ولي عهد السعودية: سنستثمر مليار دولار في 2021 لدعم تعافي افريقيا من كوفيد-19

  • 2021-05-19
  • 15:34

ولي عهد السعودية: سنستثمر مليار دولار في 2021 لدعم تعافي افريقيا من كوفيد-19

أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن جائحة كورونا كان لها تأثير حاد في الدول الأفريقية المنخفضة الدخل حيث أدت إلى زيادة الفجوة التمويلية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشدداً على ضرورة الاستمرار في بذل الجهود لتجاوز هذه الأزمة من خلال العمل الدولي المشترك.

وأضاف الأمير محمد بن سلمان في كلمة عبر الاتصال المرئي خلال "قمة مواجهة تحدي نقص تمويل أفريقيا" التي عقدت في باريس أن هذه القمة تنطلق لتؤكد الاهتمام البالغ بمستقبل القارة الأفريقية ودولها وشعوبها ولاسيما في ظل جائحة كورونا.

وقال ولي العهد السعودي إن المملكة ستواصل دعم الدول الأفريقية للمساعدة في تعافيها من تداعيات جائحة كوفيد-19 على اقتصادتها، باستثمارات وقروض قيمتها نحو مليار دولار هذا العام.

ضمان التوزيع العمالي السريع للقاحات

وأشار إلى أن الأمر الأكثر إلحاحاً هو ضمان التوزيع العالمي السريع والعادل للقاحات، خصوصاً في الدول المنخفضة الدخل في أفريقيا وبقية دول العالم، مما يسهم في وقف انتشار الوباء وعودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته في أسرع وقت، مشدداً على أن مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة فيروس كورونا ومرفق "كوفاكس" لإتاحة اللقاحات يعدّان إنجازاً مهماً، مؤكداً أن السعودية تعدّ من الدول الداعمة والمتبرعة لهذه المبادرة، إلا أن البرنامج ما زال بحاجة للمزيد من الدعم ليحقق أهدافه بشكل فعّال.

ضرورة العمل على دعم الدول المنخفضة الدخل في أفريقيا

ولفت النظر إلى أن دول "مجموعة العشرين" تحت رئاسة المملكة في العام 2020 أدركت ضرورة العمل على دعم الدول المنخفضة الدخل في أفريقيا وفي بقية مناطق العالم للتصدي للجائحة، مشيراً إلى أن بيان دول "مجموعة العشرين" في القمة الاستثنائية التي عقدت في آذار/مارس 2020 أكد أن تعزيز النظام الصحي في أفريقيا يعدّ أساساً لتكامل النظام الصحي العالمي فيما تعهّد القادة بتعزيز بناء القدرات وتقديم المساعدات الفنية الخاصة للمجتمعات الأكثر تعرضاً وانكشافاً للمخاطر، إلى جانب استعدادهم لحشد التمويل الإنمائي والإنساني اللازم لتلك الدول.

وأشار إلى أن الدعم الطارئ قدم للدول المنخفضة الدخل ومن ذلك إطلاق مبادرة "مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الدين"، حيث وفّرت هذه المبادرة سيولة عاجلة لـ 73 دولة من الدول الأشدّ فقراً، من ضمنها 38 دولة أفريقية حصلت على أكثر من 5 مليارات دولار، مضيفاً أن المجموعة أطلقت للمرة الأولى في تاريخها مبادرة "إطار العمل المشترك لمعالجة الديون" بما يتجاوز مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين.

"صندوق الاستثمارات العامة": مشاريع وأنشطة في قطاعات الطاقة والتعدين

وأكد ولي العهد السعودي أن للمملكة دوراً ريادياً في دفع عجلة التنمية في دول القارة الأفريقية، موضحاً أن لدى "صندوق الاستثمارات العامة" في المملكة عدداً من المشاريع والأنشطة في قطاعات الطاقة والتعدين والاتصالات والأغذية وغيرها بإجمالي 15 مليار ريال سعودي، أي ما يقارب 4 مليارات دولار. وكشف أن الصندوق يسعى لاستكمال الجهود في البحث عن فرص الاستثمار في القارة الأفريقية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في دول وقطاعات أخرى، مشيراً إلى أن "الصندوق السعودي للتنمية" يعمل بشكل فعّال في أفريقيا منذ 4 عقود، قدم خلالها أكثر من 580 قرضاً ومنحة لأكثر من 45 دولة أفريقية، بقيمة تتجاوز 50 مليار ريال، لافتاً النظر إلى أن الصندوق أعلن عن مبادرة بـ 200 مليون يورو لتطوير دول الساحل بالمشاركة مع "وكالة التنمية الفرنسية".

وأضاف أن لدى السعودية مشاريع وقروضاً ومنحاً مستقبلية سينفذها "الصندوق السعودي للتنمية" في الدول النامية في أفريقيا تتجاوز قيمتها 3 مليارات ريال خلال العام الحالي.

التغيّر المناخي: تحد عالمي

وحول ظاهرة التغيّر المناخي، اعتبر الأمير محمد بن سلمان أنها تمثّل تحدياً عالمياً وتهدد جودة الحياة للكثير من السكان وسبل عيشهم، ولاسيما في الدول المنخفضة الدخل، مشيراً إلى أن رئاسة المملكة لـ"مجموعة العشرين" أولت أهمية كبيرة لحماية كوكب الأرض، حيث عملت على إطلاق عددٍ من المبادرات التي تهدف إلى الحد من آثار التغير المناخي ومصادر انبعاث الغازات الأكثر تأثيراً في الغلاف الجوي، ومنها الدفع لتبني مفاهيم الاقتصاد الدائري للكربون وضمان الوصول لطاقة أنظف وأكثر استدامة وأيسر تكلفة.

وقال إنه من هذا المنطلق، أعلنت السعودية عن "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" التي تهدف لزرع أكثر من 50 مليار شجرة وتخفيض أكثر من 10 في المئة من الانبعاثات الكربونية في العالم، وهذه المبادرة تشمل العديد من الدول الأفريقية.