السياحة والسفر: الطلب قوي و"الصحة" تقود التعافي

  • 2020-11-17
  • 12:49

السياحة والسفر: الطلب قوي و"الصحة" تقود التعافي

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

 

لا يزال قطاع السياحة والسفر يرزخ تحت وطأة تداعيات انتشار فيروس كورونا وما خلفه من نتائج كارثية على القطاعات كافة. وبحسب مجلس السفر والسياحة العالمي (WTTC)، فإن هناك 142.6 مليون وظيفة في القطاع باتت مهددة بالزوال وخسائر محتملة تقدر بـ 3.8 تريليونات دولار على الناتج القومي العالمي وهي أرقام معرضة للإرتفاع مع استمرار اقفال الحدود وقيود السفر.

 

 

وفقاً لتقرير أصدرته شركة أوليفر وايمان للاستشارات والمجلس العالمي للسفر والسياحة تحت عنوان: مستقبل السياحة والسفر في أعقاب جائحة كوفيد-19"، أصبح 90 في المئة من سكان العالم يتأقلمون مع معايير الحياة الجديدة في ظل قيود السفر بينما يفضل الآخرون البقاء في منازلهم خوفاً من انتقال العدوى.

 

 

ويؤكد التقرير أنه من الضروري وضع نهج عالمي موحد لقطاع السفر والسياحة وذلك للتعافي من جائحة كوفيد-19 وتداعياتها. ويلحظ التقرير أربعة اتجاهات سوف تقود مرحلة التعافي وما بعدها، أهمها تطور الطلب نحو الوجهات التي تلقى ثقة المستهلك ونحو السياحة الداخلية والإقليمية، كما ستكون للمعايير الصحية والنظافة العامة حصة الأسد من هواجس ومتطلبات المستهلك، وتسريع رقمنة حلول السفر واعتماد التقنيات اللاتلامسية وتحقيق الاستدامة. وفي تقرير آخر أصدرته "أوليفر وايمان" حول ملامح التعافي، يستند إلى استطلاع قامت به الشركة وتناول مواضيع عدة لها علاقة بمرحلة التعافي وعودة القطاع إلى ما قبل الجائحة نستخلص منها ما يلي:

 

التخطيط للسفر ما بعد الجائحة

على الرغم من كل المخاطر والمخاوف نتيجة تفشي فيروس كورونا، إلا أن الطلب على السفر لا يزال قوياً، إذ أبدى 60 في المئة ممن شملتهم دراسة قامت بها الشركة للسفر بالوتيرة ذاتها ما قبل الجائحة.

ومن المتوقع  أن أكثر من 70 في المئة ممن يسافرون بغرض العمل جواً أن يسافروا بالدرجة نفسها أو أكثر من السابق. ومع ذلك، قد تكون التغييرات في سياسات وميزانيات سفر الشركات هي العامل الحاسم في تحديد استئناف رحلات العمل. وعلى الرغم من أن الناس يتوقون للسفر، إلا أن 60 في المئة من المشاركين في الاستطلاع يقولون إنهم سينتظرون حكومتهم أو منظمة الصحة العالمية للإشارة أنه من الآمن القيام بذلك. وبشكل عام، يخطط نحو 17 في المئة فقط لتأجيل السفر إلى حين الحصول على لقاح أو على علاجات ناجعة، وحتى بعد رفع قيود السفر الدولية، ويقول المشاركون في الاستطلاع إنهم من المرجح أن يسافروا داخل بلدهم أكثر من السفر الدولي في رحلتهم التالية، ما يدل على فرص لنمو السياحة الداخلية.

  

النظافة والثقة: محركا الطلب والتميز 

 

ستكون النظافة محركاً للطلب وحتى عامل تميز، وتفضيل العلامات التجارية الكبرى على النظام التشاركي، كما إن استخدام الطائرات والقطارات والسيارات المستأجرة ستكون وسائل النقل المفضلة لدى المستهلكين.

من ناحية أخرى، سيتجنب المستهلكون مشاركة الفندق أو المنزل وتقاسم الرحلات واستخدام النقل العام. فإن معايير كيفية معاملة شركات الطيران للمسافرين أثناء الجائحة وسياسات التنظيف والتعقيم ستكون من أهم العوامل في تحديد شركة الطيران التي سيستخدمون، كما يتأثر اختيار الفندق بالعوامل نفسها.

 

56 في المئة مستعدون للسفر

 

 

يتوقع ستة وخمسون في المئة من المشاركين السفر بالوتيرة نفسها أو أكثر مما هو مخطط له في أوقات الفراغ بعد COVID-19.

 

 

ويستشهد 18 في المئة ممن يخططون للسفر أكثر بمجموعة متنوعة من الأسباب: الملل من الحجر الصحي، والحاجة إلى المتعة والاستمتاع والتعويض عن الرحلات الملغاة. ومن بين 41 في المئة يتوقعون أن يسافروا أقل ، إذ يشعر أكثر من نصفهم بالقلق من عودة ظهور الفيروس، في حين أن المخاوف بشأن البروتوكولات الصحية للطائرات والقطارات والفنادق تبقى في الطليعة. وبالنسبة الى واحد من كل عشرة، فإن التحديات المالية بسبب الوباء هي السبب الرئيسي لسفر أقل، وثلاثة في المئة فقط يخططون للتخلي عن السفر الترفيهي تماماً لمدة 18 شهراً المقبلة - وهي علامة جيدة لصناعة السفر المتعثرة.

 

مسافرو الأعمال مستعدون للسفر

 

بمجرد انتهاء الوباء ورفع قيود السفر، يتوقع 73 في المئة من أولئك الذين يسافرون للعمل جواً، السفر بالوتيرة نفسها أو أكثر. وعلى الرغم من أن هذه نظرة إيجابية، من المهم ملاحظة أن ردود الاستطلاع تعكس النية الفردية فقط؛ فقد يتم تقليص سفر الأعمال من خلال ميزانيات وسياسات سفر الشركات حيث تتطلع الشركات إلى تحسين نفقات السفر، بخاصة أثناء الانكماش الاقتصادي.

 

 

تغيير أفضلية السفر

 

جعل الوباء المسافرين يفكرون مرتين في بعض وسائل السفر، في حين أنهم أكثر راحة وحيادية في ما يتعلق بالطيران أو استئجار سيارة، فإن مستوى الراحة هذا ينخفض ​​لوسائل النقل العام ومشاركة الرحلات، ومن حيث أنشطة السفر النموذجية، يشعر أكثر من ثلثي المشاركين بالدراسة بالراحة أو الحياد في ما يتعلق بالبقاء في فندق أو تناول الطعام بالخارج، ولكن أقل من النصف يشعر بالراحة في حضور الأحداث التي تضم حشوداً كبيرة، مثل الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية والمعارض التجارية.

 

النظافة في طليعة عوامل القرار والاختيارات

تعتبر النظافة والتدابير الصحية، والتواصل والمرونة مع العملاء من أهم ثلاثة معايير للمسافرين عندما يتعلق الأمر بتقييم استجابات العلامات التجارية للسفر للوباء. بعض الأمثلة على التدابير الجديدة المستخدمة في السفر الجوي والفنادق ومحطات النقل تشمل التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وفلترة الهواء عبر تقنية "النانو"، والتنظيف والتعقيم الآليين، وآلات بيع الأقنعة، وشاشات معلومات ازدحام المركبات، وفحوصات درجة الحرارة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

 

  عوامل قرار السفر الجوي والاقامة 

 

يتوقع المشاركون في الدراسة، بعد الوباء في معظم البلدان، أن يظل السعر هو العامل الرئيسي الذي يؤثر على قرارات شراء الرحلات الجوية، يليه كيفية معاملة المسافرين من قبل شركات الطيران أثناء الوباء، وسياسات تنظيف الطائرات، بينما يظهر برنامج الولاء في أسفل القائمة من حيث التأثير على قرارات الشراء.

 

 

في ما يتعلق بقرارات الإقامة بعد الوباء، فإن 83 في المئة من المسافرين  يميلون إلى الفنادق الكبيرة، وعندما يتعلق الأمر بقرار الإقامة في فندق، فإن التحسينات في الصحة وتنظيف الغرف والأماكن العامة لها تأثير على اتخاذ القرار بالنسبة لـ 69 في المئة من المسافرين - مع انخفاض السعر إلى المركز الثاني (65 في المئة)، كما إن أكثر من نصف المسافرين يفضلون الفنادق التي توفر القدرة على الذهاب مباشرة إلى الغرفة، من دون تفاعل بشري.

 

 

 

ملامح الانتعاش

 

خلصت نتائج التقرير إلى وجود تفاؤل حذر بأن الطلب على السفر سيعود بمرور الوقت مع رفع الحكومات للقيود، ما يعني أن كلاً من الحكومات والشركات بحاجة إلى وضع تدابير صارمة للصحة والنظافة لجعل المسافرين يشعرون بالراحة وحماية الصحة العامة.

 

 

ويبدو أن التعافي سيكون مدفوعاً بالطلب الترفيهي، على الرغم من أنه من المرجح أن يختار المسافرون الوجهات المحلية أو الدولية القريبة، وهذا يعني أن شبكات المسافات الطويلة قد تستغرق وقتاً أطول للتعافي، كما إن العديد من المسافرين بغرض الأعمال يتوقعون العودة إلى السفر، ولكن هناك رياح معاكسة، حيث إن المزيد من الأشخاص يفضلون العمل من المنزل في المستقبل مما سيؤثر على احتمال انخفاض الإنفاق على السفر التجاري.