أنباء مخيِّبة: مساهمو نيسان غاضبون وينتظرون خطة

  • 2020-02-21
  • 09:41

أنباء مخيِّبة: مساهمو نيسان غاضبون وينتظرون خطة

كارلوس غصن يكرّس غياب القيادة الاستراتيجية؟

  • رشيد حسن

أعلنت كل من شركتي نيسان ورينو نتائج مالية مخيبة عن العام الماضي 2019 مع توقع باستمرار الخط الهابط في الأرباح بل واحتمال لجوء نيسان إلى تسريح نحو 12,500 من موظفيها حتى العام 2023.

في الوقت نفسه، نشرت صحيفة فايننشال تايمز أنباء عن بدء نيسان التحضير لانفصال عن رينو التي تعتبرها "عبئا" على الشركة اليابانية. وعلى الرغم من مسارعة نيسان إلى نفي الخبر فإن العلاقة بين الشركتين ليست على ما يرام وإن كانتا تظهران عكس ذلك. 

وبرغم محاولتهما التظاهر بالعكس. أما السبب فهو انشغال نيسان بمشاكلها وبمحاولة الخروج من الصدمة التي تسبب بها إخراج غصن من قيادة الشركة والتحالف الثلاثي (نيسان-رينو-ميتسوبيشي)، بينما تحاول شركة رينو ملء الفراغ الذي تسبب به خروج غصن من قيادتها كنتيجة اضطرارية لاعتقاله الطويل في ويمكن الإشارة إلى أسباب كثيرة في التعثر المستثمر في العلاقة بين رينو ونيسان، وكذلك إلى التفكك الذي أصاب التحالف الثلاثي. لكن السبب الأهم هو غياب غصن الذي تمكن بشخصيته المبادرة والقيادية من توفير قوة الدفع والتحفيز اللازمة لخلق لحمة حقيقية على مستوى الاستراتيجية والتشغيل بين ثلاث شركات ينتمي كل منها إلى ثقافة مختلفة. أما في غيابه فإن الذين تقدموا للقيادة سواء في اليابان أم فرنسا هم من صف التنفيذيين، القادرين ربما، على إدارة الأزمة لكنهم يفتقدون إلى الخيال وقوة القيادة التي تصنع الإنجازات السباقة في ميدان الشركات خصوصا في قطاع تنافسي وصعب مثل صناعة السيارات.

التطور الأكثر سلبية في الأسبوع الماضي أصاب بصورة خاصة شركة رينو، التي أعلنت عن أول خسائر سنوية منذ أكثر من عقد مع تراجع أرباحها الصافية بنسبة 99.4 في المئة، واتجاه هوامش الربح في الشركة إلى مزيد من الانخفاض.

وقال أحد المحللين الماليين إن نتائج نيسان جاءت أسوأ مما كان متوقعاً، مع توقع المزيد من التراجع في المبيعات نتيجة تقادم العديد من موديلاتها وسياسة الحسومات السخية وتراجع الحصة السوقية.

ونتيجة لذلك خفّضت "موديز" التصنيف الائتماني لشركة رينو إلى درجة "الخردة" Junk كما خفّضت تصنيف الدين الطويل الأجل للشركة إلى درجة Ba1 أي إلى ما دون درجة السندات الصالحة للاستثمار نظرا لتوقعها حول عدم تمكّن رينو من استعادة هوامش الربحية المطلوبة قبل سنوات عدة.

وبالعودة إلى نيسان التي كانت قد أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عن انخفاض أرباحها بنسبة 55 في المئة أو ما يقارب 540 مليون دولار في السنة المالية المنتهية في آذار/مارس 2019. كما توقعت الشركة أن تنخفض الأرباح بنسبة 35 في المئة إضافية للسنة المالية المنتهية في آذار/مارس 2020 إذ توقعت نيسان أن تتكبد أكبر خسارة لها في أكثر من 11 عاماً، وأن تبدأ تنفيذ خطة لتسريح 12.500 موظف في الأعوام الثلاثة التالية.

وعلى سبيل المقارنة مع كارلوس غصن الواثق والفخور دوماً بإنجازاته نذكر كيف أن الرئيس التنفيذي الجديد لنيسان ماكوتو أوشيدا دخل اجتماع الجمعية العمومية خائفا وسط صيحات الاحتجاج من المساهمين الذين استنكروا حجب أي أرباح هذه السنة عن المساهمين، مطالبين الإدارة بمعالجة سريعة لهبوط المبيعات وتراجع الدخل والعمل على خفض التكلفة والتخلي عن رواتبهم.

أوشيدا اعتذر للمساهمين عن الأزمة طالبا المزيد من الوقت لترتيب الوضع، مشيرا إلى أن القيادة ستتقدم بخطة لانتشال الشركة في ..أيار/مايو المقبل، وهو ما قوبل باحتجاجات المساهمين باعتباره تأخير غير مبرر لكن أوشيدا ناشد المساهمين إعطائه الوقت، متعهدا بأنه سيقبل إقالته من منصبه إن لم يتمكن من إخراج نيسان من أزمتها.

رئيس رينو يغادر بسيارة تويوتا

 دومينيك سينار الرئيس التنفيذي لشركة رينو (بعد إقالة مجلس الإدارة لكارلوس غصن) ورئيس تحالف رينو-نيسان أثار عاصفة من الملاحظات الساخرة عندما شوهد يغادر اجتماع الجمعية العمومية لشركة نيسان مستقلا سيارة تويوتا. الرئيس المستقيل لنيسان هيروتو سايكاوا واجه ملاحظات المساهمين بالصمت بينما أقر سينار للمساهمين بأن تصرفه كانت خطأ وأنه آلمه فعلا كما آلم المساهمين.