايين - إن لم يكن المليارات - من الدولارات، والتي تعتمد إلى حدّ كبير على عدد الطائرات والعيوب المعنية.

وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إن بوينغ وافقت على دفع 6.6 ملايين دولار كغرامات بعد أن قالت هيئة تنظيم الطيران إنها فشلت في الامتثال لاتفاقية السلامة لعام 2015.

وقال مدير إدارة الطيران الفيدرالية ستيف ديكسون في بيان: "فشلت بوينغ في الوفاء بجميع التزاماتها بموجب اتفاقية التسوية، وتحاسب إدارة الطيران الفيدرالية شركة بوينغ من خلال فرض عقوبات إضافية"، ولم تعلق بوينغ، التي دفعت 12 مليون دولار في العام 2015 كجزء من التسوية.

وقال خبراء إن مهندسي بوينغ يعملون على تحديد نطاق عمليات التفتيش، بما في ذلك ما إذا كان يمكن استخدام الطائرات كما هي من دون تهديد للسلامة، وقال خبير آخر إن شركة بوينغ لم تخبر شركات الطيران بعدد الطائرات التي تأثرت.

تحقيق في ثغرات رقابية

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية تحقق في حالات ثغرات الرقابة، وترك الحطام داخل الطائرات المكتملة، وممارسة الضغط على الموظفين الذين يتعاملون مع فحوصات السلامة لإدارة الطيران الفيدرالية.

وعلى سبيل المثال، في آب/أغسطس 2020، أخبرت شركة Boeing إدارة الطيران الفيدرالية FAA عن الخلل الذي ينطوي على التعرجات الهيكلية في الغلاف الداخلي لجسم الطائرة حيث يتم دمج البراميل المكونة من الكربون والتي تشكل جسم الطائرة الخفيف الوزن.

وقال مصدر صناعي آخر إن الخلل ظل من دون أن يلاحظه أحد لأشهر أو أكثر لأن الضمانات الحاسوبية التي تعطل البيانات التي تبحث عن عيوب في الجودة لم تتم برمجتها للبحث عن الثغرات.

 توقف عمليات التسليم

أسفرت مشاكل إنتاج 787 عن توقف عمليات تسليم الطائرة منذ نهاية تشرين الاول/أكتوبر، ما أدى إلى حجز مصادر سيولة تحتاجه Boeing، وحققت طائرة 787 الموفرة للوقود نجاحاً كبيراً مع شركات الطيران العالمية.

ولكن عملية الإنتاج المتقدمة وسلسلة التوريد العالمية المترامية الأطراف تسببت في مشاكل على مرّ السنين. واعتباراً من فبراير الماضي، أصلحت شركة Boeing عملية إنتاج 787 مما تسبب في حدوث تعرجات في الهيكل. ومع ذلك ، خرجت الطائرات من خط التجميع مع وجود عيب لأكثر من عام، على الأقل، واستمرت حتى بعد اكتشاف العيب في آب/أغسطس 2020.

وتعمل شركة Boeing على حلّ مشكلة جسم الطائرة، وعلى اثنين من العيوب الأخرى التي يحتمل أن تكون خطرة والتي نشأت منذ العام 2019، حيث رسمت خططاً لتوحيد التجميع النهائي للطائرة 787 في ساوث كارولينا بدءاً من الشهر المقبل.

وقال واحد من كبار مصادر سلسلة التوريد إنه سيتعين عليهم خفض سعر الفائدة مرة أخرى، وقالت بوينغ الشهر الماضي إنها تتوقع استئناف تسليم عدد صغير من طائرات 787 للعملاء في وقت لاحق من هذا الربع. وأفاد مصدر مطلع إن الشركة لديها خطة داخلية طموحة لتسليم 100 طائرة هذا العام، في حين يقول محللون إنه من غير المتوقع أن تعود عمليات التسليم إلى مستويات 2019 حتى العام 2024 على الأقل.

عملية قلب مفتوح

من المعروف أنه قبل تسليم أي طائرة، يجب أن تخضع لعمليات تفتيش مضنية وإصلاحات مكلفة.

أولاً، يجب على الفنيين سحب مقاعد الركاب، وفتح الألواح الأرضية واستخدام الأدوات المتخصصة لقياس ما إذا كانت هناك عيوب غير مرئية للعين المجردة، وفقاً لثلاثة أشخاص لديهم معرفة مباشرة بالعملية، كما إن أعمال الإصلاح التي تجري بالفعل في مصانع بوينغ في إيفريت وواشنطن ونورث تشارلستون بولاية ساوث كارولينا - هي أكثر صعوبة.

وفي أحشاء الطائرة، يتعين على الفنيين إزالة أدوات التثبيت المتخصصة المتعددة على جانبي جلد جسم الطائرة الداخلي، ثم تثبيت "الحشوات" المنتجة حديثاً التي تملأ الفجوات وتزيل الانحناء الهيكلي، ثم يقوم العمال باستبدال جميع السحابات وإعادة الطلاء وإعادة تركيب الجزء الداخلي، على حدّ قولهم.

ووصف أحد الخبراء العملية بالقول:"إنها مثل جراحة القلب المفتوح، سوف يقومون بتعديل الأسطول لسنوات عدة على الأرجح".

يبدو أن شركة بوينغ سوف تعاني من صداع طويل الأمد على المدى المنظور، فالمشاكل التي تواجه طائراتها تكاد لا تنتهي، أضف إلى ذلك، تداعيات جائحة كورونا التي لم تكن تنقص الشركة التي بدأت معاناتها ما قبل كورونا مع طائرة 737 ماكس وتستمر مع بوينغ 777، فكيف ستعالج شركة بوينغ المشاكل التي تواجهها وتواجه مصداقيتها وسمعتها في قطاع أقل ما يقال به يحتاج الى كثير من الأمن والسلامة  ولإعادة الثقة والإنطلاق من جديد؟ فعل ستتمكن بوينغ من استعادة مكانتها وثقة العملاء بطائراتها؟ الجواب في الأشهر القليلة المقبلة.