طائرة بوينغ 737 ماكس: مواجهة جديدة ساحتها الكونغرس الأميركي

  • 2020-06-16
  • 09:05

طائرة بوينغ 737 ماكس: مواجهة جديدة ساحتها الكونغرس الأميركي

  • زينة أبو زكي


تواجه طائرة بوينغ 737 ماكس استحقاقاً جديداً يتمثل في تقديم اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مسودة مشروع قانون من شأنه إصلاح كيفية تصديق إدارة الطيران الفيدرالية على الطائرات الجديدة من طراز بوينغ 737 ماكس في أعقاب تحطم طائرتين من هذا الطراز أسفر عن مقتل 346 شخصاً. ويهدف هذا الإجراء إلى القضاء، من خلال الكونغرس الأميركي، على قدرة صانعي الطائرات مثل شركة بوينغ على التأثير على عملية الاعتماد، ويمثل أهم خطوة نحو الإصلاحات بعد الأعطال التي حصلت خلال عامي 2018
و2019، ما أثار دعوات لتغيير كيفية موافقة إدارة الطيران الفيدرالية الجديدة على الطائرات.

ويهدف القانون إلى منح إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) سلطة جديدة على الممارسة الطويلة الأمد المتمثلة في تفويض بعض مهام التصديق إلى موظفي الشركات المصنعة للطائرات، وسيمنح الوكالة السلطة لتوظيف أو إزالة موظفي بوينغ الذين يقومون بمهام شهادة FAA، كما يسمح لـ FAA بتعيين مستشارين للسلامة. وقال أحد مساعدي الكونغرس إن مشروع القانون سيعيد إدارة الطيران الفيدرالية "إلى مقعد القائد" الذي يشرف على شهادة الطائرة. 

 

تحقيقات من وزارة النقل وقضايا من العملاء

 

 

وتمّ إيقاف طائرة Boeing الأكثر مبيعاً منذ آذار/ مارس 2019، وتواجه الشركة المصنعة تحقيقاً جنائياً وتحقيقاً جارياً من قبل المفتش العام في وزارة النقل، هذا فضلاً عن دعوات أقامتها الشركات التي طلبت طائرات من هذا الطراز ولم تتمكن بوينغ من الإيفاء بوعودها، ومنها شركة "ألافكو" لتمويل شراء وتأجير الطائرات التي رفعت دعوى قضائية ضد بوينغ تطالبها بدفع 336 مليون دولار، وتتهمها فيها بأنها رفضت من دون وجه حق إعادة مبالغ مدفوعة مقدماً لطلبية باتت ملغاة الآن لشراء 40 من طائراتها 737 ماكس التي تواجه مشاكل.

 

توقيف خدمة والغاءات طلبيات بالجملة   

 

وقامت شركة ساوثويست إيرلاينز، أكبر مشغل 737 ماكس، بإزالة الطائرة من جدولها حتى 30 تشرين الأول /أكتوبر المقبل، وقالت بوينغ إن إلغاء طلبيات لطائرة 737 ماكس في نيسان/أبريل الماضي جاء من عملاء منهم شركة التأجير المالي التابعة لبنك التنمية الصيني ووحدة تأجير الطائرات التابعة لشركة جنرال إلكتريك (GE.N)، هذا بالإضافة إلى الغاء 150 طائرة 737 MAX في آذار/ مارس من قبل عملاء مثل شركة التأجير الإيرلندية Avolon والبرازيل GOL.

 

رحلة اختبار رئيسية أواخر حزيران/ يونيو

 

وتأمل بوينغ في إجراء رحلة اختبار رئيسية للشهادة أواخر هذا الشهر حيث تعمل على استئناف الرحلات الجوية، وسيتطلب مشروع القانون إصلاحات تهدف إلى منع الضغط وغيرها من الإخفاقات للحفاظ على الاستقلالية بين FAA وموظفي بوينغ الذين يقومون بمهام التصديق.

كما سيتطلب تدقيقاً منتظماً وتفويضاً بمبلغ 150 مليون دولار على مدى 10 سنوات للتدريب الجديد لإدارة الطيران الفيدرالية وتوظيف موظفين متخصصين لتطوير المعايير الفنية للتكنولوجيات والعمليات الجديدة.

وتعقد لجنة التجارة في مجلس الشيوخ جلسة استماع يوم غد الأربعاء مع مدير FAA ستيفين ديكسون لمراجعة إشراف الوكالة على شهادة الطائرات، ويأمل المساعدون في نشر مسودة القانون في حلول ذلك الوقت.

 

بوينغ استهانت بتأثير عطل في البرمجيات

 

وبالنسبة إلى 737 MAX، فوضت FAA في البداية 40 في المئة من مهام الاعتماد لشركة Boeing، وهو مبلغ ازداد مع تقدم المراجعة الخمسية، وقالت اللجنة إن مشاركة إدارة الطيران الفيدرالية في التصديق على برنامج بوينغ MCAS للتحكم في الطيران، وهو نظام أمان رئيسي تعطل في كلتا الحادثتين، "كان من المحتمل أن يؤدي إلى تغييرات في التصميم من شأنها تحسين السلامة".

وخلصت مراجعة اتحادية إلى أن بوينغ استهانت بتأثير عطل في البرمجيات الآلية الجديدة في الطائرة على الطيارين، الذين كانوا يتعاملون مع التنبيهات في كل من تحطم 737 ماكس.

 

تعليق الإنتاج منذ كانون الثاني/ يناير

 

تمّ تعليق إنتاج 737 MAX منذ كانون الأول/يناير الماضي. وقبل ذلك، كانت بوينغ تنتج 42 طائرة 737 ماكس في الشهر. ومن المتوقع أن يبقى وضع طائرة 737 MAX على حاله حتى آب/أغسطس المقبل على الأقل مع استمرار مشكلات البرامج. وتأمل بوينغ في الحصول على موافقة الجهات الرقابية في آب/ أغسطس المقبل لعودة الطائرة إلى الخدمة، على الرغم من أنه يمكن تأجيلها حتى الخريف، مع استمرار الرحلات التجريبية وتغييرات البرامج. وفي أوائل نيسان/أبريل الماضي، ذكرت شركة بوينغ أنها بحاجة إلى إجراء تحديثين جديدين للبرنامج لجهاز الكمبيوتر الخاص بالتحكم في الطيران.

 

لا جدول زمنياً لعودة الطائرة إلى الخدمة

 

وفي الوقت نفسه، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) مراراً وتكراراً أنه ليس لديها جدول زمني لعودة الطائرة إلى الخدمة، إلا أنه وفي كل الأحوال سيستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن تتمكن بوينغ من الوصول إلى معدل الإنتاج الشهري المخطط له والذي يبلغ 57 طائرة. وقبل تعليق عمليات التسليم في آذار/ مارس 2019، كانت بوينغ قد سلّمت 387 طائرة من طراز 737 ماكس . وفي تقرير أرباح الشركة للربع الأول من العام 2020 والذي صدر في  29 نيسان/ أبريل الماضي، قالت الشركة إن إنتاج 737 MAX من الطائرات سيستأنف بمعدلات منخفضة في وقت لاحق من العام 2020، حيث يتم فهم التوقيت وشروط العودة إلى الخدمة بشكل أفضل، وسيرتفع المعدل تدريجياً إلى 31 شهرياً خلال العام 2021، مع المزيد من الزيادات التدريجية حسب ما يسمح به طلب السوق، إلا أن كل التوقعات تبقى مرهونة بمسألتين أساسيتين: موافقة إدارة الطيران الفيدرالية بالدرجة الأولى والتأثيرات التي خلفها كورونا على قطاع الطيران ككل والتي دفعت شركات الطيران إلى تعليق طلبياتها من الطائرات والجواب يبقى رهن الأشهر المقبلة.