لبنان: أعمال حفر البئر "بيبلوس-1" في البلوك 4 مستمرة

  • 2020-04-26
  • 00:55

لبنان: أعمال حفر البئر "بيبلوس-1" في البلوك 4 مستمرة

لا نتائج رسمية لعمليات الحفر حتى اليوم ومسار الإعلان عنها يحتاج إلى أكثر من شهرين

  • عمر عبد الخالق

تستمر سفينة الحفر TUNGSTEN EXPLORER بحفر البئر الاستكافية الأولى في لبنان "بيبلوس-1" في البلوك الرقم 4 وفقاً للجدول الزمني الموضوع، ومن المتوقع أن تنجز أعمالها خلال اسبوعين على أبعد تقدير، وقد وصلت حتى الآن إلى عمق أكثر من 3 آلاف متر، تمهيداً إلى الوصول إلى 4200 متر.

ولم تؤثر "التعبئة العامة" التي كانت قد اعلنتها الحكومة اللبنانية الشهر الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا سلباً على سير الأعمال، إذ أوعزت إلى الأجهزة الامنية المختصة بتسهيل مرور العاملين لدى هذه الشركات داخل الأراضي اللبنانية، وكذلك الإيعاز لها بعدم منع المروحيات والسفن من نقل العاملين. وفي المقابل، عمدت الشركات العاملة الى اتخاذ تدابير استثنائية لحماية الموظفين من انتشار كورونا، منها منع الزيارات إلى الباخرة سوى للعاملين على متنها والمداورة بين فرق العمل كل اسبوعين عوضاً عن كل أسبوع.

وخلال الشهرين الماضيين وخصوصاً في الأيام الأخيرة كثرت التحليلات والتسريبات والمعلومات المغلوطة عن أعمال الحفر، وقد بالغ البعض في توقعاته وصولاً إلى الإدعاء بأن شركة توتال الفرنسية وضعت لبنان في مصافي الدول المنتجة للنفط والغاز وأن كمية الغاز المكتشفة ستجعل لبنان أغنى من دول عدة وأن الانتاج سيقارب إنتاج روسيا وقطر، أمّا البعض الآخر، فأشار إلى أن كل نتائج الحفر حتى اليوم سلبية ولا وجود للنفط في البئر الأولى، والبعض وصل إلى حد إعلان انجاز أعمال الحفر والتأكيد أن النتيجة هي عدم وجود غاز في البلوك الرقم 4، وذلك بخلاف مسار الأمور وعمليات الحفر التي لم تنته حتى اليوم ومن دون الاستناد إلى أي بيان رسمي من الجهات المعنية بتلك العمليات.

ولا شك أن جزءاً من المعلومات التي تمّ الترويج لها، شكّلت الدافع بالنسبة إلى وزارة الطاقة اللبنانية التي أصدرت بياناً أكدت فيه أنه من السابق لأوانه تحديد نتائج الحفر قبل إنجازه بشكل تام وتحليل نتائجه، موضحة أن ما يتمّ تداوله من تحليلات حول اعمال الحفر ونتائجها لا يستند إلى معطيات واقعية وحقيقية.

 

مصادر مقربة من هيئة إدارة البترول

ترسم مسار الإعلان عن النتائج

 

في غضون ذلك، علم "اوّلاً-الاقتصاد والأعمال" من مصادر مقربة من هيئة إدارة النفط في لبنان، أن أعمال الحفر تحتاج إلى فترة تتراوح ما بين 10 إلى 14 يوماً، وبعد إنجاز أعمال الحفر ترسل توتال النتائج الى مختبراتها في فرنسا حيث ستحتاج إلى شهرين للتحليل ومن ثم يمكنها أن تصرح عمّا اذا كانت هناك كميات تجارية من الغاز، ولدى صدور النتائج ترسل الشركة النتائج إلى وزارة الطاقة والمياه عبر هيئة إدارة البترول، كذلك ستقوم الشركة بإعلام حملة أسهمها بنتائج الحفر، وتضيف المصادر أن نسبة الوصول إلى اكتشاف تجاري من البئر الاستكشافية الأولى هي 25 في المئة، وعلى سبيل المثال، تم حفر آبار عدة في حقل ظهر المصري العملاق قبل الوصول إلى الطبقات التي تحتوي كميات تجارية، مشيرة إلى أنه في حال تم اكتشاف كميات تجارية تقوم الشركة بحفر بئر تقييمية قبل وضع خطة التطوير والانتاج التي تأخذ 3 إلى 4 سنوات، وفي حال لم يتم اكتشاف كميات تجارية تلجأ الشركات الى حفر بئر استكشافية ثانية في حال أظهرت النتائج مكامن قرب البئر الأولى أو تقوم بالانسحاب كلياً من البلوك.

وتتابع المصادر أن انتشار فيروس كورونا أدى إلى تغير أولويات شركات النفط العالمية التي تتراجع أرباحها بشكل كبير ويسجل بعضها خسائر وبدأ معظم الشركات بتخفيض نفقاته الاستثمارية للعام الحالي والعام 2021 بنسب تتراوح ما بين 25 و40 في المئة، وقد يؤثر هذا على دول شرق المتوسط خصوصاً لكون تكاليف الاستكشاف والإنتاج تعتبر مرتفعة مقارنة بمناطق أخرى، إضافة إلى عدم وجود بنية تحتية جاهزة للتصدير.

ومن الممكن تسجيله أيضاً، وبحسب المصادر نفسها، إعلان شركة إيني الأيطالية عن القيام بمراجعة لجميع مشاريعها في المنطقة للعام الحالي 2020- 2021 ، و "إينيرجيان" عن تخفيض استثماراتها في قبرص و"إسرائيل" بنحو 155 مليون دولار للعام الحالي.

إن لبنان يعاني من جرّاء ذلك أسوأ أزمة في تاريخه ويعيش حالة من التجاذبات السياسية الحادة، وربما ذلك ما يفسر التسريبات والتسريبات المضادة حول نتائج أعمال الحفر التي لم تنته حتى اليوم، وفيما تخلص المصادر إلى الدعوة لإبعاد قطاع النفط والغاز عن التجاذبات، تبقى الإشارة إلى أن التوقعات كافة الإيجابية والسلبية منها تضر بمستقبل القطاع الذي يحتاج إلى المزيد من الوقت لتتضح معالمه.