قمة العشرين و"إكسبو 2020" في موعدهما

  • 2020-03-03
  • 16:01

قمة العشرين و"إكسبو 2020" في موعدهما

السعودية والإمارات والإلغاء المستبعد بسبب كورونا

  • سليمان عوده

يثير التسارع المتواصل في تفشي فيروس "كورونا" المستجد قلقاً واسع النطاق من احتمال تأجيل أو إلغاء الفعاليات الكبرى المنتظرة في المنطقة، على غرار قمة العشرين في السعودية و"إكسبو 2020" في الإمارات، خصوصاً إذا أخفقت الجهود الأممية في حصر الوباء، أو عجزت المختبرات عن إيجاد علاج له قريباً. ويبدو هذا القلق مشروعاً، لا سيما بعد أن شهدت الأسابيع الماضية إلغاء العديد من المناسبات والفعاليات العالمية الكبرى، في مسعى من المنظمين لمنع تفشي المرض على نطاق واسع. 

لكن السعودية والإمارات قطعتا الشك باليقين حديثاً، وبالشكل الذي يفيد بأن هذين الحدثين المنتظرين سيعقدان في موعدهما المقرر. فقد أكدت السعودية أن قمة مجموعة العشرين سوف تُعقد في موعدها المحدد في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في المملكة. وقالت الأمانة العامة السعودية لمجموعة العشرين في بيان إنها ستستقبل وفود مجموعة العشرين الرسمية في التوقيت المحدد، وستواصل عقد الاجتماعات المتعلقة بهذا التجمع الدولي الهام، شارحة أن القرار بهذا الشأن قد اتخذ بعد مشاورات دقيقة. 

يأتي هذا التأكيد في غمرة تفشي فيروس كورونا الجديد في دول الشرق الأوسط، لا سيما في البحرين والكويت والإمارات ولبنان والعراق، ما تسبب بإلغاء أو تأجيل الكثير من المناسبات والفعاليات الكبرى، وأثار تساؤلات حول إمكانية تأجيل هذه القمة المنتظرة في السعودية. ويحسم التأكيد السعودي الجدل، خصوصاً أن السعودية استضافت حتى الآن سلسلة من الاجتماعات والفعاليات المتعلقة بالقمة. وقد توزعت هذه الفعاليات على مدن مختلفة في المملكة، لا سيما الرياض والدمام وجدة والعلا في شمال البلاد. 

 

في الموعد

في موازاة ذلك، تتواصل الأعمال الإنشائية الخاصة بمعرض "إكسبو 2020" على النحو المخطط له. وقد أعلنت دبي قبل فترة قصيرة أن شبكة الطرق الخاصة بهذه التظاهرة العالمية البارزة قد اكتملت، وذلك بعد مضي أيام قليلة فقط على إنجاز الأشغال في المباني الرئيسية التي ستستضيف فعاليات إكسبو، ورفع قبة الوصل، الفريدة من نوعها هندسياً وإنشائياً. وأعلن متحدث باسم "إكسبو 2020" أن المنظمين يواصلون عن كثب متابعة الوضع على صعيد فيروس "كورونا" المستجد، ويأملون نجاح الجهود العالمية لاحتوائه. وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني: "نعمل عن كثب مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات لتطبيق إرشادات الوزارة". 

وينطلق هذا المعرض العالمي البارز، وهو مخصص لعرض إنجازات الأمم، في دبي في تشرين الأول/أكتوبر، ويستمر حتى نيسان/ أبريل 2021. ويقام مرة كل خمس سنوات، ويستمر لمدة نصف عام، ويستقطب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم. 

وبسبب تفشي فيروس "كورونا" المستجد، شهدت الفترة الماضية إلغاء العديد من الفعاليات والملتقيات والمعارض السنوية حول العالم، من بينها معرض الهواتف العالمي في برشلونة، ومعرض برلين الدولي للسياحة، ومعرض بازل للساعات الفاخرة ومعرض جنيف الدولي للسيارات، فضلاً عن مئات المناسبات الإقليمية أو المحلية في بلدان مختلفة حول العالم. أما عربياً، فقد ألغيت فعاليات كثيرة في الإمارات وقطر والبحرين والكويت بعد وصول الفيروس إليها. بدورها، ونقلت وكالة "رويترز" أن تزايد بواعث القلق داخل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بشأن انتشار فيروس "كورونا" المستجد دفعهما إلى بحث تقليص اجتماعات الربيع المقررة في نيسان/أبريل، أو عقدها بمؤتمرات عبر الإنترنت. ومن المقرر أن يشارك نحو عشرة آلاف من المسؤولين الحكوميين والصحافيين ورجال الأعمال وممثلي المجتمع المدني في اجتماعات المؤسستين التي تجرى منتصف الشهر المقبل، وتعقد في منطقة مزدحمة وسط واشنطن، حيث مقراتهما. 

 

فعاليات لم تلغَ

في المقابل، ما زالت العديد من الفعاليات تقام في موعدها حتى الساعة في المنطقة. ففي دبي، افتتح صباح اليوم الثلاثاء، بحضور كثيف، معرض الشرق الأوسط للطاقة، والذي يعد مناسبة عالمية تجمع قيادات القطاع من مختلف بلدان العالم. وفي حين أعلن منظمو "آرت دبي" صباح اليوم الثلاثاء عن إلغاء دورة السنة من هذه التظاهرة العالمية، إلا أنهم أعلنوا في المقابل أن فعاليات أخرى عديدة ستقام في التوقيت نفسه وتحت شعار الفعالية الملغاة. أما في الأسبوعين المنصرمين، فشهدت دبي إقامة فعاليات متعددة جمعت متخصصين من مجالات مختلفة، مثل الطاقة المتجددة والتربية وصناعات القطارات والطائرات وغيرها من الفعاليات الأخرى. بدورها، استضافت أبوظبي الأسبوع الماضي فعاليات بارزة كثيرة، منها معرض الأنظمة غير المأهولة "يومكس 2020"، ومعرض المحاكاة والتدريب "سيمتكس 2020". 

وبالرغم من أن الإمارات كانت أول دولة شرق أوسطية تعلن عن وصول فيروس كورونا إليها، إلا أن الجهود المبذولة لاحتواء المرض نجحت على ما يبدو في الحد من تفشيه داخل البلاد. وتعود الإصابات داخل البلاد في غالبها لعائدين من الصين من المقيمين في الإمارات، فيما سجلت إصابتان حديثتان بالمرض في صفوف البعثة الرياضية الإيطالية التي كانت تشارك في طواف الإمارات. وفور الكشف عن هاتين الإصابتين، ألغت السلطات الصحية طواف الإمارات قبيل انتهاء كامل مراحله، وفرضت إجراءات احترازية سريعة لمنع انتشار المرض، وأغلقت مرافق عدة في جزيرة ياس، حيث كانت تنزل البعثة الرياضية الإيطالية. كذلك، أعلنت السلطات التربوية مطلع الأسبوع إقفال كل دور الحضانة في الإمارات، فيما بدأت مدارس منتقاة، بإشراف رسمي، التدريس عن بعد لثلاثة أيام، يجري بعدها تقييم التجربة. 


ولم تتوقف الفعاليات الرئيسية في السعودية أيضاً. وتعد السعودية من أقل دول المنطقة تأثراً حتى الساعة بتفشي فيروس كورونا المستجد، حيث أعلنت الرياض عن إصابة واحدة بالفيروس الفتاك مصدرها إيران، في حين أن بلدان الشرق الأوسط الأخرى، لا سيما البحرين والكويت والإمارات، شهدت عشرات الإصابات. وتأتي النسبة العظمى من هذه الإصابات من إيران، التي تحولت إلى بؤرة مركزة لتفشي المرض ونشره إقليمياً، حالها في ذلك حال الصين وكوريا الشمالية وإيطاليا. 

 

وتتخذ المملكة تدابير وقائية متشددة لمنع وصول المرض إليها، بما في ذلك منع الزوار من البلدان الموبوءة بالمرض من دخول أراضيها، وتعليق استخدام البطاقات الوطنية لدخول السعودية لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي. وحديثاً، وضعت المملكة قيوداً على زيارات الحج والعمرة، ومنعت حملة التأشيرات السياحية من العديد من الدول من دخول أراضيها. 

ولا يعني عدم إلغاء "قمة مجموعة العشرين" أو "إكسبو2020" أن الرياض، ومثلها الإمارات، لا تلقي بالاً للعامل الصحي. وقالت الأمانة العامة السعودية لمجموعة العشرين إنها على اتصال دائم مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السعودية لمتابعة آخر التطورات والاحتياطات المتعلقة بفيروس كورونا. كذلك، قال المتحدث باسم "إكسبو 2020" إن سلامة الزوار تمثل أهمية قصوى. أضاف: "نحن نعمل عن كثب مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات لتطبيق إرشادات الصحة والسلامة التي قدمتها لنا".