عندما يُصاب السياسيون بالكورونا!

  • 2020-03-15
  • 05:05

عندما يُصاب السياسيون بالكورونا!

رئيس وزراء كندا في الحجر والرئيس ترامب صافح مصاباً

  • رشيد حسن

 أثبت فيروس كورونا قدرة كبيرة على الانتشار السريع، بحيث تمكّن في غضون شهرين تقريباً من الوصول إلى مختلف بلدان العالم مع عدد إصابات تجاوز الـ 150 ألفاً حتى اليوم.

لكن أكثر ما لفت انتباه المراقبين في عملية انتشار الفيروس، هو توصّله إلى إصابة عدد كبير من الشخصيات السياسية وكبار المسؤولين، وقد كان آخرهم زوجة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي بات عليه أن يحجر نفسه لـمدة 14 يوماً على الأقل، وترودو هو رئيس دولة عضو في مجموعة العشرين وهو شاب، ما يزيد بالطبع فرصة شفائه في حال أصيب بالفيروس.

 وفي إسبانيا أصيبت زوجة نائب رئيس وزراء إسبانيا ووزيرة المساواة في الحكومة إيرين مونتيرو بالفيروس، وقرر الزوج دخول العزل الصحي أيضاً لمدة أسبوعين، كذلك لم تسلم وزيرة الصحة البريطانية نادين دوريس من الفيروس، إذ تأكدت إصابتها وهي تخضع للحجر الصحي، فيما أصيب وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستير، ومدير مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأحد أقرب مساعديه باتريك سترزودا إضافة إلى سبعة من أعضاء البرلمان واثنان من موظفي الجمعية الوطنية (البرلمان)، بينهم أندريه شاسيغن، رئيس كتلة النواب الشيوعيين في البرلمان، وكان للسياسيين نصيبهم من الإصابة في إيطاليا وقد اشتهر منهم رئيس الحزب الديمقراطي نيكولا زينغريتي.

 وفيما أعلنت البرازيل عن إصابة وزير الاتصالات فابيو واجنجارتن، سجّلت إيران إصابات في صفوف المسؤولين فكان من بينهم نائب الرئيس إسحاق جهانغيري ومساعدة الرئيس لشؤون المرأة معصومة إبتكار ووزير الصناعة رضا حماني ووزير السياحة علي أصغر منسان، فضلاً عن أكثر من عشرين نائباً في البرلمان. 

 لكن الفيروس اقترب أخيراً وبصورة أكثر خطورة من أقوى رجل في العالم ورئيس القوة العظمى الولايات المتحدة الأميركية عندما تبين أن الرئيس دونالد ترامب (73عاماً) صافح الرئيس البرازيلي جير بولسونارو الذي أشيع لاحقاً أنه ربما مصاب بالكورونا قبل أن يسارع نجله إلى نفي الخبر لاحقاً، واشتكى بعض أعضاء فريق ترامب من أنه لا يزال يصافح باليد على الرغم من تعارض ذلك مع إجراءات الوقاية التي التزمها فريقه المكلف باحتواء الوباء الفيروسي.

وقد يكون ترامب في صحة ممتازة وهو معروف بحيويته وطاقته الكبيرة على العمل لكن لا يمنع أن عمله اليومي ولقاءاته بالعديد من القادة ورجال السياسة يجعلاه على تماس محتمل مع هذا الفايروس الخطير.

السياسيون هم بالطبع بشر وهم لهذا السبب وحده عرضة لالتقاط الفيروس لكنهم ليسوا بشرا ًعاديين فهم في حركة دائمة يلتقون مساعديهم ويستقبلون ويودعون ويجلسون إلى المآدب، فهم لذلك يختلطون أكثر من غيرهم، وربما قلل بعضهم في المرحلة الأولى من خطورة الوباء كما فعل الرئيس البرازيلي الذي قال للصحافيين إن هناك "مبالغات إعلامية كثيرة" في موضوع الكورونا، وربما كان عدم توافر الأبحاث التي اظهرت خطورة الفيروس سبباً للتهاون وبالتالي إصابة عدد من السياسيين حول العالم، علما ًأن العديد من السياسيين في إيران هم من كبار السن، لذلك فإن العديد منهم غلبهم الفيروس وخسروا حياتهم.

إذا كان كورونا يلاحق السياسيين فإن من أهم الميزات في هذه الأيام المخيفة هي أن تكون مواطناً بسيطاً.