تجمع عربي صيني كبير في الرياض: رغبة مشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي الاستراتيجي

  • 2023-06-11
  • 18:54

تجمع عربي صيني كبير في الرياض: رغبة مشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي الاستراتيجي

  • خطار زيدان

انطلقت اليوم الاحد في الرياض، تحت رعاية ولي العهد السعودي، رئيس الوزراء محمد بن سلمان، أعمال الدورة العاشرة من مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين الذي تنظمه وزارة الاستثمار السعودية بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية واتحاد الغرف العربية تحت شعار "التعاون من أجل الرخاء". 

وتهدف الدورة العاشرة للمؤتمر، الذي يحضره ويشارك فيه أكثر من 3 آلاف مشارك عربي وصيني، والتي تعد الأكبر على الإطلاق في سياق التعاون الاقتصادي العربي الصيني إلى تعزيز وتوثيق التعاون التجاري والاقتصادي بين مجتمعي الأعمال العربي والصيني، واستكشاف فرص الاستثمار البينية في العديد من القطاعات، من أبرزها: التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والزراعة، والعقارات، والمعادن، وسلاسل التوريد، وغيرها، ويتضمن المؤتمر عدداً من الجلسات الحوارية، والاجتماعات الثنائية.


الأمير فيصل بن فرحان

وتحدث في جلسة الافتتاح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود وأوضح بأن الصين تعد الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الجانبين 430 مليار دولار في العام 2022، بمعدل نمو بلغ 31 في المئة مقارنة بالعام 2021، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تمثل ما نسبته 25 في المئة من إجمالي التبادل التجاري بين الصين والدول العربية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين 106.1 مليارات دولار في العام 2022، بمعدل زيادة بلغ 30 في المئة مقارنة مع العام 2021.

أبو الغيط: فرص الاستثمار بالمنطقة واعدة

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على عمق العلاقات العربية الصينية الممتدة عبر التاريخ، وعن ثقته بنمو وتعزيز العلاقة مستقبلاً، ودعا الشركات الصينية إلى الاستفادة من توفر فرص الاستثمار الواعدة في المنطقة، في ظل الخطط التنموية الطموحة التي أطلقتها حكومات الدول العربية.

خو تشون خوا

بدوره، أشار نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني خو تشون خوا إلى أهمية انعقاد المؤتمر لبلورة التوافقات وتعزيز التعاون العملي والشراكة التي أكدت عليها القمة العربية الصينية التي عُقدت في شهر ديسمبر الماضي في الرياض بحضور الرئيس الصيني وقادة الدول العربية، ودعا إلى ضرورة تعزيز المواءمة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية ورفع جودة ومستوى التعاون التجاري والاستثماري بين الطرفين، وخلق قوة دافعة لتطوير الصناعات ومحركات جديدة للتنمية، في ظل سعي الجانب العربي لتنويع مصادر الدخل واعتماد سياسات الاستدامة، كما دعا إلى تعميق التعاون والتواصل بين قطاعات الأعمال وزيادة الاستثمارات الصينية في الدول العربية والاستثمارات العربية في الصين.

الفالح يدعو إلى إطلاق طريق حرير عصرية جديدة

من جهته، قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح إن رعاية ولي العهد السعودي لهذه الدورة، والمملكة ترأس هذا العام مجلس جامعة الدول العربية، "تُجسد اهتمام قيادات العالم العربي بتعزيز العلاقات العربية مع الصين الصديقة، وتوسيع قاعدة ما حققته من نجاحات في أروقة السياسة والدبلوماسية، لتشمل ساحات الاقتصاد والاستثمار والتنمية الشاملة، ولتُسهم في خلق فرصٍ جديدة لشراكاتٍ مستدامةٍ"، وأكد الفالح على التزام المملكة، كونها تشكل الاقتصاد الأكبر في الشرق الأوسط والأسرع نمواً في العالم خلال العام الماضي، بالعمل كجسر يربط العالم العربي بالصين ويُسهم في نمو وتطور علاقاتهما، وأكد عن ايمانه بالتكامل الواسع النطاق بين الاقتصادات العربية والاقتصاد الصيني، مضيفاً: آن الأوان لتكون الصين شريكاً استثمارياً رئيساً لمسيرة التنمية الاقتصادية التي تشهدها المنطقة العربية".

وأشار الفالح إلى نمو الاستثمار الأجنبي المباشر، المتجه من الصين إلى الخارج، بمعدل 20 في المئة سنوياً، على مدار العقد الماضي. وبلغ نصيب العالم العربي منه نحو 23 مليار دولار، وبلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين في العام 2021، نحو 3.6 تريليونات دولار، 12 في المئة منها من العالم العربي. وتضم هذه الاستثمارات نجاحاتٍ متميزةً في مجالات الطاقة والبتروكيماويات، مع توجّهٍ لتعزيز هذه النجاحات لتشمل قطاعات أخرى.

ودعا الفالح إلى "إطلاق طريق حرير عصرية جديدة، يكون مُحركها رؤيتنا للتعاون والتشارُك، ووقود انطلاقتها هو شبابنا، وابتكاراتنا، لنُحقق مصالحنا ومصالح شركائنا في كل أنحاء العالم".

وتتضمن أجندة المؤتمر المكثفة ثماني جلسات حوارية رئيسية و18 ورشة عمل ولقاءات خاصة مع عدد من الشخصيات المهمة المشاركة في الحدث، والتي تهدف للتعريف بالمبادرات والفرص التي تلعب دوراً مهماً في تكثيف التعاون المؤسسي بين الصين والجانب العربي، وتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة اليوم وفي المستقبل القريب.