هل يغيّر كورونا عمليات البيع التقليدية للسيارات؟

  • 2020-05-08
  • 09:07

هل يغيّر كورونا عمليات البيع التقليدية للسيارات؟

شركات تطور منصات الكترونية كبدائل عن المعارض

  • خطار زيدان

إن التراجع الكبير الذي شهدته أسواق السيارات في دول المنطقة نتيجة تداعيات فيروس كورونا، والإجراءات الوقائية التي تمّ اتخاذها، تماشياً مع التوجيهات الحكومية في الدول كافة بضرورة البقاء في المنزل وعدم التنقل، حتّم على بعض شركات السيارات القيام بتدابير جديدة، ومقاربة الأسواق بشكل مختلف عن السابق، وتطوير حلول مبتكرة تتلاءم مع الظروف الحالية، والتوجه إلى المستهلكين بشكل مباشر وعدم انتظار زياراتهم إلى صالات العرض، والتي قد لا تعود إلى طبيعتها ووتيرتها السابقة قبل فترة طويلة.

إن مواقع الشركات الإلكترونية، كانت حتى فترة بسيطة سابقة مجرد وسيلة إعلامية تقدم معلومات عن الشركة وتفاصيل المنتجات والطرازات المتوفرة والعروض التسويقية. اليوم، وبسبب الوضع القائم، تمّ تطوير وظيفة العديد من هذه المواقع لتصبح أكثر شمولية، وتمّ إطلاق الشركات لمنصات إلكترونية رقمية جديدة يمكن للعملاء من خلالها الحصول على تجربة تفاعلية حيّة، وزيارة صالة العرض، واستعراض الطرازات الجديدة، والتحاور مع موظفي المبيعات عن المواصفات التفصيلية للسيارات، والحصول على عرض أسعار واختيار ما يناسبه، وتحديد موعد لإيصال السيارة له لاختبارها، وإنهاء عملية الشراء والدفع الالكتروني الآمن، وتحديد موعد لاستلام السيارة الجديدة في منزله بعد تسديد ثمنها، ومن دون تكاليف إضافية.

ومن أبرز الشركات في المنطقة التي أطلقت منصات بيع الكترونية، وكلاء "تويوتا"، في السعودية، والإمارات (للسيارات الجديدة والمستعملة المعتمدة)، "أودي علي وأولاده"، وكيل علامة "أودي" في أبوظبي والعين، "أودي السعودية"، شركة "المسعود للسيارات"، وكيل سيارات "نيسان"، "إنفينيتي" و"رينو" في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، كما أنشأت "فولسفاغن" الشرق الأوسط بالتعاون مع وكلائها في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية منصة الكترونية للبيع عبر الإنترنت... وغيرها من الشركات بدأت في التحضير للسير في هذا التوجه.

إن هذا المنحى الجديد الذي لم نعتد عليه في السابق، إلا ربما، من خلال بعض الشركات أو الأفراد الذين يقومون باستيراد السيارات المستعملة من الخارج، بدأ بالتزايد، وقد يطيب للشركات اتباعه والاستمرار به، وقد لا يكون مرحلياً فقط بسبب جائحة كورونا، والإجراءات الاحترازية المتبعة، وإنما وبحسب نتائج التجربة وفرص نجاحها، ومدى تجاوب المستهلك معها، سيُبنى على الشيء مقتضاه. ولا شك أن نجاح هذا النهج الجديد واستمراره سيؤديان إلى تغيير كامل في السلوكيات التي كانت متبعة عادة لدى الشركات والمستهلكين، ولعل التأثير الأكبر سيكون بعدم الحاجة بعد اليوم من الاستثمار من قبل الوكلاء في المعارض الفخمة، وانتشارها، وإنما يكفي معرض واحد في كل منطقة لكل شركة، لمن يرغب بالزيارة، كما إن حاجة الشركات للتخزين بكميات كبيرة قد تنتفي، وتصبح الرسائل التسويقية مباشرة وتفاعلية وأكثر سهولة من السابق.