العالم في صيف 2021: هل سنكون افضل حالاً؟

  • 2021-02-16
  • 08:37

العالم في صيف 2021: هل سنكون افضل حالاً؟

  • د. سهى معاد

انتشر وباء كورونا في العالم بشكل سريع وباتت غالبية الدول في حالة إقفال تام أو شبه تام للجم إنتشار الوباء، ومن ناحية أخرى، فإن إبتكار لقاحات أضفى الأمل بمستقبل أفضل عندما يتم تعميم هذه اللقاحات على اكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، الا أن هذا الامل يراوده تخوف البعض من مدى فعالية اللقاحات في التخلص من الجائحة ومن العواقب السلبية المحتملة لها، كما وإن ظهور سلالات جديدة من الكورونا، السريعة الانتشار، يثير المزيد من القلق والترقب ولاسيما على صعيد الاقتصاد. ويتنبأ العديد من خبراء الصحة بأيام صعبة قادمة على العالم من جراء إنتشار سلالات كورونا بشكل سريع وعدم القدرة على احتوائها عبر اللقاح والاجراءات الوقائية الا بعد انقضاء سنوات وحصول المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية.

وهنا التساؤلات تطرح: أين سيكون العالم في صيف 2021 ؟ هل تتغير حياتنا بشكل جذري أو تنجح اللقاحات باحتواء الجائحة وتبدأ العودة الى حياة شبه طبيعية وتستعيد اقتصادات العالم مسار النمو؟

لقد ادت مساعي لجم انتشار كورونا الى شل الاقتصاد العالمي لفترة والى ضرب الكثير من القطاعات مثل السفر والسياحة والى زعزعة سلاسل الامداد والقضاء على الكثير من الوظائف، لقد إستاء الكثير من المجتمعات من التشدد في الاقفال وحطت همم العمل والتطور في أجواء القلق التي جلبها الوباء. لقد زاغت أبصار العالم وأقفل في وجهها كل وسائل الرفاهية ومنها ما كان يعود بالفائدة على نشاط الافراد وعافيتهم الجسدية والنفسية مثل الرياضة والاجتماعات العائلية والمؤتمرات والندوات.

من ناحية أخرى، زادت اهمية التكنولوجيا الرقمية في دعم إستمرارية العمل وخلق فرص عمل جديدة وتسهيل العمل عن بعد بساعات مريحة وملائمة للأفراد، ولقد شرعت بعض الدول سن قوانين جديدة للسماح بالعمل في المنزل طوال الحياة.

مع صعوبة التنبؤ بما ستكون عليه الاوضاع في صيف 2021 يمكن أخذ بعض القرارات والتوجهات التي تساعد على  مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص ومنها: وضع تشريعات جديدة لقوانين العمل، تحفيز الابتكار في التكنولوجيا والتواصل عن بعد، الاستثمار في وسائل ترفيه جديدة مبتكرة تتلاءم مع عصر الوباء المنتشر، نشر الوعي ومساعدة الافراد على الاستمرار مع التسهيلات في تخفيف قيود الاقفال، اقلمة السياسات الاقتصادية مع انعكاسات الوباء وضرورة دعم المجتمع والوظائف لتجاوز الآثار السلبية للانكماش الاقتصادي وانحسار فرص العمل، استعادة النمو الاقتصادي وضبط الاوضاع المالية للحكومات من تنامي الديون بشكل سريع اضافة الى ضرورة مساعدة البلدان النامية ولاسيما الفقيرة منها على مواجهة آثار الوباء ومساعدتها مالياً ولوجيستياً على الوصول الى اللقاحات.