حزمة مالية بـ30 مليون دولار لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في فلسطين

أعلن بنك فلسطين والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن شراكة جديدة لدعم المنشآت الفلسطينية الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وذلك من خلال حزمة تمويلية بقيمة 30 مليون دولار أميركي، يقدمها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتعزيز قدرة المشاريع الصغيرة على التوسع والتطوير، حيث تم العمل مع بنك فلسطين لتمويل هذه الحزمة من خلاله كونه البنك الأكبر والأوسع انتشاراً في فلسطين، وهو أحد عملاء البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية منذ العام 2020.

وبحسب هذه الشراكة، سيتم توظيف الحزمة التمويلية لإقراض المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من المشاريع المؤهلة في القطاع الخاص، بما يلبي احتياجاتها من السيولة ويمكّنها من الحفاظ على استمرارية عملياتها، بالإضافة إلى تمكينها من المساهمة في دعم صمود القطاع الخاص المحلي. ويأتي هذا التمويل إثر التجربة الناجحة للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية حينما قدم لبنك فلسطين في كانون الأول/ديسمبر 2020 قرض المشاريع الصغيرة والمتوسطة بقيمة 13 مليون دولار أميركي وقرض سيدات الأعمال بقيمة مليوني دولار أميركي.

وتشكل المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة عصب الاقتصاد الفلسطيني، حيث تمثل أكثر من 98 في المئة من الاقتصاد الوطني، كما تساهم بأكثر من 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما تواجه تحديات اقتصادية متعددة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023. ووفقاً لمنظمة العمل الدولية، فقد تراجعت فرص العمل نتيجة الإغلاقات وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي، مما أدى إلى خسارة ما يقدر بنحو 20.5 مليون دولار أميركي من دخل العمل اليومي، كما ارتفعت معدلات البطالة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 33 في المئة على الأقل بحلول العام 2023.

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين هاشم الشوا إن توقيع اتفاقية الحزمة التمويلية مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يمثل برهاناً إضافياً يؤكد الرؤية المشتركة نحو استدامة وتنمية المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر والمتوسطة، ولاسيما في هذه الأوقات غير المسبوقة، مشيراً إلى أن هذه الحزمة ستمكن بنك فلسطين من تعزيز دوره في دعم الاقتصاد الحقيقي والإنتاجي وتمكينه من اجتياز التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة.

من جانبه، قال المدير العام للمؤسسات المالية في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية فرانسيس ماليج إن البنك هو بنك للأوقات الجيدة والسيئة، معبّراً عن فخره بما يتمتع به بنك فلسطين من مرونة، مشيراً إلى أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدرك أن هذه الحزمة ستسهم في تمكين المزيد من المشاريع الفلسطينية الصغيرة والمتوسطة من الحصول على التمويل الذي تحتاجه للتغلب على هذه الأوقات الصعبة.

تجدر الإشارة إلى أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية كان قد وقع 23 اتفاقية تمويلية بقيمة 116 مليون يورو منذ بدء عملياته في الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 2017.