صناعة الرفاهية: استمرار المنحى السلبي في الربع الثاني

  • 2020-05-03
  • 13:03

صناعة الرفاهية: استمرار المنحى السلبي في الربع الثاني

  • برت دكاش

ما كادت تمرّ أسابيع على ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين، واضطرار مجموعات ودور الرفاهية إلى إغلاق متاجرها في البلاد، حتى صرّح رؤساء هذه المجموعات والدور مخفّفين من وطأة تأثيرات الفيروس على أعمالهم، مؤكدين أنها ستكون محدودة في ما لو تمّ احتواؤه قبل بداية فصل الربيع.

ومع انقضاء الربع الأول من العام وصدور نتائج مجموعاتهم ودورهم المالية المثقلة بالخسائر الناجمة عن تأثير انتشار الفيروس على مستوى العالم، وإغلاق المتاجر التابعة لها في معظم الأسواق وبعض مواقع إنتاجها أو تحويلها إلى صناعة معقمات اليدين أو الأقنعة الواقية للوجه لصالح السلطات الصحية في بلدانها، يتنبأ قادة هذه المجموعات والعلامات بربع ثانٍ سيىء لناحية المبيعات والإيرادات، على الرغم من إعادة فتح المتاجر في الصين وإطلاق أو تعزيز عدد كبير من الدور والعلامات، في مختلف قطاعات الرفاهية، مواقعها الخاصة بالتجارة الإلكترونية لتعزيز مبيعاتها.

مؤشرات سلبية

بعد اعتذار الرئيس التنفيذي لمجموعة شلهوب Ghalhoub Group في الإمارات باتريك شلهوب عن الإجابة على سؤال "أولاً- الاقتصاد والأعمال" عن مدى تأثير الفيروس على نشاط التجزئة الفاخرة في منطقة الخليج حيث تملك المجموعة اكبر شبكة متاجر راقية في المنطقة لمعظم علامات الرفاهية العالمية، وجّه شلهوب في نيسان/ أبريل الماضي رسالة إلى موظفي وشركاء المجموعة قال فيها إنه، وعلى الرغم من الإنطلاقة الممتازة للعام 2020، إلا أن "أعمالنا تراجعت بشكل كبير في آذار/ مارس. وفي بداية نيسان/ أبريل، كانت مبيعاتنا أدنى بنسبة 10 في المئة مما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي"، متوقعاً "العودة البطيئة والتدريجية إلى الوضع الطبيعي، وأن تتأثر مبيعاتنا السنوية في العام 2020 بشكل كبير"، وذكر توجّه المجموعة إلى خصم رواتب كبار التنفيذيين والموظفين في الشهور الثلاثة المقبلة.

ولفت شلهوب إلى نقل المخزون من المتاجر المغلقة إلى مخازن المجموعة الإقليمية، وإلى أن المجموعة أطلقت 12 موقعاً إلكترونياً في خلال أسبوعين فقط لتعزيز مبيعاتها الإلكترونية.

عودة الصين التدريجية

في المقابل، لم تؤكّد دار Hermes في المنطقة أو تنفِي إلى "أوّلاً- الإقتصاد والأعمال" خبراً نشره موقع WWD الإلكتروني عن تحقيق متجرها في غوانغزو في الصين، في اليوم الأول من إعادة افتتاحه مبيعات بقيمة 2.7 مليون دولار، غير إن رئيس مجلس الإدارة التنفيذي في الدار أكسيل دوما يقول إن "جميع متاجر الدار في الصين أعيد فتحها، وهي تستعيد نشاطها من جديد، ومنها متجر غوانغزو الذي أعيد افتتاحه في نيسان/ أبريل بعد توسعته".

وكانت إيرادات الدار المجمّعة سجّلت في الربع الأول من العام الحالي تراجعاً بعد إنطلاقة قوية وحيوية في كانون الثاني/ يناير على مستوى جميع الأسواق، إلى 1.506 مليون يورو، أي بتراجع نسبته 6.5 في المئة وفق سعر الصرف الحالي و7.7 في المئة وفق سعر الصرف الثابت، وعزت الدار ذلك إلى الإغلاق المؤقت لمتاجرها في أوروبا، وأميركا وآسيا في نهاية الربع الأول، والتوقف عن الإنتاج في مصانعها في فرنسا وأوروبا.

ويوضح دوما أنه "بعد إغلاق المجموعة تدريجياً 11 متجراً تابعاً لها في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، وكذلك متاجر ماكاو ومحدودية ساعات الفتح في هونغ كونغ، أعدنا افتتاح متاجر الصين منذ آذار/ مارس، وعادت حركة الزبائن إلى متاجر هونغ كونغ وماكاو وإن بنسبة متدنية بسبب إجراءات العبور على الحدود. وفي المقابل، خبر عدد كبير من الدول في آسيا موجة ثانية من إغلاق المتاجر، بناءً على إجراءات حكومية، ولاسيما في سنغافورة، وأستراليا وتايلندا منذ مطلع نيسان/أبريل"، وذكر أن الدار لا تزال في مرحلة طرح موقعها الإلكتروني الجديد في هونغ كونغ وماكاو.

وسجلت المنتجات الجلدية والفروسية المنتجة من قبل الدار تراجعاً بنسبة 6 في المئة، وقطاع الملبوسات الجاهزة والأكسسوارات انخفض بنسبة 11 في المئة، والحرير والأقمشة بنسبة 20 في المئة، وتراجعت مبيعات العطور بنسبة 3 في المئة والساعات بنسبة 7 في المئة.

وتتوقع العلامة استمرار تأثر مبيعاتها في الربع الثاني من العام الحالي بشكل كبير نتيجة إغلاق جزء مهم من شبكة متاجرها حول العالم.

تراجع بنسبة 17 في المئة

سجّلت أكبر مجموعة رفاهية في العالم Moet Hennessy Louis Vuitton LVMH المالكة لدار Louis Vuitton تراجعاً في قيمة إيراداتها إلى 10.6 مليارات يورو في الربع الأول من العام 2020، أي ما نسبته 17 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ويلفت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة برنارد أرنو إلى أنه "بفضل التزام الجميع وقوة علاماتنا، فإن المجموعة تحتفظ بمرونة جيدة في وجه هذا التحدي العالمي، وعلى مدى أسابيع عديدة، أثبتت فرق العمل مرة أخرى أن التمايز والابتكار والاستجابة ستمكننا من تجاوز الأزمة بشكل أقوى".

وسجل قطاع الموضة والجلديات لدى المجموعة تراجعاً بنسبة 10 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، وقطاع العطور ومستحضرات التجميل 19 في المئة، والساعات والمجوهرات 26 في المئة والنبيذ والمشروبات الروحية 14 في المئة وقطاعات تجزئة مختارة 26 في المئة.

عبء ثقيل

لا يختلف الوضع في مجموعة Kering المالكة لعلامتي Gucci وYves Saint Laurent عن مجموعة LVMH، ويقرّ رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة فرنسوا- هنري بينو أن "وباء كوفيد-19 ترك عبئاً ثقيلاً على عملياتنا في الربع الأول. وبعد انطلاقة واعدة للعام 2020 لدى جميع الدور التابعة للمجموعة، إلا أن الانتشار السريع للوباء أثر على أداء علاماتنا الرئيسية، ونحن نعمل بجهد كبير لضمان استمرارية وجهوزية كل أعمالنا"، ويضيف أن "تكييف كلفتنا الأساسية والمحافظة على مكانتنا النقدية يأتيان في أعلى سلم أولوياتنا"، موضحاً أن "قوة المجموعة المالية وسرعة تحركها تخدماننا بشكل جيد في هذه المرحلة الصعبة".

ووفق نتائج الربع الأول من العام، سجلت المجموعة انخفاضاً في إيراداتها المباشرة من متاجر الدور الراقية التابعة لها بنسبة 19.5 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وقد تأثرت بشكل خاص بالتباطؤ المهم في آسيا- المحيط الهادئ، متبوعة بأوروبا في وقت لاحق من الربع الأول.

في موازاة ذلك، تلفت المجموعة إلى أنها لمست في آذار/ مارس، إشارات مشجّعة في الصين مع إعادة فتح معظم متاجرها هناك، ترافقت مع زيادة حادة بنسبة 21.1 في المئة في التجارة الإلكترونية في الربع الأول، مع العلم بأن مبيعات المجموعة بالجملة تراجعت بنسبة 6.8 في المئة.

وعلى الرغم من البداية الواعدة للعام 2020 والبيئة المثيرة للتحدي، حققت المجموعة إيرادات بقيمة 3.203 مليارات يورو في الربع الأول، بتراجع نسبته 16.9 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، وبلغت عائدات الدور الراقية 3.0 مليارات يورو بتراجع نسبته 16.9 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

وتراجعت عائدات دار Gucci مثلاً بنسبة 22.4 في المئة، وهبطت المبيعات ضمن المتاجر المباشرة بنسبة 23.8 في المئة مقارنة بنتائج عالية جداً في الربع الأول من 2019. ويشهد المنحى في الصين تحسناً تدريجياً منذ إعادة فتح المتاجر فيها في آذار/ مارس الماضي، بينما تراجعت تجارة الجملة بنسبة 20.0 في المئة متأثرة بشكل أساسي بإغلاق مركز اللوجيستيات الرئيسي في أواخر آذار/ مارس وزيادة التوزيع بشكل إنتقائي.

أما علامة Yves Saint Laurent فقد حققت إيرادات بقيمة 434.6 مليون دولار في الربع الأول بتراجع نسبته 13.8 في المئة مقارنة بالعام الماضي، أما الدور الأخرى فقد حققت إيرادات بقيمة 553.3 مليون يورو، بتراجع نسبته 5.4 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.