الصين تخصص 170 مليار دولار لتدارك آثار فيروس كورونا

  • 2020-02-03
  • 07:56

الصين تخصص 170 مليار دولار لتدارك آثار فيروس كورونا

خسائر الفيروس الفتاك تفوق خسائر سارس بأشواط

  • سليمان عوده

ارتفع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا في الصين إلى 304 أشخاص وذلك من 259 شخصاً يوم السبت الماضي.

وفيما تواصل بكين اتخاذ إجراءاتها الرامية إلى وقف تفشي الفيروس، فقد سجل إصابة 100 شخص في نحو 24 دولة، في ظل مواصلة حكومات دول عدة، وشركات طيران عالمية باتخاذ خطوات في محاولات يائسة للحد من انتشار الفيروس.

وأعلن البنك المركزي الصيني عن ضخ 21 مليار دولار في السوق للمحافظة على "سيولة معقولة ووفيرة" في النظام المصرفي، وليحافظ على استقرار سعر صرف اليوان. ويأتي ذلك من ضمن حزمة مالية بقيمة تعادل 173 مليار دولار، خصصها البنك المركزي لتفادي الأضرار الاقتصادية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد.

روسيا تعلق التأشيرة الجماعية

وعلقت الحكومة الروسية العمل بالاتفاقية الموقعة بين روسيا والصين للرحلات السياحية الجماعية المعفية من التأشيرة، وذلك على خلفية تفشي كورونا. ونص القرار على التالي: "من أجل ضمان أمن البلاد، وحماية الصحة العامة ومنع انتشار عدوى فيروس كورونا الجديدة على أراضي روسيا، قررنا تعليق الرحلات السياحية بدون تأشيرة، المنصوص عليها في اتفاق الحكومتين الروسية والصينية للرحلات السياحية الجماعية المعفية من التأشيرة". وأصدرت الحكومة تعليمات لوزارة الخارجية الروسية، بتعليق قبول الوثائق وتسجيل وإصدار تأشيرات العمل للمواطنين الصينيين".

ولحقت اليابان باقتصادات عديدة تأثرت بتفشي فيروس كورونا في الصين، وقال فوميو كيشيدا، رئيس المجلس السياسي بالحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، إن تفشي فيروس كورونا القاتل سيؤثر على الاقتصاد الياباني، حيث سيلحق الضرر بالسياحة في البلاد. وأضاف كيشيدا: "سيكون هناك بالتأكيد تأثير على الاقتصاد".

أشد من سارس وأدهى

وتأثر قطاع النفط بفعل انتشار فيروس "كورونا"، لا سيما لناحية انخفاض الطلب على وقود الطائرات، وبدرجة أقل على الطلب على البنزين والديزل. وذكر تقرير لشركة وود ماكينزي للاستشارات أن انتشار فيروس "كورونا" قد يكون أشد وطأة من انتشار "سارس" في 2003، لأن حركة النقل الصينية "أعلى بشكل لا يضاهى". ووفقاً للتقرير الذي توقع انخفاض الطلب الصيني على النفط بمقدار 250 ألف برميل يومياً، فإن "تفشي الفيروس المستمر وتدابير الحجر الصحي الواسعة النطاق الناجمة عن ذلك، تشكل خطراً اقتصادياً كبيراً على الصين وخارجها". وقالت شركة غولدمان ساكس إن الفيروس "كان له بالفعل تأثير ملموس على الطلب على المعادن بعد تمديد عطلة رأس السنة الصينية الجديدة لمدة أسبوع"، وأكدت كذلك على أن تأثير الفيروس الجديد قد يكون أشد من تأثير سارس بسبب زيادة روابط النقل.

 


 


اجتماع أوبك+ غداً

وقالت وكالة “بلومبرغ” إن مجموعة أوبك+ حددت يومي الرابع والخامس من شباط/فبراير الحالي موعداً لانعقاد اللجنة الفنية للمجموعة. وتأتي الدعوة استجابة لضرورة تقييم أثر فيروس كورونا على الأسواق. وأكدت "بلومبرغ" احتمال أن يعجل وزراء مجموعة أوبك+ بعقد الاجتماعات التي كان مقرراً أن تنعقد في آذار/مارس المقبل، لتنعقد بدلاً من ذلك خلال الشهر الحالي. وكانت وكالة "رويترز" نقلت قبل أيام عن مصادر من أوبك+ أن السعودية فتحت مناقشة حول تقديم موعد اجتماع أوبك+ من آذار/مارس المقبل إلى شباط/فبراير الجاري، بعد هبوط سريع في أسعار النفط. وقادت المخاوف حيال التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا إلى انخفاض سعر الخام إلى نحو 58 دولاراً للبرميل مقارنة مع أكثر من 65 دولاراً للبرميل في 20 كانون الثاني/يناير الماضي. وقالت رويترز إن مسؤولي أوبك بدأوا تقييم الخيارات وكثفوا المناقشات فيما بينهم بشأن أفضل استجابة لهبوط الأسعار. وقال مصدر من أوبك إن "هناك احتمالاً قوياً لتمديد آخر وخفض أكبر وارد"، خصوصاً أن تأثير فيروس الصين على الطلب على النفط سيتضح أكثر خلال الأسبوع الجاري. واتفقت أوبك وحلفاؤها في كانون الأول/ديسمبر الماضي على خفض الإمدادات بواقع 1.7 مليون برميل يومياً في 2020. وينتهي أجل الاتفاق في آذار/مارس المقبل.


ضغوط على البورصات

وتعرضت معظم بورصات الشرق الأوسط لضغوط يوم أمس الأحد متأثرة بهبوط الأسهم العالمية وأسعار النفط، مع تصاعد المخاوف من الأضرار الاقتصادية التي قد تنجم عن كورونا، بينما نالت مجموعة من النتائج الضعيفة للشركات من البورصة السعودية. ونزلت البورصة السعودية 1.3 بالمئة بفعل خسائر أسهم القطاع المصرفي ونزل مصرف الراجحي 1.1 بالمئة. وفقد بنك الإنماء 3.7 بالمئة بعدما أعلن تراجع صافي الربح السنوي. وهبط سهم شركة التعدين العربية السعودية 3.3 بالمئة. ويوم الخميس أعلنت الشركة عن خسارة سنوية صافية بواقع 197 مليون دولار. ونزل سهم أرامكو السعودية 0.6 بالمئة، مسجلا أقل مستوى منذ بدء تداوله قبل ثلاثة أسابيع تقريباً. وأغلق مؤشر دبي منخفضاً 0.9 بالمئة وفقد بنك الإمارات دبي الوطني 1.5 بالمئة وخسر سهم بنك دبي الإسلامي 0.9 بالمئة. وفي أبوظبي، فقد المؤشر 0.8 بالمئة. وهبط سهم بنك أبوظبي الأول أكبر بنوك الإمارات واحداً بالمئة وكذلك نزل سهم شركة اتصالات 0.7 بالمئة. ونزل المؤشر القطري 0.8 بالمئة وفقد سهم قطر للوقود 4.2 بالمئة بينما هبط سهم بنك قطر الإسلامي 1.4 بالمئة. وخارج الخليج، نزل المؤشر الرئيسي في البورصة المصرية 0.2 بالمئة بفعل خسائر السويدي الكتريك التي بلغت 2.8 بالمئة وتراجع جهينة 4.6 بالمئة.

ولقي المؤشر بعض الدعم من سهم المصرية للاتصالات الذي قفز عشرة بالمئة ليسجل أعلى مستوى منذ آب/أغسطس. وارتفع السهم لليوم الرابع على التوالي بعد عرض الاتصالات السعودية شراء حصة وازنة من أسهم فودافون مصر. وتحوز المصرية للاتصالات حصة 45 بالمئة في فودافون.

نتائج ضعيفة للشركات العملاقة

وأظهرت التقارير الصادرة عن الشركات العملاقة، ومن بينها شركات نفط مثل إكسون موبيل وشيفرون، نتائج ضعيفة، ما يعكس ضعف أسواق السلع الذي يحتمل أن يتفاقم بسبب تفشي فيروس كورونا. وتغطي النتائج الربع المنتهي في 31 كانون الأول/ديسمبر، وهي الفترة التي أثرت فيها حالة عدم اليقين بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الاقتصاد العالمي، ولكن قبل أن تؤثر حالة الطوارئ بسبب فيروس كورونا على الطلب في الصين وتثير المخاوف من زيادة التباطؤ.

صادرات الهواتف الذكية تهبط

وفيما من المتوقع أن تهبط الصادرات العالمية من الهواتف الذكية بنسبة اثنين بالمئة بسبب فيروس "كورونا"، زادت تعاملات الشراء عبر الإنترنت بصورة ملحوظة في الأيام الماضية في كوريا الجنوبية، في الوقت الذي انخفض عدد المستهلكين الذين يزورون المتاجر تخوفاً من فيروس كورونا.

 واشنطن تعرض المساعدة وفرنسا تنقل الرعايا البريطانيين 

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين يوم أمس الأحد إن الصين أكثر شفافية في ما يتعلق يفيروس كورونا بالمقارنة بأزمات سابقة لكنها لم تقبل إلى الآن عرضا أميركيا للمساعدة في احتواء المرض.

من جانب آخر، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه تم نقل بعض المواطنين البريطانيين جواً إلى أوروبا من الصين على متن طائرة فرنسية هبطت في فرنسا أمس الأحد. ولم يذكر راب في لقاء مع سكاي نيوز عدد البريطانيين الجاري نقلهم، لكنه قال إن ”هناك طائرة فرنسية أخرى من المتوقع أن تعود إلى أوروبا لنقل مواطنين بريطانيين آخرين“. وهبطت طائرة تقل 250 فرنسياً وأوروبياً قادمة من مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد، في قاعدة جوية عسكرية في إيستر بجنوب فرنسا. وتعمل دول كثيرة مع الصين لترحيل مواطنيها من ووهان وإقليم هوبي.