كورونا يفرض قواعد جديدة للسفر

  • 2020-05-13
  • 18:30

كورونا يفرض قواعد جديدة للسفر

  • زينة أبو زكي

فرض كورونا قواعد وإجراءات لم يفكر المرء يوماً أنها ستصبح من روتينه اليومي، ومع انحسار الوباء لا بدّ أن الحياة ستعود إلى طبيعتها تدريجياً ولكن اجراءات الوقاية من كورونا سوف تلازمنا إلى فترة من الزمن لا يمكن تحديدها. قطاع السياحة والسفر هو أحد القطاعات التي تأثرت بعمق من انتشار الوباء، ومع عودة فتح المطارات واستئناف الرحلات، سيتعين على المسافرين اتباع قواعد وعادات سفر جديدة من أجل سلامتهم وسلامة المحيطين بهم.

أصبحت الكمامات والقفازات والمعقمات رفيقة نشاطاتنا اليومية في أي مجال، وفي السفر ستكون من أساسيات الرحلة مثلها مثل جواز وبطاقة السفر والحقيبة، هذا فضلاً عن إجراءات أخرى ستغير ملامح رحلة السفر وستلقي بثقلها على القطاع ككل. البداية مع إجراءات السفر في المطار التي باتت تتطلب وقتاً لا يقل عن 4 ساعات مع مراعاة مبدأ التباعد الاجتماعي في خطوط الانتظار كافة وتعقيم المسافرين والحقائب.

الأشياء التي يجب أن تتوقعها أيضاً، منع الحقائب على متن الطائرة، عدم التمكّن من دخول صالات المسافرين للإستراحة وتناول الطعام والشراب، زيادة اجراءات الخدمات الذاتية مثل إجراء معاملات السفر وتسليم الحقائب، إجراء التحاليل مثل فحص الكورونا أو فحص الدم السريع وقبل البدء بإجراءات السفر، كما المرور بممرات التعقيم المتعددة.

التكنولوجيا ليست للأمن فحسب

مما لا شك فيه، أن التكنولوجيا والإجراءات الذاتية وتطبيق تقنيات الذكاء الاجتماعي ستكون لها دور أساسي في المرحلة المستقبلية للسفر الجوي، حيث إن الحاجة إلى تقليص نقاط اللمس المباشر ستكون أساسية كذلك استخدام إجراءات الدخول عبر طريقة المسح البيومتري والتي تتيح للمسافرين بالدخول إلى الطائرة من خلال مسح الوجه كجواز للمرور، وهناك شركات طيران منها "الخطوط الجوية البريطانية"، "كانتاس" و"إيزي جيت" قد بدأت استخدام هذه التقنيات.

صحة وسلامة المسافرين أولوية

يجب على المطارات وشركات الطيران اعتماد القواعد الجديدة التي من شأنها أن توفّر عودة آمنة إلى قطاع السياحة والسفر، ويعمل المجلس العالمي للسياحة والسفر على مجموعة إجراءات لإعادة بناء الثقة لدى المستهلكين حتى يتمكنوا من السفر في أمان بمجرد رفع القيود. وتوفر بروتوكولات Safe Travels الجديدة الأمان للوجهات والبلدان وتضم أيضاً إرشادات لمنظمي السفر، المشغلين والمسافرين حول النهج الجديد للصحة والنظافة في عالم ما بعد كوفيد – 19. وتندرج صحة وسلامة المسافرين والعمال في صميم البروتوكولات العالمية الجديدة التي وضعها أعضاء المجلس استناداً إلى أفضل الأدلة الطبية والإرشادات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO) ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وبحسب المجلس، فإن الإجراءات الجديدة المطبّقة في مطاري جاي إف كندي وسنغافورة شانغي سوف تتضمن خدمات حصرية للقيام بإجراءات السفر عبر الانترنت وإجراء الدفع عن بعد.

70 تغييراً جديداً في الرحلة  

تتوقع شركة SimpliFlying لاستراتيجيات شركات الطيران في تقرير أعدّته حديثاً أن هناك أكثر من 70 منطقة مختلفة في رحلة الركاب ستتغير أو سيتم إستحداثها، بما في ذلك تعقيم كل ما يمكن استخدامه، ومن المرجح مستقبلاً أن تصبح المرافق الصحية للأشعة ما فوق البنفسجية شائعة في مطارات العالم، وعلى الرغم من أن الاجراءات لا تزال إلى حدّ ما نظرية إلا أن هناك مطارات حول العالم قد بدأت بالفعل التجارب عليها. فعلى سبيل المثال، فإن شركات الطيران في المنطقة ومنها الإمارات والاتحاد قد بدأت بالفعل رصد حرارة المسافرين والعاملين في المطار وإجراء الفحص السريع قبل البدء بإجراءات السفر، في حين أطلق مطار أبوظبي أخيراً روبوتاً ذاتي الخدمة للتعقيم والكشف عن الفيروسات. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى بعض المتغيرات، فقبل الكورونا كان القيام بإجراءات السفر يتطلب اختيار المقعد وتوفير المعلومات الواردة على جواز السفر، أما بعد كورونا فأصبح من الضروري تقديم الأوراق التي تثبت أنك في صحة جيدة وغير مصاب بكورونا، شراء الكمامة والقفازات، حجز المقعد الملاصق لمقعدك، شراء بطاقة تأمين صحي ودفع بدل نقل الحقيبة من بداية الرحلة حتى نهايتها. في المطار أصبح من الضروري قياس الحرارة والمرور بمكان التعقيم. أما بالنسبة إلى إجراءات السفر بات عليك تقديم التصريح الصحي، تسلم القفازات والكمامة، تمرير الحقائب في ممر التعقيم، استخدام تطبيق BioMind للكشف على الفيروسات الرئوية ومنها كوفيد – 19، كما إن موظفي إجراء السفر سوف يتواجدون خلف عوازل مع وجود شاشات غير قابلة للمس لإرشاد المسافرين، وستخصص صالات الانتظار للعاملين الأساسيين وستؤمن الماكينات الطعام الجاهز، وعند دخول الطائرة سيتم التأكد من نتائج BioMind حيث يتم إلغاء بطاقة الصعود إلى الطائرة للمسافر الذي تأتي نتيجته إيجابية، وطبعاً مع المحافظة على مسافة 1.5 متر بين المسافرين طوال فترة الاجراءات، أما خلال الرحلة فسيتم تعقيم الطائرة قبل الإقلاع، وتعقيم المراحيض كل 15 دقيقة وتوفير خدمة تعقيم اليدين كل 30 دقيقة، ولا يسمح بتبديل المقاعد التي تعقم قبل الاستخدام، والسماح بالدفع الالكتروني فقط وتقديم المأكولات المجهزة والمغلفة مسبقاً.  

توحيد لوائح المتطلبات 

وفقاً لتوقعات SimpliFlying سيحتاج المسافرون الدوليون إلى إظهار نوع ما من وثيقة أو جواز السفر الخاص بالحصانة الصحية، والذي نادى به الاتحاد الدولي للنقل الجوي لوكلاء مراقبة الحدود، على أن يتحول إلى دليل التطعيم بمجرد العثور على لقاح لكورونا. وسيخضع الركاب أيضاً لفحص درجة الحرارة في وجهتهم النهائية وربما لاختبارات الدم الخاصة بكوفيد – 19، ويطالب بعض شركات الطيران أن يتم تقديم الفحص المسبق للمسافرين بشكل دقيق وفي وقت مبكر من الرحلة قدر الإمكان.

وعلى الرغم من عدم وجود قرارات رسمية في شأن جعل هذه الاختبارات والفحوصات إلزامية، فإن المطارات وشركات الطيران تضغط من أجل توحيد لوائح المتطلبات ولاسيما بالنسبة إلى الجهة المسؤولة عن التحقق من درجات حرارة المسافرين وغيرها من أعراض كوفيد – 19.

لا شك أن كورونا غيّر عالم الطيران والمطارات، كما غيّر الكثير من أوجه النشاطات التي يقوم بها البشر، والسفر من الآن وصاعداً لم يعد نزهة وسوف يترتب على المسافر إجراءات لم يعتد عليها من قبل. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى الخسائر التي ستتكبّدها شركات الطيران بسبب إحجام عدد كبير من المسافرين عن السفر إلا للضرورة القصوى أو نتيجة التكاليف الإضافية لمواكبة المتطلبات الجديدة والتي ستشكل عبئاً جديداً على شركات الطيران، فهل سيتكيف القطاع بشقيه المشغل والمستهلك مع الاجراءات الجديدة؟ الجواب في الأشهر المقبلة ...