لقاح "أسترازينيكا" آمن والدول تستأنف استخدامه

  • 2021-03-23
  • 16:21

لقاح "أسترازينيكا" آمن والدول تستأنف استخدامه

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

شهد اللقاح المضاد لفيروس "كوفيد-19" الذي تنتجه شركة "أسترازينيكا" أخيراً جدلاً واسعاً حول العالم بعد تعرّض عدد من الأشخاص من الذين تلقّوه لتجلّطات دموية في أكثر من دولة، مما أدّى إلى تعليق استخدامه بشكل مؤقّت من قبل بعض الدول بينها دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ضربة قوية

وشكّلت هذه العملية ضربة قوية للشركة البريطانية السويدية التي واجهت جدلاً واسعاً حول مدى فعالية لقاحها ودرجة أمانه خصوصاً لكبار السن وذلك منذ إجراء تجاربها السريرية الأولى عليه، إلا أنّ الوضع زاد سوءاً خلال الأيام الماضية بعد أن توفّي أكثر من شخص حول العالم من الذين حصلوا على اللقاح نتيجة تعرّضهم لتجلّطات دموية، الأمر الذي تسبّب بمخاوف كبيرة من جراء ذلك. وبنتيجة هذا الأمر، اتخذت كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وسلوفينيا قرارات بتعليق استخدام لقاح "استرازينيكا" بشكل مؤقّت ولحقتها كل من النرويج والنمسا وإيسلندا وبلغاريا وغيرها من الدول لحين إجراء دراسات جديدة حوله تبيّن بأنه آمن ولا يتسبب بعوارض صحيّة وتجلّطات دموّية.

أسترازينيكا: مراجعة دقيقة لبيانات السلامة المحتملة

وفي ضوء ذلك، أجرت شركة "أسترازينيكا" في 14 آذار/مارس الحالي مراجعة دقيقة لجميع بيانات السلامة المحتملة لأكثر من 17 مليون شخص حصلوا على لقاحها في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ولم يتبيّن لها أي دلائل على زيادة خطر الانسداد الرئوي، أو تجلّط الأوردة العميقة، أو قلّة الصفائح في أي فئة عمرية محددة، أو جنس معيّن، أو في أي بلد بعينه، كما تبيّن لها أن عدد الأشخاص الذين تعرّضوا لعوارض صحيّة بعد حصولهم على لقاحها أقل من العدد الذي كان ليسجّل بشكل طبيعي بين السكان الذين لم يتطعّموا ضد كورونا.

الوكالة الأوروبية للأدوية: اللقاح آمن

بدورها، أجرت "الوكالة الأوروبية للأدوية" دراسات معمّقة حول الموضوع وخلصت إلى أن لقاح "أسترازينيكا" آمن وفعّال وغير مرتبط بزيادة خطر حصول تجلّطات دمويّة، بالإضافة إلى أن منافع اللقاح في حماية الأشخاص من الإصابة بفيروس كورونا تتفوّق على المخاطر المحتملة.

وأكدت مديرة الوكالة إيمر كوك أن الوكالة لا يمكن أن تستبعد نهائياً وجود رابط بين اللقاح الذي طوّره المختبر البريطاني السويدي واضطرابات نادرة في التخثّر والتجلطات الدموية. ومع صدور نتيجة الوكالة الأوروبية للأدوية المطمئنة، استأنفت معظم الدول الأوروبية ودول العالم عملية التطعيم بلقاح "أسترازينيكا" في حين فضّلت الدول الاسكندينافية التريث، وقررت السلطات الصحية الفرنسية استخدامه حصراً للذين تفوق أعمارهم الـ 55 عاماً ،إذ إن الجلطات سجلت بين الأصغر سناً.

"الصحة العالمية": فوائد اللقاح تفوق مخاطره

من جهتها، أجرت منظمة الصحّة العالمية دراسات حول اللقاح وخلصت لجنتها الاستشارية إلى أن فوائده تفوق مخاطره وذلك بعد ان قام خبراء المنظمة بمراجعة بيانات السلامة المرتبطة باحتمال تسببه بجلطات دموية.

وأشارت اللجنة التي عقدت اجتماعاً استثنائياً في نهاية الأسبوع الماضي إلى أن سمات لقاح "أسترازينيكا" ما زالت إيجابية في ما يتعلّق بفوائده مقابل مخاطره، مع إمكانية هائلة لديه لتجنيب الإصابات وخفض حالات الوفاة في أنحاء العالم.

وأضافت أن البيانات المتاحة لا تشير إلى زيادة بالمجمل في حالات تجلّطات دموية بعد تلقي لقاح فيروس كورونا.

تأخير في التصدير

في موازاة ذلك، تواجه شركة "أسترازينيكا" مشاكل مع الاتحاد الأوروبي في أعقاب تأخّرها في تسليم اللقاحات المطلوبة إليه خصوصاً بعد أن كانت قد وعدت العام الماضي بتسليمه نحو 360 مليون جرعة في حلول منتصف العام 2021 إلا أنها عادت وأقرّت بأنها لن تتمكّن من تسليمه أكثر من 100 مليون جرعة، الأمر الذي أثار استياء المفوضية الأوروبية في بروكسيل. وندّد المفوّض المكلّف باللقاحات تييري بروتون بالأمر واصفاً الوضع بغير المقبول ومتوعّداً بمحاسبة الشركة على ذلك.

كما وجّهت المفوّضية الأوروبية تحذيراً إلى الشركة يوم الخميس الماضي عملاً بما ينص عليه العقد معها إلا أن الشركة أرجعت التأخير في عمليات التسليم إلى قيود مفروضة على التصدير، مشيرةً إلى أنها تريد استقدام جرعات مصنّعة خارج أوروبا وتحديداً من بريطانيا والولايات المتحدة بسبب مواجهتها لمشاكل في عمليات الإنتاج إلا أنها لم تتمكّن من ذلك بسبب القيود. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الولايات المتحدة منعت تصدير 30 مليون جرعة من لقاح "أسترازينيكا" في حين أنه لم يحصل بعد على الضوء الأخضر في أميركا.