ياسر الشريفي: استراتيجية جديدة من 3 محاور للإرتقاء بتجربة العميل

  • 2021-02-07
  • 08:33

ياسر الشريفي: استراتيجية جديدة من 3 محاور للإرتقاء بتجربة العميل

الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الوطني في حوار مع "أولاً-الاقتصاد والأعمال": توسعات في قطاعات عدة ومنصة للمنتجات والخدمات

  • المنامة- عاصم البعيني
كشف الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في بنك البحرين الوطني ياسر الشريفي في حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" عن أبرز ملامح الاستراتيجية الجديدة للبنك للفترة ما بين العامين 2021 و2023، والقائمة على محاور ثلاثة، تتركز حول الارتقاء بتجربة العميل وتطويرها لتنسجم مع متطلباته عبر منصة أعمال تربطه بحزمة واسعة من الخدمات والمنتجات. وفي ضوء هذا التوجه، يدرس البنك بحسب الشريفي فرصاً توسعية تنسجم مع متطلبات العملاء في قطاعات عدة من بينها: البطاقات الائتمانية، وإدارة الأصول، والتمويل الاستهلاكي وغيرها.
كما إن هذه الاستراتيجية، بحسب الشريفي، تعتمد على تعميق التعاون مع بنك البحرين الإسلامي بما يخدم مصالح المصرفين مع المحافظة على استقلالية كل منهما. أما الخطوة الأهم، فتتمثل في استعداد البنك، لنقل تجربته المميزة في مجال الخدمات الرقمية الخاصة بالأفراد من البحرين إلى الأسواق الخارجية التي يتواجد فيها في السعودية والإمارات.  


خصوصية "البحرين الوطني"

تنطلق من الموقع القيادي في السوق وقاعدة متينة من المساهمين

 


قبل الحديث عن الاستراتيجية الجديدة، يعود الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في بنك البحرين الوطني ياسر الشريفي إلى الخصوصية التي يمثلها بنك البحرين الوطني من خلال موقعه القيادي في السوق والدور التاريخي الذي لعبه على مدى السنوات الماضية في توفير خدماته للأسر التجارية في البحرين، وكذلك توزع قاعدة مساهميه بين كل من شركة ممتلكات القابضة الذراع الاستثمارية لحكومة مملكة البحرين والهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، وشريحة من كبار تجار البحرين المرموقين. 
يضاف إلى هذه المعطيات وفقاً لـ الشريفي، أن البنك يعدّ من أوائل المصارف الخليجية التي افتتحت فروعاً لها في الخارج وتحديداً في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، مواكبة للأسس الوطيدة بين هذه البلدان والعلاقات التجارية بين كبار تجارها. 
هذه المقدمة التي يبدأ فيها الشريفي حديثه، تعيد التأكيد على أن هذه المسيرة الحافلة للبنك، تشكل دافعاً دائماً ومهماً للمحافظة على الموقع القيادي للبنك في السوق المحلية ووضع الخطط التشغيلية الداعمة لهذا التوجه.  

معالم استراتيجية 2021-2023

شكلت التطورات المصرفية المتسارعة وانعكاسات الخدمات الرقمية والتكنولوجيا المالية على الصناعة المصرفية دافعاً مهماً للبنك لتبني التحول الرقمي في استراتيجية 2018-2020، والتي يدخل استكمالها بخطة معمقة للسنوات الثلاث المقبلة، تعتمد 3 محاور أساسية. 
فمن جهة، تنطوي الاستراتيجية الجديدة على تعميق للخطط التشغيلية المعتمدة ولاسيما في مجال التحول الرقمي الذي بدأ في ظل الخطة السابقة. وفي هذا السياق، يلفت الشريفي النظر إلى أن الخطط الاستراتيجية كافة لبنك البحرين الوطني باتت تنطلق وتدور حول تطوير تجربة العميل والارتقاء بها. 


قد يهمك الاطلاع على الملف الكامل:
مصارف الخليج: توقعات 2021

 


منصة مبتكرة للأعمال 

وتشكل بيانات العملاء محوراً أساسياً في الاستراتيجية الجديدة لبنك البحرين الوطني لجهة تحليل متطلبات العميل والسعي لابتكار منتجات وطرح خدمات تتناسب مع هذه المتطلبات. ويقول الشريفي إن البنك يركز من خلال قاعدة البيانات على ربط العميل بمنصة أعمال تضم تحت مظلتها شركات متخصصة وموردين في قطاعات عدة، موضحاً أن هذا الربط من شأنه أن يمكّن العميل من الاستفادة من حزمة واسعة من الخدمات توفرها المنصة، والعمل على الوفاء باحتياجاته من دون التخلي عن خصوصية بياناته أو مشاركة البنك لهذه البيانات مع هذه الجهات.

ويضيف أن المحافظة على هذه البيانات بالنسبة الى البنك توازي في أهميتها دور المصرف في المحافظة على أموال مودعيه، مشيراً إلى ان البنك كان قد استعد لهذا التوجه في مجال التحول الرقمي من خلال خطوات عدة تمثلت إحداها في اعتماد الصيرفة المفتوحة.  

 


دعم مطلق لبنك البحرين الإسلامي مالياً وفنياً

مع الحرص على محافظته على كيانه وهويته المستقلة

 

 

تعميق التعاون مع البحرين الإسلامي

أما المحور الثاني في الاستراتيجية الجديدة، فيكمن في تعميق التعاون مع بنك البحرين الإسلامي (BisB)، استتباعاً لخطط رفع نسب ملكية بنك البحرين الوطني فيه إلى نحو 80 في المئة، وذلك ضمن مبادئ الحفاظ على هوية واستقلالية العمليات التشغيلية لبنك البحرين الإسلامي بما يراعي خصوصيته كمصرف إسلامي. 
ويوضح الشريفي أن هذا التعاون يبدأ في دعم رسملة البنك، المساهمة في تحديث وتطوير النموذج التشغيلي المعتمد وتعزيز قدرة "البحرين الإسلامي" في مجالات عدة من بينها: إدارة المخاطر، وابتكار مركز تميز لعملائه (Customer Center of Excellence)، وكذلك الارتقاء بالمزيد من خدمات الخبراء في مجال الصيرفة الاستثمارية الخاصة بالشركات والمؤسسات. 

البحرين الوطني يستفيد من آفاق الصيرفة الإسلامية

ويمد البحرين الإسلامي بالخبرات



ويخلص الشريفي إلى القول إن من شأن هذه الخطوات المشتركة بين المصرفين أن تساهم في دعم نمو أعمالهما، وخفض التكلفة التشغيلية والنفقات في العمليات المشتركة، بما يمكن بنك البحرين الوطني من الاستفادة من الإقبال المستمر على الخدمات المصرفية الإسلامية، فيما يستفيد المصرف المستحوذ عليه من الخبرات الطويلة لبنك البحرين الوطني في المجال التشغيلي على مستويات عدة كإدارة المخاطر، وكذلك الفرص التشغيلية المتوفرة كتوحيد قدرات المصرفين في مجال منح التمويلات المشتركة وغيرها.   



"نقيم فرصاً توسعية تنسجم مع متطلبات العملاء 

       تشمل البطاقات الائتمانية وإدارة الأصول"        


مقاربة جديدة للتوسع 

أما العنصر الأهم المتعلق ببيانات العملاء والسعي لتلبية احتياجاتهم من الخدمات، من خلال منصة الأعمال، فيتمثل في اعتماد بنك البحرين الوطني خطة طموحة للتوسع القطاعي والجغرافي وفق مقاربة جديدة تعتمد بالدرجة الأولى على احتياجات العملاء وتأخذ في الاعتبار ما تنطوي عليه من قيمة مضافة للعميل بالدرجة الأولى. 
 وهنا يوضح الشريفي قائلاً: "إن البنك يتطلع إلى تعظيم حجم ميزانيته وحجم محفظة أعماله من خلال الاستفادة من فرص تتماشى مع متطلبات واحتياجات العميل وتنسجم وتستفيد في الوقت نفسه مع خطط التحول الرقمي، أي وفق مقاربة جديدة مغايرة تماماً للتوسع التقليدي القائم على الانتشار الجغرافي". 

نقل تجربة التحول الرقمي في خدمات الأفراد إلى السعودية والإمارات


وفي هذا السياق، يكشف الشريفي أن البنك يقيم فرصاً توسعية على مستويات عدة: من بينها ما هو متعلق بقطاع بطاقات الائتمان، في خطوة من شأنها أن تعزز الموقع القيادي والحصة السوقية للبنك في هذا القطاع، وتوفر في الوقت نفسه للعميل قيمة مضافة، كما تجري دراسة فرصة أخرى للتوسع في مجال إدارة الأصول.  

رقمنة خدمات الأفراد بالأسواق الخارجية 

وفي مقابل الخطط القصيرة الأجل الخاصة بالشركات، تتركز جهود البنك على التوسع في مجال الخدمات الخاصة بالأفراد عبر القنوات الرقمية. وبحسب الشريفي فإن البنك يعمل على توظيف ما اكتسبه من خبرات في المجال الرقمي على المستوى المحلي لنقلها وتبنيها في الأسواق الخارجية وتحديداً في السعودية.  
ويلفت الشريفي النظر إلى ان الرقمنة في قطاع خدمات الأفراد تشكل قاطرة للنمو بالنسبة الى بنك البحرين الوطني، مع اعتماد خدمات متطورة وغير مسبوقة تستهدف الشرائح الاجتماعية كافة وتواكب متطلبات كل منها على حدة، وهو ما ترجم خلال الأسابيع السابقة في إطلاق التحديث الجديد الخاص بتطبيق البنك على الهواتف الذكية بقدرات تضاهي مصارف عالمية.
   

خطوات استباقية في مواجهة الجائحة 

إلى ذلك، يشير الشريفي إلى تفشي جائحة كورونا، والتي أكدت على صوابية الخيارات الاستراتيجية المعتمدة ما بين العامين 2018 و2020، ولاسيما لجهة اعتماد التحول الرقمي كخيار استراتيجي، مشيراً إلى أن الجائحة أظهرت الجاهزية التامة للبنك في المجال الرقمي سواء من حيث الأنظمة والخدمات أو خبرات الموظفين. 
ويضيف أن هذه التوجهات عززت قدرة البنك على اعتماد خطوات استباقية مع بدء تفشي الجائحة، كان من بينها البدء بتدقيق مفصل حول واقع محافظ العملاء من الشركات من مختلف الشرائح سواء الشركات الكبيرة التي يتأثر نشاطها بسلاسل التوريد أو تلك المعنية بتنفيذ المشاريع وسواها، لافتاً النظر إلى الجهود التي تركزت على شريحة الشركات المتوسطة والصغيرة بالنظر الى كونها لا تملك قاعدة مالية ضخمة أو سيولة مرتفعة كما هي الحال مع الشركات الأخرى. ويضيف أن إجراءات البنك شملت تقديم النصح وتوفير الخدمات الاستشارية أو حتى تحذير الشركات من تحديات مستقبلية قد ينتج عنها حالات تعثر. وفي هذا الجانب، يتوقع الشريفي أن يكون لهذه الإجراءات بالتوازي مع المرونة المعتمدة من قبل مصرف البحرين المركزي في تطبيق بعض المعايير المحاسبية، أثر مهم في الحد من نسب القروض المتعثرة إلى إجمالي محفظة الإقراض.