"UST" إنهيار العام

  • 2022-05-12
  • 16:00

"UST" إنهيار العام

  • وليد أبوزكي

انهيار "لونا" و"UST" قد يكون الحدث الأبرز الذي حصل في سوق الأصول الرقمية في فترة الأشهر الماضية والذي سيكون له تأثير كبير على ما قد يحصل لاحقاً في السوق من ناحية القوانين والإجراءات، إلى حجم التداول والأهم تبنّي شريحة جديدة من المستخدمين، العملات والأصول الرقمية.

ما هي "UST"؟

"UST" هي عملة مستقرة حسابية (Stable coin) مدعومة بشكل أساسي من خلال العملة المشفّرة الشقيقة "لونا" (LUNA)، إضافة للبيتكوين. حتى وقت قريب، كانت مؤسسة "لونا" (Luna Foundation Guard) واحدة من أكبر عشر محافظ امتلاكاً للبيتكوين، بما يوازي 3.5 مليارات دولار وكانت تأمل بامتلاك ما قيمته 10 مليارات دولار قبل الهجوم.

الهجوم المنسّق

نعم هجوم، لأن ما حصل مع "UST" هو هجوم مركّز، قام به جايسن صن، مؤسس "TRON" وأيضاً مؤسس عملة مستقرة أخرى هي" USDD"، وأعلن عنها في 21 نيسان/أبريل الماضي! وكان قد أعلن صراحة عبر "تويتر" بأنه في صدد شراء "UST"، وأن لديه خطة معيّنة. وهذا ما حصل، تمّ شراء ما يوازي مليار دولار من "UST"، استُخدمت لاقتراض نحو 75 ألف بيتكوين أي ما قيمته نحو 3 مليارات دولار، تبعتها حملة إلكترونية تستهدف "لونا". بدأ التفاعل مع الأمر، وبدأت الشكوك، تبعها بيع على المكشوف للبيتكوين لـ75 ألف بيتكوين. في هذه اللحظة، "لونا" لم تكن جاهزة بكامل سيولتها، وتدخلّها لم يكن بالحجم الكافي وتم إفراغ حوض سيولة "Curve" بسرعة، تبعها فوراً بيع مليار "UST" على منصة "باينانس"، ما شكل ضغط بيع هائل وانهيار العملة التي من المفترض أن تكون مستقرة.

من المخطئ؟

هل أخطأت "لونا"؟ قد تكون قد أخطأت في عدم احتفاظها بالسيولة الكافية، ولم تساعدها أيضاً وضعية السوق والتراجع الدراماتيكي اللذين تشهدهما البيتكوين. قامت بتسييل بعض مما تحمله من بيتكوين ولكن تم التسييل بأسعار دون أسعار الشراء ولم تكن كافية لصدّ الهجوم. هذا يمكن أن يحصل لتاذر "USDT" التي يشكك الكثيرون بحجم الدولار الحقيقي الذي يدعم العملة الرقمية المستقرة وغيرها الكثير!

هل أخطأ جايسن صن؟ وهو يلقّب نفسه صاحب السعادة او المعالي (HE) مثل الكثير ممن تغريهم الألقاب في منطقتنا أيضاً، وقد يراه الكثير قد أخطأ، ولكن هذه الأخطاء أو الاستراتيجيات موجودة في عالم الأعمال وتحدث كل يوم! ولعلّنا جميعاً نذكر عندما تناول أيلون ماسك الأثر البيئي لبيتكوين ماذا حدث للسوق، وبعد اتهامه ببيع ما تحمله شركة "تسلا" من البيتكوين وجني الأرباح، عندها أجاب عبر "تويتر": "إنكم لا تعرفون شيئاً عن عالم المال"!

الآثار والنتائج

من الناحية التنظيمية، لا بدّ أن حدثاً كهذا سيشكّل دافعاً قوياً لتسريع وضع أطر أكثر تشدداً لضمان حماية الأفراد والمؤسسات، وهو الأمر الذي أكدته وزيرة الخزانة الأميركية يلين حيث أكدت عقب اجتماع لها مع أعضاء من الكونغرس قائلة:" إنه سيكون من المناسب للغاية أن نتمكن من وضع أطر تنظيمية للعملات المستقرة بحلول نهاية العام 2022 نظراً الى وجود "العديد من المخاطر المرتبطة بالعملات المشفرة"، وأضافت:" نحن بحاجة حقاً إلى إطار عمل فيدرالي متسق، وإنني أتطلع حقاً إلى العمل مع أعضاء الكونغرس لابتكار تشريعات من شأنها تحقيق ذلك".

وأكدت على ما سبق أن صرّحت به بأن المنتجات والتكنولوجيا الجديدة قد توفّر فرصاً لتعزيز الابتكار وزيادة الكفاءات، ومع ذلك، قد تشكل الأصول الرقمية مخاطر على النظام المالي ومن الضروري زيادة الاهتمام التنظيمي وتنسيقه.

في النتائج المباشرة، انهيار السوق، واقتراب البيتكوين من منطقة الدفاع الأخيرة (28.000 $)، في حال تم كسرها قد تشهد السوق انهياراً يوازي ما حدث في العام 2018! من دون ذكر المتداولين الصغار وخسائرهم الفادحة، وبخاصة من كان في وضعيات الشراء على المكشوف أو الهامش.

إنه العصر المالي الجديد، يحمل معه الصالح والطالح كما يقول المثل، وقد نحتاج لوقت طويل للتمكن من التمييز بينهما! هل الرقابة التنظيمية هي الحل؟ قد تكون أبرزها، ولكن يبقى أيضاً على كل متداول أن يخفض من حجم مخاطره ويعود للقاعدة القديمة، لا تخاطر بما ليس لديك وإذا لم تكن مستعد لخسارته، والأهم الاستماع أقل إلى المستشارين المزعومين المدفوع لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.