بيرفيس: هذا القاسم المشترك بين عالمي صناعة الساعات الرفيعة والأزياء الراقية

  • 2020-09-22
  • 20:32

بيرفيس: هذا القاسم المشترك بين عالمي صناعة الساعات الرفيعة والأزياء الراقية

رئيس التسويق في دار Vacheron Constantin في حوار مع "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

  • برت دكاش

يحرص رئيس التسويق في دار Vacheron Constantin لوران بيرفيس على تصويب البوصلة لدى الإشارة إلى كون الدار تصنّع ساعات للرجال، وأن طرحها في شباط/ فبراير الماضي مجموعة Egérie للسيدات، ليس سوى محاولة من العلامة السويسرية لتوسيع قطاع السيدات لديها. ويقول بيرفيس في حديث إلى "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال" إن الدار لطالما أنتجت ساعات للسيدات، منذ تأسيسها، و"كنا من العلامات الرائدة في ابتكار تعقيدات كبرى للسيدات، في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، وخصّصنا لهن الكثير من الابتكارات على امتداد السنوات، حتى إن مكرري الدقيقة المصغّرين الذين أنتجتهم الدار، كما أول ساعة معصم من Vacheron Constantin مزوّدة بسوار، كانوا للسيدات".

 

عروض جديدة من ساعات السيدات

 

ويتابع: "برزت فئة ساعات الرجال، وطغت على إصدارات السيدات خلال القرن العشرين حتى بدت وكأنها أساس عمل الدار، وما نقوم به الآن، هو تقديم عروض جديدة من الساعات النسائية، علماً أنه مقابل كل ساعتين نبيعهما اليوم لرجال، نبيع واحدة لإمرأة. لذلك، لا يمكننا القول إن الساعات النسائية تشكل جزءاً ضئيلاً من إجمالي أعمالنا. وفي ما يخص Egérie ، طرحنا هذه الساعة انطلاقاً من إدراكنا أنه تنقصنا العروض المتنوعة من المنتجات الأكثر حداثة، وسهلة الارتداء والتي كانت عميلات العلامة يطلبنها، وليس بهدف إعادة غزو قطاع السيدات لأننا لطالما كنا موجودين لهن، ولطالما كانت النساء من زبائن العلامة الذين نفتخر ببيعهن ساعات بمستوى الجودة نفسه والسعي نفسه نحو التمايز لتصاميم العلامة".

 

 

انتشار عالمي متوازن

 

ويذكر بيرفيس أن الدار منتشرة في معظم أسواق العالم بشكل متوازن، وإنها افتتحت وجودها العالمي مبكراً، كالصين والولايات المتحدة الأميركية، حتى قبل ألمانيا، البلد الأقرب إلى سويسرا. وصنعت العلامة منذ البداية ساعات للعائلات المالكة ولخبراء الساعات حول العالم بما في ذلك في الشرق الأوسط. ويؤكد أنه "تاريخياً، كان لدينا عملاء من الرجال والسيدات لذلك لا يسعني القول إن هذه السوق يطغى عليها الزبائن من الرجال وهذه من النساء، بل إن حب صناعة الساعات والجمال يلتقي حولهما الجميع، وغالباً ما نفاجأ بسيدات يتمتعن بالشغف نفسه والمستوى نفسه من التوقعات، وبالطلب العالي نفسه كما عملاؤنا من الرجال".

ويضيف رداً على سؤال عن مدى اهتمام السيدات بالتعقيدات مثل مراحل القمر في ساعة Egérie  وعما إذا كانت الدار تخطط لطرحها بتعقيدات أخرى: "لطالما أبدينا اهتماماً بالتعقيدات الكبرى، وفي ما يخص Egérie فإن اهتمامنا لغاية الآن محصور بعدد صغير من المراجع، علماً بأننا مطلع العام الحالي، قدّمنا ساعة للسيدات مزودة بتعقيد التوربيون Traditionnelle Tourbillon، وعلبة هذه الساعة مصممة لتناسب تعقيد التوربيون، ولتحتضن تقليدياً أكثر التعقيدات رفعة، ونعمل حالياً على تصاميم جديدة للعامين المقبلين تتضمن تعقيدات إضافية منها مثلاً ضمن فئة ساعات الفلك".

ويلفت بيرفيس النظر، إلى "نقطة تحول مهمة جداً نشهدها، وهي وجود الكثير من الساعات غير الموجهة للرجال أو السيدات تحديداً، إذ نجد، على سبيل المثال الكثير من السيدات يقدرن ساعة Ultra-Thin Minute Repeater من مجموعة Patrimony، وهي ساعة يصح القول فيها إنها تناسب الرجال والسيدات على حد سواء، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ابتكارات مجموعة Cabinotiers في مجال التعقيدات الكبرى".

 

 

بين عالم الساعات والأزياء الرفيعة

 

وبالعودة إلى مجموعة Egérie التي توجّتها الدار بالتعاون مع مصممة الأزياء العالمية Yiqing Yin  مطلع حزيران/ يونيو الفائت، يقول بيرفيس "إنها تحقق النجاح وتلقى تقديراً كبيراً في جميع الأسواق بما في ذلك الشرق الأوسط. وعلى الرغم من شروط السوق القاسية، تمكّنا من تحقيق نتائج مرضية جداً لدى الإطلاق الرقمي لساعة Egérie  High-Jewelry  خلال معرض Watches & Wonders Geneva الذي نظم رقمياً في نهاية نيسان/ أبريل الماضي. وأخيراً، من خلال الحملة العالمية بالتعاون مع المصممة Yiqing Yin، لقد حظي الإطلاق باهتمام كبير، وتثير المجموعة الجديدة شهية كبيرة لدى زبائننا في جميع الأسواق والطلب عليها يفوق العرض، لذلك أعتقد أنها انطلاقة واعدة جداً لهذه المجموعة الجديدة". ويضيف شارحاً عن الساعة: "أردناها ساعة متعدّدة الاستخدامات تلبي احتياجات جمهور واسع من السيدات إذ يمكن ارتداؤها في العمل كما في المنزل، وهي تتمتع بخاصية تبديل السوار بواسطة نظام تبديل خاص. وأعتقد أنه، وباستثناء السيدات اللواتي يحببن صناعة الساعات الرفيعة، لم تكن لدينا قاعدة واسعة من الزبائن من السيدات لدى طرح Egérie على الرغم من معرفتهن الواسعة بالعلامة. أما اليوم، فنرى أن Egérie  كانت الوسيلة المثلى لولوج العلامة".

 

اهتمام متزايد من فئة الشباب

 

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هذه الفئة الجديدة من السيدات هن الأصغر سناً، يجيب بيرفيس: "إنهن أصغر سناً، لكننا نرى ذلك على مستوى جميع مجموعاتنا. وفي الواقع، جمهور صناعة الساعات الرفيعة نفسها يصبح شيئاً فشيئاً فتيّاً، ولاسيما في الشرق الأوسط، وكوريا وآسيا عموماً، حيث نجد جيلاً شاباً من الخبراء في صناعات الساعات يقبل إلى Vacheron Constantin  كما إلى عالم صناعة الساعات الرفيعة، وبالتالي، فإن Egérie تلمس جمهوراً أصغر سناً، مثل باقي مجموعاتنا في خلال العامين الماضيين".

لكن ما هو القاسم المشترك بين عالمي صناعة الساعات الرفيعة والأزياء الراقية؟ يردّ بيرفيس: "هنالك تداخل حقيقي بين العالمين وهما يتقاسمان الرفعة والرقي، وإذا نظرنا عميقاً، نجد اهتماماً بالتفاصيل ذاتها، والعالمان يستندان إلى الحرفة، كما يمتازان بالفرادة والندرة، والبحث عن المواد والإنجاز بأفضل وأجود طريقة". ويضيف: "في المرة الأولى التي التقينا فيها Yiqing Yin في خلال زيارتها مصنعنا، لاحظت أننا نقوم بالعمل نفسه إنما بمقاييس مختلفة، من جهة هنالك العمل على الآلية ومن جهة أخرى العمل على القماش، وفي كلتا الحالتين، هنالك الحرفية والعمل الفني".

 

اقرأ أيضا:

أبرز إصدارات العام 2020 في معرض جنيف W&W "الرقمي"

 

دعم الحرفية

 

وعما يضيف هذا التعاون إلى إرث الدار، يقول بيرفيس: "أعتقد أنه عبر السنين، ومنذ تأسيسها، حاولت Vacheron Constantin دائماً دعم الحرفية، إذ نعمل مع حرفيي نقش، طلاء وترصيع، ونحّاتين، إنما أيضاً ندعم الفنانين في المجالات كافة لأننا نعتبر أنه لدينا رسالة تجاه الحرفية. فقد شاركنا في دعم المهن الفنية Métiers d’Art وفي معرض Homo Faber لدعم الحرفية والحرفيين في العالم، وكذلك ندعم الموسيقى والمتاحف والحفاظ على الإرث، إذاً، يعنينا جداً دعم صناعة الأزياء الرفيعة، والتعاون معها وضمان استمرار هذا الفن".

 

ثلاثة أعوام من العمل والتطوير

 

تزخر Egérie ، برموز صناعة ساعات Vacheron Constantin التاريخية، وقد استلزم تطويرها نحو ثلاثة أعوام ونصف العام، يخبر بيرفيس. ويضيف عن التحديات التي واجهت الدار لدى تطوير الساعة وصولاً إلى طرحها قائلاً: "بداية، احتاج التصميم إلى وقت طويل وإلى بحث معمق في التفاصيل لأننا أردنا أن تكون الساعة بمواصفات جمالية كاملة، وصحيح أننا كدار نعير اهتماماً كبيراً للإبداع التقني والتمايز في صناعة الساعات الرفيعة، إنما كذلك نشدّد على الناحية الجمالية والتصميم. من هنا، عمل فريق العمل جاهداً على التصميم مستلهماً من معالم صناعة الأزياء الراقية رموزها والتي نجدها في ميناء الساعة، من خلال الزخرفة، والأرقام العربية المستوحاة من التطريز والعقارب التي هي على شكل أوراق. أما التحدي الأول، فكان، الميناء غير المتناسق الذي أجبرنا على تطويع الحركة وكذلك بناء الساعة ككل ليتناسبا والميناء الذي أردناه بهذا الشكل. والتحدي الثاني، تمثّل في تصميم السوار القابلة للتبديل والذي شئناه نظاماً جديداً يمكن استخدامه بسهولة على عكس الأنظمة الموجودة والمرتكزة على المعادن، فاستخدمنا البوليمير للتأكد من الحؤول دون أذية الأصابع خلال عملية التبديل، وقد استلزم إنجاز ذلك أيضاً وقتاً طويلاً. أما التحدي الثالث، فتمثّل بعملية التزيين والزخرفة، إذ إن كل ميناء مشغول بشكل منفرد بآلة ميكانيكية يحتاج إنجازه قرابة الساعة، مما يجعل صناعة ساعة واحدة يستلزم وقتاً ليس بالقصير، لكن النتيجة جاءت على قدر توقعاتنا، ولاسيما لناحية مستوى الجودة الذي تتمتع به ابتكاراتنا".

 

 

إنتاج بكميات صغيرة

 

ويختم بيرفيس مكرّراً تأكيده أداء Egérie  الممتاز، ومذكراً، بعيداً عن لغة الأرقام، بأن "Vacheron Constantin لطالما اكتفت بإنتاج كميات صغيرة لعدد كبير من ساعاتها والتي قد لا يتعدى عدد منها البضعة مئات، ويعتبر ذلك سمة من سمات الدار، إذ إنه من خلال إنتاج عدد قليل من الساعات نتأكد من جودتها، مثلما يضمن زبائننا بأنهم يملكون قطعاً نادرة، وحصرية جداً وتلقى تقدير الآخرين".