كورونا: صناعة الطيران في خطر!

  • 2020-04-26
  • 18:05

كورونا: صناعة الطيران في خطر!

توقيف طائرات وتسريح أطقم وطيارين وإلغاء طلبيات

  • زينة أبو زكي

يعيش قطاع الطيران العالمي أزمة لم يشهد لها مثيلاً في تاريخه، وعلى الرغم من الإجراءات التي اتبعتها شركات طيران عالمية عدة وتمثلت بإيقاف معظم الأساطيل في المطارات وصرف الآلاف من الموظفين بينهم طيارون في محاولات للتخفيف من حدة الأزمة، فإن الواضح هو أن الأزمة تتجه إلى المزيد من التفاقم مع استمرار القيود المشددة على حركة السفر نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد والتي من المتوقع أن تكبد القطاع خسائر بنحو 252 مليار دولار، كما أعلنت جهات معنية عدة.

ومع استمرار الأزمة انتقلت تداعياتها إلى صانعي الطائرات ولا سيما العملاقين بوينغ وإيرباص مع تلقي كل منهما أوامر إلغاء للطلبيات.  

توقيف 8 آلاف طائرة وتسريح 90 ألف طيار

اليوم يقبع أكثر من 60 في المئة من طائرات العالم في المطارات، ومن المتوقع أن يصل عدد الطائرات المتوقفة عن العمل إلى 8 آلاف طائرة في المطارات في حلول أيلول/سبتمبر المقبل، وما يترتب على ذلك من تسريح لطواقم وطيارين، وإذا اعتبرنا أن معدل الطاقم 5.8 لكل طائرة، ما يرفع عدد الطيارين العاطلين عن العمل إلى 90 ألف طيار، هذا فضلاً عن كلفة توقف هذه الطائرات وإيجاد المواقف الآمنة لها وكلفة صيانتها، والمحافظة على سلامتها لتكون صالحة للطيران لاحقاً.

شركات الطيران العربية: تأجيل وإلغاء طلبيات

وتشير المعلومات إلى أن الاتحاد للطيران ألغت طلب 18 طائرة من طراز إيرباص A350، وعلقت عمل 10 طائرات إيرباص A380 و10 طائرات بوينغ 787 وتعمل على تسريح 720 موظفاً.

بدورها، اتخذت طيران الإمارات قرارات حاسمة تمثلت بتوقيف 38 طائرة من أسطول إيرباص A380، وكانت ألغت في وقت سابق جزء من طلبيتها من طراز بوينغ 777X، كما دعت كل الموظفين الذين تخطوا 56 عاماً إلى التقاعد.

وكانت الخطوط الجوية القطرية قد أوقفت أسطول طائراتها من طراز إيرباص A380 وخفضت رواتب موظفيها من المستوى المتوسط وما فوق لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأكدت الشركة أن هذا التأجيل الجزئي للرواتب هو إجراء مؤقت من المتوقع أن يستمر لثلاثة أشهر بدءاً من أبريل، وذكرت أن الجزء غير المدفوع من الرواتب سيدفع في أقرب وقت ممكن عندما تسمح الظروف".

الشركات العالمية: صرف موظفين وتوقيف طائرات

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن شركة فيرجين صرفت أكثر من 3 آلاف موظف من بينهم 600 طيار، أما الخطوط الفنلندية فقد أعادت 12 طائرة إلى مؤجريها وسرحت 2400 موظف.

وأوقفت "راين إير" شركة الطيران المنخفضة التكلفة والتي تتخذ من إيرلندا مركزاً لعملياتها 113 طائرة وتخلت عن خدمات 900 طيار حالياً، على أن يلقى 450 طياراً إضافياً المصير ذاته في الأشهر المقبلة، وحذر الرئيس التنفيذي للشركة ميشال أوليري من أن طائرات الشركة لن تتمكن من الطيران إذا أصرت الحكومات على بقاء المقعد الوسطي شاغراً مع رفع قيود السفر التي وضعت نتيجة تفشي فيروس كورونا.

وأوقفت الخطوط النروجية كلياً عملياتها على الرحلات الطويلة في حين أعيدت طائرات بوينغ 787 إلى مؤجريها، واعادت الخطوط الجوية الاسكندنافية 14 طائرة مستأجرة وصرفت 520 طياراً، في حين تبحث الدول الاسكندنافية خطة لتصفية الخطوط الاسكندنافية والخطوط النروجية وإعادة تأسيس شركة جديدة على أنقاضهما.

وتخلت آي أي جي الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية وأيبيريا الإسبانية عن تملكها الخطوط الجوية الأوروبية الأمر الذي سيكلفها 40 مليون يورو كتعويض عن ذلك، في حين أوقفت شركة أيبريا 56 طائرة عن الطيران والخطوط الجوية البريطانية 34 طائرة، كما طلبت من كل من هو فوق 58 إلى التقاعد.

من جهتها، تنوي لوفتهانزا توقيف 72 طائرة من أسطولها على دفعتين، في حين تدرس شركة "هوب" شركة الطيران الإقليمية التابعة للخطوط الجوية الفرنسية تقليص أسطولها وموظفيها بنسبة 50 في المئة.

وأعادت شركة ويز إير الطيران المنخفض الكلفة والتي تتخذ من هنغاريا مقراً لها 32 طائرة A320 إلى مؤجريها وتنوي تسريح 1200 موظف، من بينهم 200 طيار، وهناك مخطط لتسريح 430 موظفاً إضافياً في الأشهر المقبلة، على أن يتم حسم رواتب من تبقى من الموظفين بنسبة 30 في المئة.

وخفضت خطوط لوكسمبورغ الجوية أسطولها 50 في المئة وقلصت الزيادات المرتبطة بهذا الإجراء، الأمر نفسه ينطبق على الخطوط الجوية البلجيكية، أما الخطوط الجوية التشيكية فألغت قطاع طيرانها البعيد المدى وتكتفي بخمس طائرات للمدى المتوسط فقط، في حين دفعت الأزمة بشركة الأجنحة الأوروبية إلى الإفلاس.

إلغاء طلبيات طائرات من بوينغ وإيرباص

أما بالنسبة إلى الطائرات الجديدة والتي كان يجب تسليمها خلال هذا العام، فهناك 60 طائرة إيرباص جديدة متوقفة في العنابر نتيجة تأخير استلام أو إلغاء طلبيات، في حين تلقت بوينغ صفعة جديدة مع الغاء طلبيات لـ 150 طائرة من طراز 737 ماكس، وكان الرئيس التنفيذي لإيرباص غيوم فيوري صرح أخيراً "أنه ليست هناك إلغاءات على المدى القريب ولكن هناك طلبات للتأجيل إلى العامين 2020 و2021 لذلك نحن نخفض معدل انتاجنا".

وفي سياق متصل، رفعت شركة ألافكو لتمويل شراء وتأجير الطائرات دعوى قضائية ضد "بوينغ" طالبتها من خلالها بدفع 336 مليون دولار، وتضمنت المطالبة اتهاماً للمصنع الأميركي برفض، من دون وجه حق، إعادة مبالغ مدفوعة مقدماً لطلبية باتت ملغاة لشراء 40 من طائراتها من طراز 737 ماكس الذي واجه مشاكل عدة، في وقت لم تسلّم فيه بوينغ أي من الطائرات أو وضع جدول معدل لتسليمها.