"كوفيد-19" يخيّب آمال شركات التأمين السعودية

  • 2020-04-18
  • 16:30

"كوفيد-19" يخيّب آمال شركات التأمين السعودية

  • برت دكاش

لم يكد قطاع التأمين في المملكة العربية السعودية يستعيد شيئاً من عافيته بعد عامين من الانكماش، حتى ظهر وباء كورونا المستجد، فوضعه، أمام تحدّيات جديدة "قد تسرّع في ما لو طالت آجال الأزمة ومعاناة الشركات من تداعيات الفيروس عمليات الإندماج، لتعزز الشركات موقعها في السوق وتجنب الخروج منها نهائياً" بحسب المتحدث الرسمي لقطاع التأمين في السعودية عادل العيسى.  

مواجهة التحديات

يواجه قطاع التأمين في المملكة، منذ سنوات جملة تحدّيات قد لا ينفرد وحده بمواجهتها، إنما كذلك معظم أسواق الخليج، مثل التمركز الحاد في الأقساط والأرباح حيث تستأثر بهما شركة أو اثنتان، أو المنافسة الشرسة التي تؤدي في الغالب إلى تكسير الأسعار لاجتذاب المزيد من المؤمنين، وهي مشكلة تعاني منها غالبية أسواق التأمين العربية. فكيف إذاً في سوق كالسعودية تفرض على الشركات والمؤسسات العاملة فيها التأمين الصحي الإلزامي لموظفيها من المقيمين والذين يمثلون نحو 38 في المئة من إجمالي عدد السكان فيها، وفق تقرير لوكالة التصنيف "فيتش" صدر في شباط/فبراير الماضي.

وجاء طرح الضريبة على القيمة المضافة بنسبة 5 في المئة في كانون الثاني/ يناير 2018 لزيادة الكلفة على شركات التأمين، ما أدى إلى تراجع في أرباح عدد كبير منها أو تسجيل معظمها خسائر فادحة، وحثّ عدد لا بأس به من هذه الشركات، ولاسيما الكبيرة منها إلى تصحيح سياسة تسعير المخاطر والبوالص، ما ساهم في تكبير حجم السوق مقارنة بالعام 2018.

واقع السوق

تعمل في المملكة 30 شركة تأمين وشركة واحدة لإعادة التأمين. وبلغ مجموع الأقساط المكتتبة من قبل شركات التأمين السعودية نحو 36.9 مليار ريال العام الماضي، مقابل 34 ملياراً العام 2018، أي بزيادة نسبتها 8.6 في المئة، وفق بيانات الشركات.

واستأثرت شركة "بوبا" للتأمين و"التعاونية" بما نسبته 50.8 في المئة من إجمالي الأقساط، أي ما مجموعه نحو 18.7 مليار ريال. وواصلت شركة "بوبا" التي تتصدر السوق من حيث الأقساط نموها، مسجلة أقساطاً بقيمة نحو 10.4 مليارات ريال، أي بزيادة نسبتها 21.5 في المئة مقارنة بالعام 2018. وحققت شركة "التعاونية" أقساطاً بقيمة 8.3 مليارات ريال، أي بزيادة نسبتها 9.6 في المئة. وحافظت شركة الراجحي على موقعها في المركز الثالث مقارنة بالعام الأسبق، على الرغم من تراجع حجم أقساطها بنسبة 13.5 في المئة ليصل إلى 2.5 مليار ريال.

وسجّلت شركة المتوسط والخليج للتأمين وإعادة التأمين "ميدغلف" بدورها زيادة في أقساطها بنسبة 17.0 في المئة، وظلت في المركز الرابع، فيما تراجعت قيمة أقساط "أكسا أربيا"، الخامسة في السوق، بنسبة 2.5 في المئة لتصل إلى 1.4 مليار ريال.  

كما الأقساط كذلك الأرباح

إلى ذلك، تحسنت أرباح الشركات قبل الزكاة العام الماضي، حيث قفزت أكثر من 108 في المئة لتصل إلى 1.25 مليار ريال تقريباً من 600 مليون العام 2018.

وكما في الأقساط، كذلك في الأرباح، استأثرت شركتا "بوبا" و"التعاونية" بنسبة 89.2 في المئة من الأرباح وما قيمته 1.1 مليار ريال.

وحقّقت "بوبا" أرباحاً بقيمة 712.6 مليون ريال، أي بزيادة نسبتها نحو 35.6 في المئة مقارنة بالعام 2018، فيما عادت شركة "التعاونية" إلى الربحية من جديد وحققت 402.1 مليون ريال مقابل خسائر بقيمة 213.3 مليون ريال العام 2018. وسجّلت "الراجحي" تراجعاً في أرباحها بنسبة 41.1 في المئة من 185 مليون ريال إلى 108.8 مليارات ريال. كذلك عادت ميدغلف إلى الربحية محققة أرباحاً بقيمة 19.1 مليون ريال مقابل خسائر بلغت 204.5 ملايين ريال العام 2018. وسجلت "أكسا أرابيا" زيادة في أرباحها بنسبة 41.9 في المئة، بالرغم من تراجع قيمة أقساطها.

الأكثر تضرراً

مما لا شك فيه أن تباطؤ الأنشطة الاقتصادية نتيجة تداعيات كوفيد-19 سيؤثر حتماً على إيرادات شركات التأمين التي ستتحمّل كذلك وطأة الخسائر المؤمَّنة الناجمة عن الفيروس في أكثر من فرع تأميني. ومن المتوقع أن تكون فروع تأمينات الحياة، والاستشفاء وإلغاء الأحداث التي قد تطال أيضاً توقف الأعمال الأكثر تضرّراً والأكثر خسارة على شركات التأمين، إلى جانب تأمين المركبات نتيجة تراجع الطلب عليها في ظل حظر التجول، وذلك على الرغم من تراجع حجم الحوادث، وفق العيسى الذي يقول إن "ذلك سيؤثر حتماً على أرباح الشركات التي تجري خصومات تصل إلى ما بين 60 و70 في المئة على تأمين المركبات".

ووفق تقرير "فيتش"، يمثّل فرع الاستشفاء أكثر من نسبة 50 في المئة من حجم أقساط المملكة، وكانت الوكالة توقّعت قبل حظر الحج من خارج السعودية بسبب انتشار فيروس كورونا، أن تحقق شركات التأمين الصحي نمواً مهماً العام 2020 في ضوء إقرار المملكة التأمين الصحي الإلزامي للحجاج الأجانب، على أن تصل قيمة الأقساط الجديدة الناتجة عنه 800 مليون دولار لتغطية نحو 17 مليون شخص سنوياً، كما كان من المتوقّع أن تسهم التأشيرات السياحية التي تحتم استصدار بوالص تأمين صحي إلزامي لطالبيها بتحسين أقساط التأمين الصحي والذي كانت بدأت تساهم إيجاباً عليها منذ إطلاقها نهاية العام الماضي، وهي معلّقة حالياً بسبب كوفيد-19. بالإضافة إلى تنفيذ عقود التأمين العشرية للمشاريع الكبرى، وتأمين الأماكن العامة المكتظة وتفعيل الإجراءات الصارمة لتأمين المركبات غير المؤمنة.

إجراءات في وجه "كوفيد-19"

تبقى الإشارة إلى أنه، وعلى المستوى العام، أطلقت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" الجهة الناظمة لقطاع التأمين في المملكة، ومواكبة لتطورات كوفيد-19، حملة عبر حساباتها الرسمية الإلكترونية تدعو المؤمنين إلى استخدام منصات خدمات التأمين الإلكترونية للخدمات التأمينية منها خدمات التأمين الطبي، وتجديد وثيقة التأمين، وشراء أو إصدار وثيقة جديدة، واستقبال الشكاوى والاقتراحات، وإلغاء وثيقة التأمين، وتقديم مطالبات المركبات. كما أتاحت المؤسسة عبر موقعها لجميع المؤمَنيّن والمستفيدين من التأمين التقدم بشكوى في حال وجودها إلى إدارة حماية العملاء، مع وجوب الذكر أن شركات التأمين تبرّعت بمبلغ 68 مليون ريال للوقف الصحي بوزارة الصحة السعودية.

 

 

حصة أول عشر شركات من إجمالي الأقساط في 2019 (القيمة ألف ريال)
الرتبة الشركة الأقساط في 2019 (ألف ريال) النمو % النسبة من المجموع العام %
1 بوبا 10,410,868 21.5 28.1
2 التعاونية 8,375,860 9.6 22.6
3 الراجحي 2,569,804 -13.5 6.9
4 ميدغلف 2,421,277 17 6.5
5 أكسا أرابيا 1,409,777 -2.5 3.8
6 ولاء (السعودية المتحدة) 1,215,394 9.9 3.2
7 أليانز أس أف 1,011,666 16.1 2.7
8 الاتحاد 861,936 -7.3 2.3
9 ملاذ 835,236 14.5 2.2
10 سايكو 834,341 12.1 2.2
 مجموع أول عشر 29,946,159 9.7 81
 المجموع العام 36,929,149 8.5