هارون: مخزون لبنان الاستراتيجي للمستشفيات يوشك على النفاد

  • 2020-08-07
  • 12:08

هارون: مخزون لبنان الاستراتيجي للمستشفيات يوشك على النفاد

نقيب أصحاب المستشفيات في لبنان يدق ناقوس الخطر: لتحرير مستحقاتنا وتوجيه المساعدات العربية والدولية

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

لم يكن القطاع الاستشفائي في لبنان ينتظر انفجار مرفأ بيروت ليدخل إلى العناية المركزة، إذ إنه يتواجد فيها منذ أشهر بفعل الأزمة الاقتصادية وتقاعس الدولة وفقاً لتعبير المعنيين بالقطاع عن الإفراج عن المستحقات الخاصة بها.

اليوم بات قطاع المستشفيات أمام واقع مختلف، فقد جاء الانفجار الحاصل ليشكل فيروساً جديداً تسلل إلى غرفة انعاشه، ووضعه بين نارين: بين ضرورة استكمال التعامل مع كارثة الانفجار وتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمصابين، والتعملق على أزمته الداخلية في وقت بات المخزون الاستراتيجي من المستلزمات الطبية على وشك النفاد كما يقول نقيب المستشفيات في لبنان سليمان الهارون، مستخدماً لغة دبلوماسية حتى لا يقول إنه نفد تماماً! 

هذه المعطيات يضاف إليها عامل آخر، تمثل في تسارع وتيرة تفشي فيروس كورونا على أثر الانفجار وما نتج عنه من خلال مخالطة بين الجرحى وذويهم ومن تقطعت بهم السبل على الطرقات. وسط هذه الوقائع، كيف تبدو صورة القطاع الصحي وسط ركام مرفأ بيروت وتسارع وتيرة انتشار كورونا. 

 

 

سيلمان هارون: لتوجيه المساعدات الدولية بما يتناسب مع الاحتياجات 

 

المخزون على وقع أزمات متواصلة


يقول نقيب أصحاب المستشفيات في لبنان سليمان هارون في اتصال مع "أولاً-الاقتصاد والأعمال" إن الخدمات الطبية المقدمة لجرحى انفجار مرفأ بيروت والذين ناهز عددهم 5 آلاف جريح ومصاب، شكلت عامل ضغط على المخزون الاستراتيجي للمستشفيات المرهق أساساً بفعل الأزمة الخانقة وأزمة كورونا، ما وضعه على شفير النفاد حتى لا نقول إنه نفد، مشيراً إلى أنه من الصعوبة بمكان تعويض المخزون المستهلك نتيجة الأزمة المالية الحاصلة، ما وضع القطاع في واقع أسوأ من السابق، ويضيف أنه ونتيجة لهول الكارثة كان هناك طلب كبير على المواد المستخدمة في الإسعافات والملابس الواقية والمواد المستخدمة في العمليات.

وفي ظل هذه المعطيات، يرى هارون أن الدولة باتت مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتنفيذ المطالب المقدمة لها من قبل القطاع وفي مقدمها الافراج عن المستحقات والتي تفوق نحو 2200 مليار ليرة، معتبراً أن هذا المطلب يعدّ الحد الأدنى للدعم. وفي مؤشر يعكس حجم الأزمة يوضح هارون:" تركيزنا في هذه المرحلة على لملمة الجراح ومعالجة المصابين، إذ إن هول الكارثة لم يسمح لنا بالتواصل مع الجهات الرسمية، رغم أنها على علم بمطالبنا منذ أشهر"، يضاف إلى ذلك، مطالبة هارون بضرورة تسريع وتيرة المساعدات الدولية الإغاثية بما يساهم ولو بجزء في سدّ النقص الحاصل في المستلزمات الطبية الأولية. 

وفي هذا السياق، يخلص هارون إلى القول:" ربما يعي المسؤولون مع الانفجار أهمية دور القطاع الاستشفائي"، مشيراً إلى أن ما قدمته مستشفيات لبنان في خضم الأزمة تعجز دول كبرى عن توفيره.     

 

المساعدات لم تصل بعد 

 

من الطبيعي أن يتطرق النقاش إلى المساعدات الإغاثية التي حصل عليها لبنان من دول شقيقة وصديقة ودورها في مدّ المستشفيات بالمستلزمات الطبية، لتفاجأ بـ بهارون يرد باللغة العامية "ما شفنا شي منهم بعد" ولم يصلنا منهم من أي شيء.  
 
وعند التطرق إلى المساعدات الدولية، يلفت هارون النظر إلى أهمية توجيهها بحيث تكون متناسبة مع المتطلبات العاجلة، داعياً الجهات المختصة للتواصل مع الدول المتبرعة للإستعاضة عن المستشفيات الميدانية بمساعدات عينية والمواد الطبية الأساسية.    

كورونا في المشهد 

تزامن انفجار بيروت مع تسارع وتيرة تفشي فيروس كورونا، وهو عامل شكل بدوره عامل إرهاق إضافياً أرخى بثقله على كاهل المستشفيات، وهنا يرجح هارون أن يكون الاكتظاظ الذي حصل بعد الانفجار في غرف الطوارئ والمستشفيات، قد لعب دوراً في زيادة عدد الإصابات نتيجة التخالط.