هل يحوّل كورونا الحجر الفندقي الفاخر إلى "بزنس"؟

  • 2020-03-27
  • 20:08

هل يحوّل كورونا الحجر الفندقي الفاخر إلى "بزنس"؟

  • برت دكاش

هل تتحول مبادرة فندق "لو بيجو" Le Bijou السويسري الراقي، بتقديم "خدمة كوفيد-19" إلى الأثرياء من العملاء إلى "بزنس" جديد ينتشل الصناعة الفندقية الراقية في سويسرا وخارجها من كبوتها؟

في ظل اجتياح فيروس كورونا المستجد دول العالم من دون استثناء، حاصداً معه الضحايا من البشر والأعمال، تأتي مبادرة شركة Le Bijou Hotel & Resort Management، بمثابة ابتكار مفروض بفعل "الحاجة"، وهي مبادرة إن طبقّت على نطاق أوسع ونجحت قد تساهم في إنقاذ نحو 35 فندقاً فاخراً تحتوي على أكثر من 5200 غرفة وشقة فندقية تمثّل أكثر من 13 في المئة من القطاع الفندقي في سويسرا من الانهيار.

"خدمة كوفيد-19"

لكن، على ماذا تشتمل "خدمة كوفيد-19"؟ إنها خدمة تشمل الإقامة في شقة فندقية راقية، وخدمة توصيل الطعام وخدمات طبية تتضمن الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا المستجد. وفي مقابلة مع الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Le Bijou Hotel & Resort Management ألكسندر هوبنر، يقدّم هوبنر تفاصيل حول الخطوة قائلاً: "هناك شقق للحجر الفاخر في زوريخ، وزوغ ولوسيرن متوفرة حالياً مقابل 200 فرنك وصولاً إلى 800 فرنك سويسري في اليوم"، وأضاف أن فندق "لو بيجو" عقد شراكة مع أحد مزودي خدمات الرعاية الصحية يزور بموجبها ممرّض مرّتين في اليوم الضيف مقابل 800 فرنك إضافية يومياً، وكذلك خدمة فحص الفيروس في الغرفة مقابل 500 فرنك".

يملك "لو بيجو" ما مجموعه 42 وحدة سكنية، ومنذ طرح هذه الخدمة، سجّلت الشركة عدداً من الحجوزات، ويمكن أن تشغّل جميع الغرف من دون موظفين، بما في ذلك تسلّم الغرفة، ما يمكّن النزلاء من البقاء معزولين تماماً.

ويوضح هوبنر، أنه في وقت أصبحت جميع الفنادق مهجورة بعد قرار الحكومة إقفال المطاعم، والأنشطة السياحية، واللقاءات الموسعة، تعدّ "خدمة كوفيد-19" وسيلة لتأمين دخل خلال الأزمة.

الحجر الطوعي الفاخر

على المقلب الآخر، ومع تشدّد الدول في إجراءاتها الاحترازية وإقفال حدودها وتعليق الرحلات الجوية في إطار الجهود المبذولة للحدّ من انتشار فيروس كورونا، قرّر عدد من السياح في جزر الكناري وفنادق سواحل أميركا اللاتينية الراقية الحجر الطوعي الفاخر عبر تمديد إقامتهم الفندقية، على غرار نزلاء فندق إيسانسيا المؤلف من 43 غرفة على ريفييرا المايا في المكسيك والذي يعتبر عادة ملاذ نجوم هوليود. وتقدّر كلفة الليلة الفندقية فيه بـ 1000 دولار، وقد قررت إدارة الفندق منح حسم يصل إلى 40 في المئة لمن قرر تمديد إقامته لأكثر من أسبوع.

ومثلهم قرر نزلاء فندق جامبي باي الفاخر المؤلف من 40 غرفة والواقع على جزيرة خاصة تبعد ميلين عن شاطئ أنتيغوا. فعلى سبيل المثال، تصل قيمة جناح مطل على البحر إلى 1895 دولاراً لليلة الواحدة، وقد سجل تأكيد حجوزات لإقامة طويلة تصل إلى 30 يوماً، حيث قرر النزلاء حجر أنفسهم والاختباء من كل ما يجري في العالم.

فرنسا... حجر إنساني

تجربة سويسرا ربما تستفيد منها الفنادق الراقية في باريس أو الريفييرا الفرنسية فيما لو طال أجل إغلاق المدن وعزلها بعضها عن بعض وزيادة انتشار الوباء والتي أدت إلى إغلاق نحو 100 ألف غرفة فندقية على امتداد البلاد. مع العلم أنه، وفي موقف لافت، طلبت السلطات الفرنسية من الفنادق تأمين غرف لإيواء المشرّدين كي لا يبقى أحد في الخارج، وقد لبت مجموعة آكور Accor الطلب وقدمت نحو ألف غرفة موزّعة على جميع الأراضي الفرنسية لإيواء المشردين، بينما أطلقت شركات Airbnb وNexity وPAP منصة خاصة تعرض مساكن فارغة مجانية لتأمين السكن للإختصاصيين الصحيين أو المشردين.

الشرق الأوسط: تجربة حكومية

في الشرق الأوسط، سجلت مبادرات حكومية تمثلت بحجز فنادق للحجر الصحي لمواطنين قادمين من الخارج مع بدء انتشار الفيروس خارج الصين، مثل الأردن، ومصر، والكويت والسعودية، وبدا لافتاً للإنتباه انتشار فيديو في منطقة الرياض صوّره رجل أعمال سعودي عرض فيه ظروف إقامته في الحجر الصحي بعد عودته من دولة موبوءة بالفيروس، وروى الرجل أنه حظي باستقبال جيد جداً وخيّر بين الإقامة في منتجع في الدرعية أو في فندق، وقد اختار الإقامة في فندق حيث تكفلت الدولة بتكاليف الفندق الذي وصفه بالفخم، كما تمّ توفير الرعاية الطبية اللازمة له.

فهل يمكن أن تتحوّل مبادرة الحكومات إلى مبادرات خاصة من الفنادق الراقية التي تنتشر على نطاق واسع في المنطقة وخصوصاً في دول الخليج ولاسيما السعودية والإمارات، وتعوّض ما أمكن من الخسائر الناجمة عن توقف جميع الأنشطة السياحية الداخلية والخارجية ومنع التجمعات وإغلاق المطاعم وسواها من أماكن التسوق والترفيه؟ الجواب رهن المستقبل وتطوّر الفيروس وكيفية التكيّف معه.