"مشد دبي" للاستدامة: أكبر مشروع للشعاب البحرية في العالم

  • 2024-04-26
  • 10:40

"مشد دبي" للاستدامة: أكبر مشروع للشعاب البحرية في العالم

دشّن ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مشروع "مشد دبي" للاستدامة بإطلاق الدفعة التمهيدية من وحدات الشعاب البحرية.

ويأتي هذا المشروع ضمن مبادرة "دبي تبادر" للاستدامة، ويعد أكبر مشاريع تطوير الشعاب البحرية في العالم، ويمثل خطوة رائدة في رحلة دبي نحو الحفاظ على البيئة.

ومن المقرر تثبيت نحو 20 ألف وحدة من الشعاب البحرية بأحجام متفاوتة خلال الأربع سنوات المقبلة، ليكون بذلك "مشد دبي" من المشاريع البيئية المميزة والضخمة للمدينة، ولاسيما أنه يمتد على مساحة 600 كيلومتر مربع في المياه الإقليمية لدبي، ويبلغ حجم هذه الشعاب نحو 400 ألف متر مكعب.

 

تنمية البيئة البحرية

 

ويأتي تنفيذ مشروع "مشد دبي" في إطار توجيهات ولي عهد دبي بالاهتمام بالبيئة البحرية والعمل على حمايتها وإكثارها بما يحافظ عليها ويسهم في تنميتها للأجيال المقبلة، فيما يعكس المشروع الشراكة الحقيقية والتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والرؤية الطموحة لدولة الإمارات بشكل عام ولدبي على وجه الخصوص، وبما يخدم أهداف "أجندة دبي الاقتصادية "D33، والأجندة الوطنية الخضراء 2030، والمبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050.

وعقب الانتهاء من الدراسة الأولية بإشراف المدير العام لهيئة دبي للبيئة والتغير المناخي أحمد محمد بن ثاني، وشركة المقاولات "هايجو إكس"، تم إطلاق أولى وحدات الشعاب البحرية في إطار البرنامج التجريبي لمشروع "مشدّ دبي".

وستعمل هيئة دبي للبيئة والتغير المناخي التي تمّ إنشاؤها أخيراً إلى جانب دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، لتكون شريكاً أساسياً يضمن سير إنجاز المشروع بنجاح.

ويساهم أحمد محمد بن ثاني، بوصفه مديراً عاماً الهيئة في دعم المشروع وترسيخ مكانة الإمارة في مجال حماية البيئة والعمل المناخي.

وتعدّ كل من "دي بي وورلد"، و"غُرف دبي"، و"نخيل"، و"مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة"، و"طيران الإمارات" شركاء استراتيجيين لـ "مشدّ دبي" إلى جانب "دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي".

وفي هذا السياق، أكد ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أنّ المبادرة المهمة تجسّد رؤية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم في تحفيز الجهود للحفاظ على استدامة الحياة الفطرية والبيئية، ولاسيما أن الشعاب البحرية تعتبر مورداً فريداً وعنصراً مهماً لحماية مختلف أشكال الحياة البحرية، إذ سيسهم "مشدّ دبي" في الارتقاء بالمنظومة البيئية في مياه سواحلنا وبما يرفد الجهود العالمية في الحفاظ على البيئة، بينما سيكون للمشروع كذلك على المدى البعيد تأثيرات كبيرة على الصُعد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، تأكيداً لالتزام دبي بتأمين مستقبلٍ مستدام للأجيال المقبلة.

 

تعزيز الاستدامة

 

من جهته، قال المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي هلال سعيد المري إن مشروع "مشدّ دبي" يتماشى مع رؤية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم ، وتوجيهات ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مشيراً إلى أن المشروع يعكس التزام الإمارة بتعزيز الاستدامة والحفاظ على البيئة، كما تتيح الشراكة بين القطاعين العام والخاص في حشد الجهود والخبرات وتوظيفها للوصول إلى مستقبل مستدام بما يتماشى مع أهداف لـ"أجندة دبي الاقتصادية".

 

تعزيز الحياة البحرية في دبي

 

من ناحيته، قال المدير العام لهيئة دبي للبيئة والتغير المناخي أحمد محمد بن ثاني إن مشروع "مشدّ دبي" سيوفر بيئات متنوعة لجذب الأسماك وتعزيز الحياة البحرية، مشيراً إلى أن الهيئة عقدت في العام 2021 شراكة مع شركة المقاولات "هايجو إكس" العالمية لدراسة المشروع لمدة عامين، وذلك بعد مراجعة شاملة لأفضل الممارسات العالمية، لتحليل فعالية الشعاب البحرية المصممة لهذا الغرض في دبي.

وأضاف بن ثاني أن الدراسة اعتمدت على تقنيات متقدمة باستخدام نظام المسح ثلاثي الأبعاد لفهم كميات وأنواع الأسماك الموجودة، لتظهر البيانات الأولية توسعاً كبيراً في نطاق الحياة البحرية.

 

نقطة التقاء بين كوكب الأرض وازدهار البشرية

 

من جانبه، قال مؤسس والرئيس المشارك لشركة "Bridgewater Associates" راي داليو إن مشروع "مشد دبي" سيكون مساهماً مباشراً في تعزيز فهم العالم لأهمية وفوائد ترميم المحيطات، حيث تتبنى دبي كما هي عادتها على الدوام الحفاظ على الموارد كافة التي تنعكس على استدامة الحياة البشرية على كوكب الأرض، بما تمثله الموارد البحرية من نقطة التقاء بين كوكب الأرض وازدهار البشرية.

جدير بالذكر أن مشروع "مشدّ دبي" يشكّل استثماراً استراتيجياً يهدف إلى ترك إرث دائم لحماية البيئة البحرية والحفاظ على تنوعها؛ وتنطوي رؤية المشروع وأهدافه الرئيسية على دعم التنوع البيولوجي والموائل الساحلية والبحرية في دبي وتنمية مخزون الثروة السمكية وحماية المنظومة البيئية، كما يعزز المشروع المسؤولية البيئية والازدهار الاجتماعي والاقتصادي والسياحة البيئية مع الحفاظ على الإرث البحري في دبي.