كيف انضم هاتف " أوبو" الصيني إلى "نادي" الكبار؟

  • 2020-11-06
  • 09:13

كيف انضم هاتف " أوبو" الصيني إلى "نادي" الكبار؟

  • إياد ديراني

انضم أخيراً لاعب جديد إلى "نادي الكبار" من صانعي الهواتف الذكية في العالم. الشركة هي "أوبو" وتتخذ من شنجن الصينية مقراً لها.

ظهور اسم هذه الشركة بين كبار صانعي الهواتف خلال السنوات العشر الماضية أثار انتباه المنافسين والأسواق، فهاتفها الذكي كان ينتقل بشكل متواصل من مركز متقدم إلى آخر، محققاً إنجازات بوجه صانعين راسخين في الأسواق العالمية.

وفقاً للبيانات الصادرة عن مؤسسات أبحاث مُستقلة، حققت "أوبو" نمواً مستقراً خلال العام 2019، لتحتل المرتبة الخامسة عالمياً وكذلك المرتبة الخامسة في الشرق الأوسط من حيث حصتها السوقية (الربع الأول 2020- كاناليس)، وواصلت إحراز تقدم لافت للانتباه في أسواق أوروبا، وجنوب شرقي آسيا، والشرق الأوسط وأفريقيا، إذ ارتفعت مبيعاتها بنسبة 200 في المئة في أوروبا خلال العام 2019، بينما سجّلت مبيعاتها في الهند نمواً بنسبة 60 في المئة. 

"أوّلاً– الاقتصاد والأعمال" حاور رئيس شركة "أوبو" في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إيثان تشيوي، وطلب منه أن يروي بطريقته "قصة أوبو" والتطرق إلى سرّ نجاحها واستعراض توقعاته حيال سوق الهواتف الذكية خلال الفترة المقبلة، على مستوى النمو والتحديات والفرص إضافة إلى تقديم لمحة عن علاقة الشركة بالولايات المتحدة وما إذا كان لديه قلق على مستقبل أعمال الشركة في هذا البلد. 

يستهل تشيوي اللقاء بالتحدث عن ميزانية الشركة القوية والتنافسية، فيقول: "واحدة من أسرار نجاحنا هي الابتكار والابداع، في العام الماضي أعلنا عن خطة تهدف إلى استثمار 7 مليارات دولار أميركي على مدى ثلاثة أعوام في مجال الأبحاث والتطوير لابتكار تقنيات أساسية، تشمل اتصالات الجيلين الخامس والسادس، والذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والبيانات الضخمة، وغيرها الكثير من المجالات التقنية الرائدة، إضافةً إلى ذلك، تتميز "أوبو" باعتمادها الكبير على عمليات الإنتاج المستقل؛ حيث تقوم بتصنيع ما يزيد على 70 في المئة من منتجاتها في مصانعها، وهو أمر غير منتشر في القطاع".

وعن تاريخ الشركة، يقول: "تأسست "أوبو" في العام 2004 في منطقة الخليج الكبرى الصينية؛ وبدأت أعمالها في مجال ابتكار مُنتجات الصوت، ومشغلات MP3 وأقراص Blueray، وأنظمة الصوت المُحيطية العالية الجودة والوضوح (Hi-Fi)، ثم انطلقت في عالم الهواتف المحمولة. ويقع مقر "أوبو" الرئيسي في مدينة شنجن الصينية، التي تماثل مكانة سيليكون فالي في ولاية  كاليفورنيا الأميركية؛ وتوظف الشركة حاليّاً أكثر من 40 ألف شخص في مكاتبها ومتاجرها موزّعين على أكثر من 40 دولة حول العالم، كما تملك وتدير "أوبو" ستة معاهد بحثية، وأربعة مراكز للبحث والتطوير، وتسعة مصانع في مختلف أنحاء العالم، من مدينة سان فرانسيسكو في أميركا الشمالية وصولاً إلى حيدر أباد في آسيا، بالإضافة إلى مركز دولي للتصميم في العاصمة البريطانية لندن".

 

مركز خامس بـ 10 أعوام 

 

ويضيف: "حققت "أوبو" العديد من الإنجازات المهمة خلال مسيرتها على مدى 16 عاماً، ما عزّز مكانتنا الحالية كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا. فقد أطلقنا في العام 2008 هاتفنا المحمول الأول "سمايلي فيس"، الذي مهّد للشركة تقديم ابتكارات تقنية متميزة. وفي العام 2013، أطلقت "أوبو" واجهة المُستخدم ColorOS القائمة على نظام التشغيل Android، مما ساهم في تعزيز نموذج أعمالنا الهادف إلى تحقيق تكاملٍ مثالي بين البرامج والأجهزة، وعملت "أوبو" خلال الأعوام العشرة الماضية على تطوير كل مكوّنات هواتفها، بما في ذلك هواتف الجيل الخامس". 

ويقول: "لا تقتصر مفاهيم العولمة على بيع المنتجات في مختلف أسواق العالم، بل تشمل أيضاً دمج الموارد العالمية واغتنام الفرص المُتاحة في كل سوق وتحمّل كامل المسؤولية تجاه المستخدمين المحليين والموظفين والعملاء. وقد اعتمدنا على استراتيجية مُتكاملة تستهدف تعزيز الانتشار العالمي لعلامتنا التجارية وتوجيه عملياتنا لتلبية الاحتياجات المحلية للأسواق، كما التزمنا بتمكين المجتمعات المحلية، بالتوازي مع توسّعنا حول العالم عبر افتتاح مكاتب إقليمية في أوروبا، والهند، وجنوب شرقي آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ونحرص أيضاً على احتضان أفضل المواهب الدولية المُبدعة التي تُشكل إضافة قيّمة إلى كوادرنا العالمية. وفي مجال التسويق، نلتزم بتسريع جهود التعاون العالمي في مجال الموارد وتخصيص العروض الترويجية لتتوافق مع الثقافة المحلية، كما نواصل تعزيز نمونا في الأسواق العالمية عبر تقديم مجموعة متنوعة من المنتجات، وتعزيز جهود التطوير التي تشمل شبكات قنواتنا التسويقية".

 

"أوبو" في الشرق الأوسط

 

وعن نشاطات الشركة في المنطقة، تحدث تشيوي فقال: "دخلت "أوبو" سوق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في العام 2015، عبر تأسيس مكتب إقليمي لها في العاصمة المصرية القاهرة. وبعد النجاح الكبير الذي حققته مبيعات الشركة خلال عامها الأول من وجودها في القاهرة، أطلقت "أوبو" خطط توسع طموحة في المنطقة، حيث أطلقت عملياتها في الإمارات العربية المتحدة في العام 2019. وتتمتع "أوبو" حالياً بحضور فعلي في أكثر من 13 سوقاً في المنطقة، بما فيها مصر، والجزائر، وتونس، والمغرب، والمملكة العربية السعودية، وعُمان، والكويت، والبحرين، وقطر، وكينيا، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا ودول شرق المتوسّط".

ويقول:"جاءت نتائج تقرير الربع الأول للعام 2020 الصادر عن شركة تحليلات السوق كاناليس، لتُظهر احتلالها المرتبة الخامسة بين أفضل مزوّدي الهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط، محققة معدّل نموّ سنوياً هائلاً بلغ 214 في المئة، كما شهدت "أوبو" في سوق المملكة العربية السعودية نمواً سنوياً بنسبة 279 في المئة خلال الربع الثاني من العام 2020. وفي العام 2019، تبوأت "أوبو" المرتبة الثانية في سوق الهواتف الذكية في مصر بحصة سوقيّة بلغت 22.3 في المئة، ومثل ذلك زيادة بنسبة 13.6 في المئة عن العام السابق". 

ويضيف: "تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوقاً زاخرة بالفرص القيّمة التي تستقطب الشركات الطموحة السبّاقة دوماً لخوض التحديات وابتكار تجارب مُتفردة تُلبي احتياجات المُستخدمين وتتخطّى توقعاتهم. وتتميز أسواق المنطقة بتنوعها الشديد وتوجهاتها العالمية،  خصوصاً مع وجود اختلاف واسع بين الخلفيات الثقافية للمُستهلكين ضمن تلك الأسواق، كونها تحتضن سكاناً من مختلف أنحاء العالم. ومن الضروري، في ضوء ذلك، أن تلتزم العلامات التجارية بتلبية الاحتياجات المُحددة لكل فرد في المنطقة. ونحن واثقون بأن إعجاب المستهلكين بمنتجاتنا وخدماتنا يقترن بطبيعة الحال بنمو حجم مبيعاتنا، ونؤكد أن تعزيز حضورنا الإقليمي خلال الفترة المقبلة سيمثل استراتيجية أساسية في عملنا، كما سنواصل مساعينا الدؤوبة لتوطيد حضورنا في الأسواق التي نتواجد فيها، وستركز "أوبو" على تسخير مواردها العالمية المتميزة بهدف دعم أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، كما سنواصل أداء مسؤوليتنا تجاه المستخدمين والموظفين والعملاء في المنطقة، عبر التركيز على تكييف عملياتنا المحلية وتقديم منتجات وخدمات أفضل للمستهلكين المحليين".

 

سوق الولايات المتحدة

 

وحول نشاطات الشركة في الولايات المتحدة، وما إذا كانت لديها مخاوف من تعرضها لعقوبات أميركية كما هي الحال مع شركات صينية أخرى، قال تشيوي: "لطالما ارتكزت سياستنا على عدم الإدلاء بأي تعليقات أو تصريحات بشأن قضايا تتعلق بالسياسة أو التحدّيات التي تواجه الشركات الأخرى العاملة في القطاع، كما تؤكد "أوبو" تقيّدها بالقوانين واللوائح التنظيمية المحلية في جميع الأسواق التي تتواجد فيها. ونعتقد أن القيام بعملنا بالطريقة الأمثل يشكّل الجانب الأكثر أهمية بالنسبة لنا"، وأضاف: "أسست "أوبو" معهد أبحاث في وادي السيليكون بالولايات المتحدة الأميركية، وتلتزم الشركة بتقديم أفضل المنتجات والخدمات والتجارب للمستهلكين في مختلف أنحاء العالم، كما تعمل منذ العام 2009 على توسيع حضورها العالمي بشكل مطرد، ولا نزال محافظين على اهتمامنا بهذه الاستراتيجية، كما سنعمل بجد على تعزيز حضورنا في الأسواق التي نعمل فيها".

وعن التحديات التي واجهتها الشركة العام 2020، يختم تشيوي قائلاً: "لا يمكن لأحد أبداً تجاهل التداعيات الكبيرة التي فرضها انتشار جائحة كوفيد-19 على مختلف دول العالم هذا العام. على سبيل المثال، أصبح المستهلكون أكثر ميلاً لشراء مُنتجاتهم المختلفة عبر الإنترنت، وقضاء وقت أطول في المنزل، والاهتمام أكثر بصحتهم البدنية والذهنية. ففي الماضي، اعتدنا تخصيص نسبة كبيرة من مواردنا لخدمة المتاجر التقليدية في المنطقة، بهدف مواكبة سلوكيات التسوق للمستخدمين المحليين، إلا أنّ انتشار كوفيد-19 وجّه تركيز المستهلكين إلى قطاع التجارة الإلكترونية؛ حيث حرصت العلامات التجارية العالمية المتخصصة بالتكنولوجيا على التفاعل مع مستخدميها عن طريق حملات وأنشطة متنوعة عبر الإنترنت. ومع استمرار المستهلكين في الابتعاد عن منافذ التجزئة التقليدية للحدّ من انتشار مرض كوفيد-19، فإننا نواصل العمل على ابتكار جوانب جديدة لمنصات التواصل مع العملاء، ونبحث عن أنشطة تستقطب اهتمامهم عبر مختلف القنوات الإلكترونية والتقليدية".