منصة "صحتك" تتطلع إلى الاستحواذ على شركات ناشئة ودخول عمان

  • 2020-10-01
  • 11:25

منصة "صحتك" تتطلع إلى الاستحواذ على شركات ناشئة ودخول عمان

"أولاً-الاقتصاد والأعمال" يحاور الشريك ورئيس مجلس إدارة صحتك سيف الجيبجي

  • رانيا غانم

خلال فترة وجيزة لا تتجاوز الثلاث سنوات وفي غياب أي تمويل خارجي، أضحت الشركة الناشئة "صحتك"، وجهاً جديداً للابتكار في قطاع التأمين الصحي الرقمي، مكونة قاعدة عملاء تتخطى 650 ألفاً، وتمكنت باستخدام التقنيات الحديثة من خفض الكلفة الإجمالية لخدمات التأمين وتقديم حلول تلائم ذوي الدخل المتوسط والمنخفض.

 

استثمار في التقنية وعمليات الاستحواذ

 

اتخذت "صحتك" منذ انطلاقتها خطوات جدية بهدف العمل ضمن إطار القوانين والتنظيمات المرعية الإجراء في الإمارات. ولما كانت دولة الإمارات قد أوقفت إصدار تراخيص جديدة للعاملين في قطاع التأمين، اضطرت "صحتك" للجوء إلى الاستحواذ على شركات قائمة. ويقول المؤسس ورئيس مجلس إدارة "صحتك" سيف الجيبجي إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال": "لم تكن عملية استحواذ شركة ناشئة على شركة قائمة منذ أكثر من 15 عاماً بالأمر السهل"، ويضيف أن عمليات الاستحواذ التي أجرتها الشركة، إلى جانب الاستثمارات الكبيرة التي خصصت لتطوير التكنولوجيا سرعت مسيرة نموها. ويشرح الجيبجي أن الاستثمار في مجال التكنولوجيا يشكل نحو ثمانية في المئة من التكاليف التشغيلية في المؤسسات المصرفية، ولا يشكل أكثر من ثلاثة في المئة في شركات التأمين، لكن الاستثمار في الأتمتة والذكاء الاصطناعي والتطبيقات شكل 40 في المئة من تكاليف "صحتك" التشغيلية، وأصبح نحو 90 في المئة من أعمالها مؤتمت.

 

إعادة هيكلة لنموذج العمل

وقد حصلت المنصة في آب/أغسطس الماضي على تمويل بقيمة 20 مليون دولار، ويشير الجيبجي إلى أن المبلغ الذي تم تجميعه كبير لأن شركات التأمين تحتاج إلى مبالغ كبيرة، موضحاً أنه كان لا بدّ من توافره لمواكبة التطورات والتغيرات التي حصلت في قطاع التأمين في الإمارات في الفترة الأخيرة، وقد استخدمت عوائد الاستثمار لإعادة هيكلة الشركة وتطوير نموذج أعمالها ليشمل تقديم خدمة إعادة التأمين وخدمة مسؤولي الطرف الثالث، فضلاً عن منصة تقدم خططاً تأمينية تتناسب مع أسلوب حياة كل عميل عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويؤكد الجيبجي أن مرونة عمل الشركة الناشئة سمح لهم بتغيير استراتيجيتهم ومواكبة التغيرات الحاصلة في السوق سريعاً.  

وتتطلع "صحتك" من خلال الأموال التي جمعتها للاستحواذ خلال الفترة المقبلة على شركات ناشئة ناشطة في مجال تقديم خدمات صحية وتوعوية متنوعة مثل المراكز الصحية ومراكز التنحيف وتطبيقات تسهل التواصل ما بين الشركة والعميل. ويقول الجيبجي: "باستطاعتنا بناء مثل هذه التطبيقات، لكن لم نفعل ذلك طالما يوجد مجموعة من رواد أعمال طوروا تطبيقات فعالة ومميزة،" مؤكداً انه من الأفضل الاستحواذ عليها، وأنه الوقت الأمثل حالياً لعمليات الدمج والاستحواذ نظراً إلى المنافسة الكبيرة التي تشهدها السوق والمتطلبات التنظيمية. ويشير الجيبجي إلى أنه من الممكن عرض تجربة صحتك الكاملة على شركات تأمين في السعودية أو لبنان أو مصر من دون الحاجة لأن تذهب لتلك الأسواق.

 

إقرأ: 

"صحتك" تستثمر 20 مليون دولار لتوسيع نطاق خدمات التأمين في الإمارات

 

كورونا... اختبار لشركات التأمين

 

جائحة كورونا التي تركت تداعياتها على مختلف القطاعات، كانت اختباراً قوياً لشركات التأمين وفق الجيبجي، ولاسيما أن التأمين الصحي إلزامي في الإمارات، إذ إن بعضها خسر وأقفل في حين شهد البعض الآخر تباطؤاً في دفع المستحقات. لكن في "صحتك" يقول الجيبجي: "قررنا أن نجعل من كورونا فرصة للتفوق والريادة"، مشيراً إلى أنهم طوروا مجموعة من الخدمات الجديدة والحلول التي تخول العميل التواصل مع الأطباء والحصول على استشارة طبية عن بعد، وكذلك قدمت الشركة من خلال بعض شركائها خدمة إجراء فحوصات كورونا في المنزل، هذا الأمر أدى إلى زيادة كبيرة في المبيعات، بلغت نسبتها 20 في المئة في الأيام الأولى من الجائحة وارتفعت إلى 40 في المئة في ما بعد. ويعزو الجيبجي هذه الزيادة إلى تهافت الناس على شراء بوالص تأمين بمنافع أعلى. ويضيف: "قبل أزمة كورونا كان البعض يشتري البوالص الأدنى سعراً من أجل الامتثال لقرارات الدولة، لكن ما بعد كورونا ازداد الوعي لدى الأفراد بحيث باتت تعطى الأولوية لشركة التأمين والخدمات التي تقدمها وليس للسعر".

 

إقرأ: 

منصة Bayzat تعتزم التوسع إلى أسواق جديدة في الشرق الأوسط

 

العين على عمان

 

وعن إمكانية التحضير لجولة استثمارية جديدة، فيشير الجيبجي إلى أن الجولة التي أغلقت حديثاً، كافية جداً للنمو والتوسع في السوق الإماراتية، وستخولها الاستحواذ على شركات وتطبيقات جديدة، وتحقيق المزيد من التطور التكنولوجي. ويضيف: "الشركة منذ بداياتها مربحة، وهذا كان عاملاً مساعداً في استقطاب المستثمرين"، لكن الجيبجي يشير إلى أن الجولات الاستثمارية الجديدة ستكون للتوسع في أسواق جديدة، لافتاً النظر إلى أنهم يتطلعون بجدية إلى السوق العمانية، لأن الحكومة أعلنت نيتها إطلاق إلزامية التأمين الصحي، ويتابع: "إن التأمين الصحي الإلزامي كان أبرز العوامل التي شجعته على إطلاق شركته، والسبب ذاته سيدفعه إلى التوسع نحو سلطنة عمان".

 

إقرأ أيضاً: 

منصة التأمين الرقمية "فيليكس" تغلق جولة تمويلية للتوسع وابتكار منتجات جديدة