هل اتخذت "بوينغ" القرار لإنهاء برنامج طائرة 747؟

  • 2020-07-21
  • 08:05

هل اتخذت "بوينغ" القرار لإنهاء برنامج طائرة 747؟

  • زينة أبو زكي

يبدو أن شركة بوينغ تتجه نحو إنهاء برنامج طائرة 747 جامبو على الرغم من عدم إعلانها ذلك، حيث أشارت مصادر مطلعة في مجال صناعة الطائرات إلى أن الشركة والموردين حددوا العدد النهائي للأجزاء التي سيحتاجونها لبرنامج طائرة جامبو 747 قبل نحو عام، ما يشير الى نهاية الطائرة التي أشاعت الطابع الديمقراطي للسفر الجوي العالمي في سبعينات القرن الماضي، إلا أنها تخلفت في ما بعد عن اللحاق بالطائرات الحديثة ذات المحركين.

وبحسب مصادر مطلعة في صناعة الطيران، فإن Boeing ستتوقف عن تصنيع طائرات 747 جامبو نهائياً بعد إكمالها للطائرات الـ 16 الموجودة حالياً في خط الانتاج.

ومن المتوقع أن تنطلق طائرة 747 النهائية خلال العامين المقبلين، وذلك بعد خمسة عقود من الانتاج. ومما لا شك فيه أن التأثيرات التي خلفتها جائحة COVID-19 على صناعة السفر الجوي والطيران أدت إلى المزيد من التراجع في السوق المتدهورة أصلاً بالنسبة إلى الطائرة الأيقونية، الملقبة بـ "ملكة الأجواء".

 

50 سنة لملكة الأجواء

 

وكانت "ملكة الأجواء" من بوينغ، وهي أكثر الطائرات النفاثة شهرة في العالم مع هيكلها الواسع ومحركاتها الأربعة بالذكرى السنوية الخمسين للطيران في شباط/ فبراير 2019، متشبثة بالحياة بفضل ازدهار سوق الشحن التي يغذيه التسوق عبر الإنترنت، ولكن نهاية البرنامج بقيت معلقة لسنوات وسط انخفاض الطلبات وضغط التسعير، وتداعيات فيروس كورونا الشديدة الوطأة على حركة السفر والطلب على الطائرات النفاثة الجديدة.

 

مؤشرات على نهاية البرنامج 

 

وكانت "بلومبرغ" أول من أشار إلى الإغلاق الوشيك لخط الإنتاج 747 خلال هذا الشهر، إلا أن شركة بوينغ رفضت حتى الآن تأكيد أو نفي أنها اتخذت أي قرار نهائي في شأن مستقبل طائرة "جامبو"، وبحسب ما ورد لم يبلغ صانع الطائرات الذي يقع مقره في شيكاغو العمال في مصنعه في "إيفريت"، واشنطن ، بالقرب من سياتل، حيث تمّ تجميع أحدث نسخة من هذه الطائرات، البديلة 747-8، حول أي تغييرات مقبلة.

وكشفت بوينغ لبلومبرغ "أن المصنع يقوم ببناء معدل نصف طائرة في الشهر، وأن برنامج 747-8 أمامه أكثر من عامين من الإنتاج من أجل الوفاء بالتزامات عملائنا الحالية، وسنستمر في اتخاذ القرارات الصحيحة والحفاظ على خط الإنتاج الصحي وتلبية احتياجات العملاء."

و في حوزة Boeing حالياً طلبات لـ 16 747-8F للشحن، من ضمنها 12 طائرة لشركة الخدمات اللوجيستية العالمية UPS، و4 طائرات لشركة "فولغا دنيبر" الروسية التي أبلغت بوينغ في كانون الثاني/ يناير، أنها قد لا تكون قادرة على دفع ثمن الطائرات الأربع من طراز 747-8F التي طلبتها، بسبب تداعيات جائحة COVID-19، حيث قضت محكمة أميركية ضد Volga-Dnepr في محاولتها لمنع إعادة بيع تلك الطائرات لعملاء آخرين، وقد تمّ إنهاء الطائرة المتبقية في نزاع قانوني مع مجموعة "فولغا دنيبر" في روسيا، حيث وافقت UPS على شراء إحدى هذه الطائرات، ليصل إجمالي طلباتها إلى 13 طائرة.

وظهرت علامات متزايدة على أن خط الإنتاج 747 يقترب من نهايته في السنوات الأخيرة، مع تباطؤ الإنتاج إلى طائرة واحدة فقط شهرياً في العام 2015 وهو الآن يسير بنصف هذا المعدل فقط.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، أفادت بلومبرغ أيضاً أن Triumph Group، أكبر المقاولين في Jumbo Jet من Boeing، كانت تبيع معدات من مصنع في هوثورن، كاليفورنيا الذي يصنع 747-8 جسم الطائرة، مما يشير إلى تباطؤ العمل في هذا الموقع.

ولسوء الحظ، فإن الطلب على طرازات 747-8، النسخة الوحيدة من Jumbo Jet التي لا تزال قيد الإنتاج، قد تضاءل في 15 عاماً الماضية ، كما إن شركات الطيران حول العالم تراجعت بثبات عن طرازات 747 القديمة في السنوات الأخيرة أيضاً، ولم تقم بوينغ ببيع الطراز المستحدث 747-8 للركاب، التي انطلقت بأول رحلة لها في العام 2010، منذ أن اشترت القوات الجوية الأميركية طائرتين لتحويلها إلى طائرة رئاسية جديدة VC-25B Air Force One في العام 2017.

 

نصف طائرة شهرياً

 

ومع طلب الحكومة الأميركية من بوينغ إعادة استخدام طائرتين من طراز 747-8، يكون ذلك آخر طلب للحصول على نسخة من الطائرة العام 2017. وقال متحدث باسم بوينغ "بمعدل بناء 0،5 طائرة شهرياً، فإن برنامج 747-8 لديه اكثر من عامين من الانتاج من اجل الوفاء بالتزاماتنا الحالية تجاه العملاء"، وأضاف :"سنواصل اتخاذ القرارات الصحيحة للحفاظ على سلامة خط الإنتاج وتلبية احتياجات العملاء".

 

نحو مصير طائرة إيرباص A380

 

وعلى ما يبدو، فإن نهاية الطائرة 747 ستتبع في مسارها طائرة "ايرباص" A380  حيث توجهت آخر قافلة من قطع الغيار لأكبر طائرة في العالم نحو مصنع للتجميع في جنوب غربي فرنسا في حزيران/يونيو الماضي، لتختم بذلك فصلاً آخر من فصول الطائرات العملاقة التي لم تلق النجاح الذي كان متوقعاً لها.  

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن إنهاء برنامج 747 قد يعني رسوماً وتسريحاً لآلاف العمال لوقف الإنتاج في مصنع الجسم العريض الضخم خارج سياتل، كما يمكن أن تكون له آثار مالية على البرامج الأحدث مثل 787 دريملاينر وأحدث طراز من 777، والتي سيتعين عليها تحمّل حصة أكبر من النفقات العامة الضخمة للمصنع إذا ظل الظلام يحيط بخط 747.

 

نهاية عصر الطائرات العملاقة

 

وعلى الرغم من أن بوينغ لم تتخذ قراراً رسمياً بإنهاء البرنامج، إلا أنه تمّ الاتفاق على العدد النهائي لمجموعات كاملة من الاجزاء مع قاعدة الامدادات منذ عام على الاقل، كما قالت بويينغ إنها ستواصل تقييم جدوى برنامج 747، الأمر الذي عزاه أحد مصادر الصناعة إنه علامة على خططها المستقبلية بإنهاء البرنامج. ومما لا شك فيه، أن توجهات قطاع الطيران خلال السنوات الأخيرة الماضية أكدت على أن القطاع ليس بحاجة إلى طائرات عملاقة بل إن التوجه بات الآن نحو الطائرات المتوسطة والصغيرة الموفرة لاستهلاك الوقود والصديقة للبيئة وهو ما أكده نهاية برامج إيرباص وبوينغ للطائرات العملاقة وأتت جائحة كورونا وتداعياتها لتثبت ذلك.