برغم الجائحة والأزمة الاقتصادية كارفور تفتتح فرعاً جديداً في لبنان

  • 2020-12-04
  • 18:32

برغم الجائحة والأزمة الاقتصادية كارفور تفتتح فرعاً جديداً في لبنان

عبد الساتر: من المبكر الحديث عن الآثار المالية الطويلة الأمد لجائحة كوفيد-19

  • أدهم جابر

في العام 2013 افتتح أول فرع لـ كارفور في لبنان، واليوم وبعد سبع سنوات تشرف السلسلة على إدارة 3 هايبرماركت و3 سوبرماركت افتتح آخرها في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وتساهم الفروع السّتة في توفير فرص عمل لأكثر من 800 شخص.

 

المدير الإقليمي لـ كارفور لبنان لدى "ماجد الفطيم للتجزئة" جان عبد الساتر:
الفرع الجديد يؤمن 50 فرصة عمل ووظائف أخرى غير مباشرة

 

 

طوال فترة عملها في لبنان، لم تشهد فروع  كارفور أياماً شبيهة بالأيام التي تلت ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ دخل لبنان في أزمة اقتصادية كان الدولار وسعره المتقلب أبرز اللاعبين فيها. ثم جاءت جائحة كوفيد-19 وما رافقها من قرارات رسمية بالإغلاق، ليزيد "الطين بلة"، لكن ما يسجل لـ كارفور استمرارها في "حقل الألغام"، فعلى الرغم من الظروف الصعبة، افتتحت فرعاً جديداً في أدما هو السادس لها في لبنان وقد وفّر 50 فرصة عمل جديدة للشباب اللبناني، بالإضافة إلى الكثير من الوظائف غير المباشرة، والفوائد لقطاعات إنتاجية تتعامل مع كارفور..

 

صعوبات في سلسلة التوريد بسبب الجائحة والأزمة الاقتصادية

 

في حوار مع "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال" حول الظروف التي تمرّ بها فروع  كارفور في لبنان، وأهدافها التنموية ورؤيتها المستقبلية، يؤكد المدير الإقليمي لـ كارفور لبنان لدى "ماجد الفطيم للتجزئة" جان عبد الساتر، أن تأثيرات جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية طالت كارفور مثل باقي القطاعات في لبنان، فواجهنا صعوبات متعلقة بسلسلة التوريد بسبب سعر الدولار وصعوبة الاستيراد، لكننا حاولنا قدر المستطاع المحافظة على أسعارنا في وجه ارتفاع سعر صرف الدولار، من خلال تأمين مخزون استراتيجي كافٍ من السلع الغذائية الأساسية. لكن هل أنهى ذلك كل المشكلات؟ يجيب عبد الساتر أن هناك مشكلات لم تنته كلياً، إذ واجهنا أيضاً مشكلة عدم توفر بعض المنتجات بسبب تسوّق بعض العملاء أكثر من حاجتهم خوفاً من صعوبة تأمين الغذاء لعائلاتهم، فقمنا بزيادة الطاقة الاستيعابية في المخازن لمواجهة أي زيادة على الطلب، ونواصل العمل المكثف مع مختلف شركائنا من الموردين لضمان اكتفاء أقسام الفروع المختلفة بالمنتجات كافة، لتلبية حاجات العملاء الذين يزورون متاجرنا أو يتسوقون عبر المنصّات الإلكترونيّة، مضيفاً: "سلسلة التوريد لدينا مجهزة بشكل كامل لضمان توفر المنتجات الأساسية لجميع عملائنا".

 

.. وسعر الدولار

 

وماذا عن تذبذب سعر الدولار ومدى انعكاسه على أسعار المنتجات؟ يرد عبد الساتر، بأن كارفور لم ترفع أسعارها، لكن التغييرات التي أصابت الأسواق انعكست سلباً على الأسعار، وعلى هذا الأساس، أطلقنا خلال الأزمة حملة تتلخص في أنه في حال وجد العميل أي سلعة في أي متجر أرخص من الذي نعتمده يمكنه الحصول عليها مجاناً، وكان الهدف من هذه الحملة إرضاء العملاء وذلك من خلال تخفيض أسعارنا فوراً، وبذلك نضمن أن تكون أسعارنا الأفضل دائماً، ويوضح: "كارفور ترفض رفع سعر أي سلعة قبل أن يزوّدنا التاجر الذي نتعامل معه بفاتورة بتاريخ جديد تثبت أن الأسعار تغيّرت في السّوق كاملة، قبل أن نقوم بأي تعديل للسعر من جهتنا".

 

عبد الساتر: لهذه الأسباب نقوم بدعم المصانع اللبنانية الصغيرة

 

العلاقات التكافلية

 

 وعن العلاقة مع التجار الذين يعرضون منتجاتهم في كارفور، والتي تدرجها فروع كارفور تحت عنوان التكافل مع التجار المحليين، يقول عبد الساتر: "في بداية الأزمة رفضنا رفع الأسعار، وأعلنا ذلك بشكل رسمي، رافضين استلام السلع التي ارتفعت أسعارها في الأيام الأولى من أزمة سعر الصرف. ولكنّنا بعد أسابيع ومع استمرار الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار، عدنا للتعاون مع مختلف الموردين، خصوصاً بالنسبة إلى السلع المستوردة لأن المشكلة أصبحت شاملة لكل القطاعات".

من جهة أخرى، قرّرنا البدء بدعم المصانع الصغيرة اللبنانيّة التي بات لها اليوم عملاء أوفياء، حيث أثبتتْ قدرتها على المنافسة، ليس من خلال الأسعار فحسب، بل من خلال النوعية والجّودة التي أصبحت ترتقي إلى مرتبة العلامات التجارية الكبرى.

ويخلص عبد الساتر في هذا المحور إلى التشديد على التزام كارفور بخدمة المجتمع خصوصاً خلال هذه الفترة العصيبة، مؤكداً التزامها بالمحافظة على أسعارها المعتادة في فروعها كافة.

وفي ما يتعلق بالآثار المالية لـجائحة كوفيد-19، يؤكد عبد الساتر أنه من المبكر جداً تحديد الآثار المالية الطويلة الأمد التي ستتركها جائحة "كوفيد - 19" على الأعمال.

 

ماذا عن التسوق عبر الانترنت؟

 

الهلع الذي عاشه اللبنانيون من جراء تفشي جائحة كوفيد-19 دفعهم إلى البحث عن خيارات أخرى للتسوق، وهنا يشير عبد الساتر إلى أن التسوق عبر الانترنت ارتفع في الأسابيع الأولى نتيجة تفشي جائحة كوفيد-19 بنسبة 300 في المئة مقارنة بالفترة السابقة لها، وفرض ذلك علينا واستجابة لهذا الطلب المرتفع، تجديد مخزوننا بشكل أكثر تكراراً وإضافة موارد جديدة إلى مراكز التوزيع الخاصة بنا لضمان التوصيل إلى عملائنا. ويستطرد أن انتشار الجائحة جاء ليكرّس الاتجاه إلى التسوق الالكتروني بحيث بات واضحاً أن "الشركات التي لا تمنح الأولوية لتوفير خدماتها عبر الإنترنت ستواجه صعوبة في مواصلة المنافسة"، ويكشف عبد الساتر أن كارفور التي اتخذت إجراءات متشددة لضمان توصيل الطلبات بطريقة آمنة من خلال التعقيم المكثف لمنتجاتها، تخطط لإطلاق المزيد من المشاريع التي ستجعل من التسوق الإلكتروني تجربة فريدة من نوعها تؤمّن الراحة والسّرعة للعملاء، وسنعلن عنها في حينها.

 

ختامها فرع جديد

 

وختاماً يؤكّد عبدالسّاتر، المدير الإقليمي لكارفور لبنان أن قطاع التجزئة هو واحد من أهم دعائم التَّنميَة الاقتصاديَّة في لبنان وأكثر القِطاعات قُدرَةً على مواجهة الأوضاع الاقتصادية المتأرجحة، على الرغم من كل الضربات الموجعة التي تلقاها، كما إنه يساعد عَلى خَلق فرص عَمل للشباب. لذا، فإن كارفور تعتزم مواصلة استثماراتها في لبنان، مضيفاً أن افتتاحنا لفرع سادس في منطقة أدما هو وقبل كلّ شيء تأكيدٌ على إلتزامنا تجاه وطننا، كما إن هذا الافتتاح يأتي ترجمةً لأهداف شركة "ماجد الفطيم" والتي تتمثّل بدعم المشاريع التنموية التي تحرك العجلة الاقتصادية تحفّيزاً للشباب اللبناني على البقاء في وطنه".

ويتابع: "نحن في شركة ماجد الفطيم نؤكد التزامنا دائماً بالمجتمعات التي نعمل فيها خصوصاً وطننا لبنان، ونسعى لأن يكون كارفور جسراً يعبر منه المزارعون والصناعيون المحليون وأصحاب الإنتاج المحدود إلى التوسع والانتشار في المناطق اللبنانية كافة، وحتّى تصديرها إلى فروع كارفور في دول أخرى.