إعلان أبوظبي: هذه شروط التنمية المستدامة

  • 2020-02-14
  • 12:11

إعلان أبوظبي: هذه شروط التنمية المستدامة

المنتدى الحضري العالمي يختتم دورته العاشرة في العاصمة الإماراتية

  • أبوظبي - سليمان عوده

اختتم "المنتدى الحضري العالمي" أعماله الخميس بإصدار “إعلان أبوظبي”، الذي أكد على دور الثقافة في التنمية المستدامة، ووضع حلول مالية واقتصادية مستدامة. ووصف تيجاني محمد باندي، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدول الأعمال الحضري الجديد بأنه أحد أهم مخططات تحقيق استدامة المدن، داعياً إلى جعل الابتكار أكثر قدرة على مواجهة آثار تغير المناخ وأكثر استعداداً للتعافي من الكوارث.  وقال إن الثقافة والابتكار يعتبران عاملين رئيسيين "لدعم المجتمعات السلمية المترابطة اجتماعياً والقادرة على التأقلم والصمود، مشيراً إلى أن الثقافة تلعب دوراً حاسماً في تعزيز حقوق الإنسان والتعايش السلمي"، مؤكداً أهمية "زيادة فرص الوصول إلى التعليم وتشجيع التفكير الإبداعي لمساعدة المجتمعات على التكيف مع الظروف ومع التحديات الحالية التي تواجه الاقتصاد العالمي". 

بدوره، دعا موكيسا كيتوي، الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، إلى تحديد عناصر جديدة للتغيير، مرحباً بالتركيز على "القاعدة الثقافية التي تحدد ما يحدث في مجتمعاتنا"، قائلاً  إن "رؤية أشخاص من خلفيات مختلفة يتحدثون إلى بعضهم كان بمثابة مصدر إلهام له". 

وأكد  فابريزيو هوشيلد دراموند، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، "أننا في منعطف تاريخي صعب" حيث نشهد "عودة الجغرافيا السياسية لتنتقم"، مضيفًا أن الأمين العام للأمم المتحدة سيُطلق مشاورة عالمية حول مستقبل التعاون الدولي خلال الأشهر المقبلة. 

وأشار  هنري موريلو سالازار، ممثل شبكة أميركا اللاتينية للمنظمات غير الحكومية للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، إلى أنه يجب على المدن أن تدمج الإتاحة كأحد المبادئ الأساسية في الحكم المحلي والإقليمي، مذكِّراً بأن ذوي الإعاقة يمثلون ١٥ بالمئة من سكان العالم. وهنأ المدن التي وقعت على الميثاق العالمي بشأن المدن الشاملة والميسرة للجميع خلال اجتماع المائدة المستديرة بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة الذي انعقد خلال الدورة العاشرة للمنتدى الحضري العالمي، والذي شاركت فيه برشلونة وهلسنكي وأبوظبي. 

وقالت مارثا ديلجادو بيرالتا، رئيسة “موئل الأمم المتحدة”، وهي الجهة الأممية المنظمة للمنتدى، إن مجموعة "متوازنة" من الحكومات الوطنية وأصحاب المصلحة قامت بإعداد الوثيقة الختامية للمنتدى التي حملت عنوان "الإجراءات المعلن عنها في أبوظبي". 

من جهتها، شددت ميمونة محمد شريف، المديرة التنفيذية لـ”موئل الأمم المتحدة" على "أن المضي قدماً في معالجة المشكلات المعاصرة الأكثر إلحاحاً يتطلب إشراك الشباب والنساء وأصحاب الهمم في وضع الخطط والبرامج لمدن المستقبل، ليكون لهم دور بارز في هذا الإطار، وأن يكون الحفاظ على التراث هو أساس للانطلاق وتحقيق مدن المستقبل بالاعتماد على الابتكار”. ولفتت النظر  إلى أن أبرز التحديات التي يجب التعامل معها حالياً تتمثل في التغيّر المناخي، ومساعدة المجتمعات المهمشة والضعيفة، وإعطاء الفرصة للشباب والنساء ليكونوا أعضاء فاعلين وتوفير فرص العمل لهم، بما يضمن تحقيق تنمية حضرية قائمة على برامج مدروسة قابلة للتطبيق. 

إعلان أبوظبي

وصدر في الختام “إعلان أبوظبي”، الذي يتألف من 14 بنداً تؤكد على أن ازدياد التحضر في العالم يشكل القوة التحولية الكبرى التي يمكن تسخيرها وتوجيهها لتحقيق تنمية أكثر استدامة. وقال الإعلان إن أمام المدن فرصة لأخذ زمام المبادرة في ما يتعلق بالتخطيط والتصميم، لا سيما أنها تمثل مراكز رئيسية للإبداع والابتكار. 

وذكّر الإعلان بأن المدن تتعامل مع الكثير من التحديات العالمية، مثل الفقر وانعدام المساواة بين الجنسين وانتهاكات حقوق الإنسان والبطالة وتهديد الإرث الثقافي والتنوع الثقافي، فضلاً عن التدهور البيئي والهجرة ومخاطر الكوارث وتغير المناخ. إلا أنه ركز في المقابل على أن المدن قادرة على وضع أطر لإدارة التحولات بطرق أكثر شمولية ومرونة، وبالشكل الذي يضمن الاستدامة والنمو الاقتصادي والازدهار المشترك. 

وأكد “إعلان أبوظبي” اقتناع جميع المشاركين في المنتدى بأن الثقافة تعد جزءاً لا يتجزأ من الحلول لمواجهة تحديات التحضر وتحقيق الأجندة الحضرية الجديدة. وذكر بوجوب حماية التراث الثقافي وإيجاد حلول مبتكرة لتسريع تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وخطة عمل أديس أبابا، وسيدني واتفاق باريس والأجندة الحضرية الجديدة وغيرها من الاتفاقات والأطر العالمية. 

وأشار الإعلان إلى أن التراث والتنوع الثقافي موارد تثري البشرية، ما يجعلها مهمة للمساهمة في التحضر المستدام وتطوير مدن آمنة وشاملة، وتمكين جميع الأفراد من لعب دور نشط في مبادرات التنمية، لافتاً إلى أن النساء والفتيات عنصر رئيسي في التغيير في مدنهن، وأي تقدم للثقافة لا يمكن تحقيقه في ظل تغييب دور النساء والفتيات، وتهميش حضورهن. 

ولفت الإعلان إلى أن التراث يجب أن يكون عنصراً أساسياً من أسس عمل المراكز الحضرية، عبر توفير دعم قوي له من الحكومات الوطنية والمحلية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني. وأشار إلى توافر المزيد من الفرص للتنمية الحضرية المستدامة مدعومة بالتكنولوجيا، مشدداً على وجوب تعزيز المبادرات الرامية إلى تفعيل المدن الذكية وتعزيز الابتكار بوصفه محركاً مبتكراً للنمو المستدام والازدهار المشترك والشامل. 

وأكد الإعلان على وجوب دعم برامج تعزيز المناطق الحضرية الجديدة من خلال دعم الابتكارات المؤسسية والاجتماعية والتكنولوجية التي تحمي التراث الثقافي، مشدداً على أن الابتكار والتقدم في العلوم والتكنولوجيا أمران ضروريان لتنفيذ خطة التطوير الحضرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وغيرها من الأطر العالمية للتنمية ذات الصلة بالتحضر المستدام. 

 

بولندا 2022

وجرى خلال الجلسة الختامية إعلان فوز مدينة كاتوفيتسه في بولندا بحق استضافة الدورة الحادية عشرة من المنتدى، فيما فتح الباب لمن يرغب في التقدم باستضافة الدورة الثالثة عشرة من المنتدى. وينعقد “المنتدى الحضري العالمي” مرة كل سنتين، وتستضيفه مدينة عربية لأول مرة منذ انطلاقته مطلع الألفية. ويعد المنتدى أكبر اجتماع في العالم حول مستقبل المدن، وقد انعقد على مدى ستة أيام، تخللها أكثر من 540 مناسبة رسمية، وشهدت دورة العام الحالي تنظيم أكثر من سبعين اجتماعاً رسمياً، فيما حضر المنتدى 13 ألف مشارك رسمي من مختلف مدن العالم.