مقتل سليماني: إيران ترد... الاسواق تهتز... أين ينتهي كل هذا؟

  • 2020-01-08
  • 12:37

مقتل سليماني: إيران ترد... الاسواق تهتز... أين ينتهي كل هذا؟

بعد أيام قليلة على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ردّت إيران بشنّ هجوم صاروخي استهدف قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق تستضيفان قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وعلّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الضربة بالقول إن "كل شيء على ما يرام"، مكتفياً بالتغريد عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق. يجري حالياً تقييم الإصابات والأضرار. حتى الآن كل شيء على ما يرام". تبنى الحرس الثوري الإيراني الهجوم مشيراً إلى أن الرد هو انتقام لسليماني وأنه على الولايات المتحدة أن تسحب قواتها من المنطقة لتفادي سقوط مزيد من القتلى، بحسب ما نقل التلفزيون الإيراني.

وفيما دخلت الولايات المتحدة في حالة تقييم الأضرار، وعلقت الجهة المشغلة للناقلات الحكومية السعودية المرور عبر مضيق هرمز، كانت أسواق المنطقة تهتز على وقع الضربة، قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أشهر، وارتفع الذهب في حين تراجعت بورصات خليجية متأثرة بارتفاع منسوب التوترات في المنطقة، في ظل توقعات إماراتية بأن لا تؤثر الأحداث الجارية على إمدادات النفط عبر مضيق هرمز.

النفط يرتفع 1 في المئة

وقد انعكست مفاعيل الضربة الإيرانية على النفط صبيحة اليوم فارتفعت الأسعار نحو واحد في المئة، لكنها منخفضة عن مستويات مرتفعة بلغتها في بداية محمومة لجلسة التداول عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي أثار شبح تصاعد الصراع واضطراب تدفقات الخام.

وتخلت الأسعار عن معظم تلك المكاسب بعد الارتفاعات التي حققتها في وقت مبكر من اليوم الأربعاء، فبحلول الساعة 0613 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 67 سنتا أو ما يعادل واحدا في المئة إلى 68.94 دولار للبرميل، بعد أن صعدت في وقت سابق إلى 71.75 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ منتصف أيلول/سبتمبر 2019.

وربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 47 سنتا أو 0.8 في المئة إلى 63.17 دولار للبرميل. وبلغت العقود في وقت سابق 65.85 دولار وهو أعلى مستوى منذ أواخر نيسان/أبريل من العام الماضي.

ورأى محللون أن أسواق النفط تظل تركز في الوقت الحالي على أن الأهداف في هجوم اليوم عسكرية وليست منشآت لقطاع النفط.

الامارات: ما يجري ليس حرباً

وفي قراءة لمجرى الاحداث قال أمين عام "أوبك" محمد باركيندو إن المنشآت النفطية العراقية آمنة وأن انتاج البلاد مستمر، مضيفاً على هامش مؤتمر في أبوظبي أن "من دواعي الارتياح البالغ أن تظل المنشآت في العراق آمنة، والإنتاج مستمر وفعّال". وعبّر عن تفاؤله بأن العراق سيصل إلى معدّل امتثال بنسبة 100 في المئة بتخفيضات "أوبك" في الوقت المناسب على الرغم من التوترات الحالية.

وعلى هامش المؤتمر ذاته، عقّب وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على الهجوم الإيراني بإشارته إلى أنه لا يتوقّع مخاطر فورية على شحنات النفط المارة عبر مضيق هرمز، الممر الحيوي للقطاع، مشدداّ على أنه "ينبغي عدم المبالغة وإن الوضع الحالي ليس حرباً"، وأضاف: "أوبك لا تناقش أي خطوات حالية، ولكن ستعكف على تقييم الوضع، إذا حدث نقص في إمدادات النفط".

.. ووزير النفط الإيراني: ارتفاع الخام يفيدنا

وعقّب وزير النفط الإيراني بيغن زنغه على ارتفاع أسعار النفط بانه يصب في مصلحة إيران. ونقلت وكالة أنباء الطلبة شبه الرسمية عن زنغه قوله: "أسعار النفط تتجه للصعود وهذا يفيد إيران.. ينبغي أن يمتنع الأميركيون عن زعزعة المنطقة ويدعون شعوبها لتعيش".

"غولدمان ساكس" يبقي على توقعاته

إلى ذلك، أبقى "غولدمان ساكس" على توقعاته لأسعار النفط عند  63 دولارا للبرميل مشيرا إلى غياب اضطراب فعلي للإمدادات.

وأوصى البنك في مذكرة موقعة بتاريخ 7 كانون الثاني/يناير بإغلاق مراكز دائنة في مؤشرات لسلع أولية وتداولات لزيت الوقود بسبب ارتفاع أسعار النفط والسلع الزراعية الأولية في الآونة الأخيرة.

الذهب يقفز 2 في المئة

وبالتوازي مع صعود النفط، صعدت أسعار الذهب أكثر من 2 في المئة اليوم الأربعاء متجاوزة مستوى 1600 دولار للأوقية (الأونصة)، مع سعي المستثمرين للاحتماء بالمعدن الملاذ الآمن وبحلول الساعة 0056 بتوقيت غرينتش، كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 1.9 بالمئة إلى 1603.21 دولار للأوقية. وبلغت الأسعار أعلى مستوياتها منذ آذار/مارس 2013 عند 1610.90 دولار في وقت سابق من الجلسة. وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة 2 في المئة إلى 1605.80 دولار للأوقية.

وفي المعادن النفيسة الأخرى، سجل البلاديوم ذروة جديدة عند 2056.01 دولار للأوقية في وقت سابق من المعاملات بفعل استمرار شح المعروض، لكنه كان منخفضا 0.6 بالمئة في أحدث سعر فوري له عند 2040.57 دولار للأوقية.

وقفزت الفضة 1.2 بالمئة إلى 18.60 دولار للأوقية، بعد أن سجلت أعلى مستوياتها منذ أواخر أيلول/ سبتمبر عند 18.71 دولار، في حين تقدم البلاتين 0.3 بالمئة إلى 973.75 دولار.

البورصات الخليجية تبدأ تداولاتها على تراجع

وفيما دفع الهجوم الإيراني العديد من شركات الطيران إلى تحويل مساراتها فوق إيران وبعض دول المنطقة، كانت البورصات الخليجية تبدأ تداولاتها على تراجع، إذ انخفضت السوق السعودية بنسبة 0.62 في المئة إلى 8147.97 نقطة، كما نزلت أسهم دبي 1.2 في المئة في التعاملات المبكرة ليوم الأربعاء، فيما نزل مؤشر أبوظبي 0.2 في المئة، وهبطت الأسهم الكويتية 1.1 في المئة.


.. والأسهم الأوروبية تنخفض

وأدى الهجوم الصاروخي الإيراني إلى انخفاض الأسهم الأوروبية. وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5 في المئة، فيما قادت الأسهم الألمانية الخسائر.

وتصدر المؤشر الفرعي لقطاع الكيماويات القطاعات الأسوأ أداء، فيما ارتفعت أسهم النفط والغاز مقتفية أثر صعود أسعار النفط.

وإذا كانت الأحداث تسير بعكس التوقعات فإن مصير المنطقة قد ترك للمحللين الذين عبرّوا عن خشيتهم من رؤية المزيد من إيران والولايات المتحدة، خصوصاً في ظل تحذيرات ترامب، ليخلصوا إلى رسم صورة قاتمة للمشهد العام في المنطقة تحت عنوان: "إن مبعث القلق الواضح للأسواق، هو أين ينتهي كل هذا؟".