نمو سريع لمبيعات السيارات الكهربائية

  • 2020-01-29
  • 11:50

نمو سريع لمبيعات السيارات الكهربائية

"رينو" تطور تقنياتها لتخفيض الكلفة

  • خطار زيدان

أصبحت السيارات الكهربائية واقعاً يفرض نفسه ويرسم ملامح التحول الحاصل في صناعة السيارات للمرحلة المقبلة، وذلك في ظل تشدد الأنظمة في الدول المتطورة وفرضها لمعايير صارمة للحد من التلوث وحماية البيئة، خصوصاً في المدن الرئيسية الكبرى، حيث سيُمنع في العام 2030 استخدام السيارات المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي.

وبعد محاولات عدة خجولة في السابق لبعض المصنّعين، بدأت اليوم معظم الشركات تحوّل قوة الدفع في طرازاتها بشكل متسارع من محركات الاشتعال الداخلي إلى المحركات الهجينة أو الكهربائية بالكامل. وتعتبر شركة "رينو" الفرنسية من الشركات السبّاقة في هذا المجال مع حليفتها نيسان، بعدما طرحت أول طراز كهربائي لها في العام 2011 تبعه 3 طرازات أخرى حققت نجاحات هامة وشجعت شركات أخرى الدخول بشكل جدي في هذا المجال.

نمو المبيعات بنسبة 75 في المئة خلال 2019

المدير العام لشركة "رينو الشرق الأوسط" مروان هيدموس الذي التقيناه في مقره في دبي قال إن الطلب على السيارات الكهربائية ينمو بوتيرة سريعة خلال السنوات الأخيرة، وقد بلغ عدد السيارات الكهربائية المباعة في العالم في العام 2019 نحو 3.2 ملايين سيارة، بزيادة 75 في المئة مقارنة بالعام 2018. واستقطبت الصين نسبة 50 في المئة منها، وأميركا نسبة 20 في المئة، وأوروبا نسبة 15 في المئة. وتم بيع الكمية الباقية في أسواق متفرقة. ويترافق هذا النمو في الطلب مع تزايد الاهتمام الدولي في دعم صناعة السيارات الكهربائية وتطوير بنيتها التحتية، وقد أعلنت أوروبا انها ستستثمر 100 مليار يورو كدعم للبنية التحتية، ولتطوير تكنولوجيا البطاريات. وستكون "رينو" جزءاً من هذا البرنامج.

 وأشار هيدموس إلى أن 50 في المئة من السيارات الكهربائية التي تسير على الطرقات اليوم من إنتاج "تحالف رينو نيسان". وتتصدر "رينو" مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا، بفضل Zoe التي تشكل مبيعاتها نسبة 30 في المئة من اجمالي السوق. وباعت رينو حتى الآن 240 ألف سيارة Zoe في أوروبا منذ طرحها في العام2 201، وتم مؤخراً طرح Zoe neo المزودة ببطارية 50KW، باستقلالية قيادة أكبر، وتم تزويدها بأحدث تقنيات المساعدة على القيادة.

الكهربائية بسعر السيارة العادية

واعتبر هيدموس أن نجاح سيارات "رينو" الكهربائية يعود إلى التنوع في المنتجات والفئات التي لم تكن متوفرة في السابق. وأكد أن جهود الشركة مستمرة ضمن "تحالف رينو، نيسان وميتسوبيشي" لتطوير التقنيات المستخدمة في انتاج السيارات الكهربائية، وذلك من خلال منصة إنتاج مخصصة للسيارات الكهربائية CMF-EV (وحدة العائلة المشتركة للسيارات الكهربائية)، سيؤدي استخدامها إلى خفض سعر البطارية بنسبة 20 في المئة، وكلفة البحث والتطوير 40 في المئة، وكلفة تطوير المحرك 15 في المئة، وبالتالي سيصبح سعر السيارة الكهربائية من "رينو" من دون حوافز الدعم في العام 2022 بسعر السيارة التي تستخدم محرك الاحتراق الداخلي، البنزين أو الديزل، علماً أن قيمة البطارية اليوم تساوي نصف سعر السيارة، وتزيد كلفة سيارة كهربائية مثل Zoe حالياً من دون الحوافز الداعمة بنسبة 120 في المئة عن سيارة رينو Clio التي تساويها من حيث الفئة. كما سيؤدي استخدام هذه المنصة إلى الزيادة في استقلالية السيارة (Driving range)، لتصبح بين 450 و500 كم، ويمكن شحنها لاجتياز 150 كم خلال 15 دقيقة.

وستطرح "رينو" خلال العامين المقبلين ثلاث سيارات جديدة كهربائية بالكامل، إضافة إلى السيارات المتوفرة حالياً Twizi, Zoe, Kangoo, Master، وسيارة K-ZE، التي يتم انتاجها في الصين من فئة A، وسيتم بيعها في مختلف الأسواق العالمية.

بداية خجولة في الشرق الأوسط

في ظل هذا الواقع، ما هو الوضع في دول الشرق الأوسط، وهل من اتجاه للحاق بالتغييرات الحاصلة؟        

يقول هيدموس إن مبيعات "رينو" من السيارات الكهربائية في المنطقة تبلغ نحو 350 سيارة، في وقت أبدت دول المنطقة اهتماماً ورغبة في إدخال السيارات الكهربائية إلى أسواقها، والبعض منها اتخذ بعض الإجراءات والحوافز الجدّية. وفي الأردن حيث يتم تطبيق رسوم جمركية منخفضة على السيارات الكهربائية الجديدة والتي لا يزيد عمرها على ثلاث سنوات، تبيع "رينو" سنوياً 150 سيارة من طراز Zoe الكهربائي، كما ألغت مصر رسوم الجمارك على السيارات الأوروبية الجديدة والمستعملة لفترة لا تتجاوز العام الواحد. وفي دبي تم الإعلان عن أن 20 في المئة من مشتريات الحكومة من السيارات سيتحول الى السيارات الكهربائية أو الهجينة بدءً من العام الحالي 2020. ويتم بيع نحو 60 سيارة كهربائية في كل من السعودية والامارات. وتتوفر في هذه الأسواق سيارات "رينو" الكهربائية بتشكيلتها الكاملة. واضافة إلى السيارات الكهربائية ستطرح "رينو" سيارات هجينة من طرازات Clio و Captur بعد أن تم طرحها مؤخراً في أوروبا.

وسيشكل "إكسبو 2020" فرصة هامة لشركة "رينو"، الشريك الرسمي للجناح الفرنسي في المعرض، لعرض إمكاناتها وقدراتها. وسيتم تنظيم ندوات توعوية عن السيارات الكهربائية، وإمكانية تطوير الطاقة البديلة، وكيفية إعادة تدوير البطاريات، او إعادة استعمالها لتخزين الطاقة. كما سيتم عرض إمكانات الشركة في مجال مشاركة المركبات الكهربائية، علماً أن 6000 سيارة "رينو" كهربائية يتم استخدامها للمشاركة في أوروبا.

التكنولوجيا بكلفة معقولة

وعن كيفية تفاعل "رينو" مع التغيرات المرتقبة في أسواق المنطقة، قال هيدموس إن الشركة تُطلق حملات توعية من خلال وسائل متعددة حول أهمية السيارات الكهربائية وإمكاناتها وقدراتها، ويتم التأكد من توافق الطرازات التي يتم طرحها مع المواصفات والمعايير المطلوب توفرها في دول المنطقة.

وأشار إلى إن "رينو" حققت نمواً في مبيعاتها في السوق السعودية بنسبة 65 في المئة خلال العام 2019، مقارنة بالعام 2018، مقابل نمو سوق السيارات بنسبة 23 في المئة. وذلك نتيجة نجاح الاستراتيجيات المتبعة خلال السنوات الثلاث الأخيرة لمبيعات الأفراد والشركات على عدد من الطرازات، وطرح المنتجات الملائمة، وتعديل كافة المواصفات لتتناسب مع متطلبات ومواصفات السوق والمواصفات الخليجية، وخفض أسعار قطع الغيار،... ما انعكس إيجاباً على مؤشر رضا العملاء، وزيادة القيمة المتبقية للسيارات المستخدمة.

واعتبر أن السوق السعودية تتميز بالديناميكية الإيجابية، في ظل المبادرات التي بدأت تعطي ثمارها، وهي مرشحة للنمو والتطور خلال الفترة المقبلة. وأكد على جهوزية "رينو" لمواكبة النمو الحاصل والمنافسة بقوة على سوق السيارات الكهربائية عندما تصبح السوق جاهزة.

كما أشار إلى تواجد قوي لعلامة "رينو" في السوق المصرية، حيث تبلغ حصتها نسبة 12 في المئة من إجمالي السوق.

ورداً على سؤال عن إمكانات شركة "رينو" وتميزها عن الشركات المنافسة في ما يتعلق بإنتاج السيارات الكهربائية، اعتبر هيدموس أن خبرة "رينو" عريقة في هذا المجال. وأضاف: "نحن تعلمنا من اخطائنا ومن خلال خبرتنا الطويلة أصبح لدينا معرفة كاملة بهذه التقنية وحدودها، في حين أن الآخرين بدأوا مؤخراً. كما تستفيد "رينو" من قوة التحالف وإمكاناته. لدينا 35 ألف موظف في الشركة مدربين على السيارات الكهربائية، وهذه قيمة هامة. إن معدل رضا عملاء Zoe يبلغ 95 في المئة، منهم نسبة 70 في المئة أعلنوا ولاءهم للسيارات الكهربائية وعدم شراء سيارات أخرى، نظراً لما تقدمه من إيجابيات، مثل هدوء المقصورة، الراحة، السلاسة، الاقتصاد، قوة العزم، وحماية البيئة". كما أشار إلى أن تنوع تشكيلة السيارات الكهربائية وفئاتها لدى رينو والذي سيصل إلى 8 سيارات في العام 2022، يجعلها في موقع متقدم عن منافسيها.

 وعن إمكانية استفادة السيارات الكهربائية من "رينو" من عامل السعر على غرار سياراتها التي يتم تصنيعها خارج أوروبا، قال: "إن قوتنا هي في جعل التكنولوجيا بمتناول الجميع. نحن نتميز عن غيرنا بامتلاك منصة خاصة لتصنيع السيارات الكهربائية مع كل الإيجابيات التي ذكرناها لهذه المنصة. كما ان الحمض النووي لشركة "رينو" هو في إنتاج سيارات بتقنيات عالية ومنافسة، وبأسعار معقولة. هذا ما برز في برنامج "غلوبال أكسس"، Global Access وفي تصميم سيارات "رينو" المنخفضة الكلفة والتي تتضمن الأساسيات من التقنيات، مثل Logan، Sandero،  Duster، Kwid، Triber، وفي عملية الدمج بين هذا البرنامج وتقنية الكهرباء التي أثمرت في إنتاج K-Ze في الصين.