المديرة العامة لـ "أسبوع الساعات دبي" هند صديقي: مشروع لتمويل مدرسة لتعليم صناعة الساعات في الإمارات

  • 2023-11-27
  • 12:49

المديرة العامة لـ "أسبوع الساعات دبي" هند صديقي: مشروع لتمويل مدرسة لتعليم صناعة الساعات في الإمارات

  • دبي- برت دكاش

على طريقة الدردشة لا الحوار الرسمي يمكن وصف اللقاء بالمديرة العامة لـ"أسبوع الساعات دبي" هند صديقي، قبل ساعات قليلة من موعد اختتام الأسبوع بنسخته السادسة، دردشة فيها من الودّ والكشف عن أفكار مستقبليّة للمزيد من التطوير لهذا الحدث الذي أطلقته شركة أحمد صديقي وأولاده في العام 2015. جلسة لم تخل كذلك من الإحساس بالاعتزاز والفخر بالنجاح الكبير الذي حصدته النسخة الأخيرة ما بين 16 و20 تشرين الثاني/ نوفمبر، والتي تفوّقت على سابقتها كما سابقتها على النسخة التي سبقتها، وذلك منذ البداية، مما يدلّ على التطوّر الذي شهده مفهوم أسبوع دبي للساعات وكذلك أهدافه التي تتحقّق عاماً تلو العام، بحسب صديقي.

تقول صديقي في مستهلّ اللقاء الذي خصّت به "أولاً- الاقتصاد والأعمال" على الرغم من زحمة مواعيدها وانشغالاتها لمتابعة مجريات الحدث في لحظاته الأخيرة، إن ردود الفعل التي بلغتها من العلامات، والصحافة "كانت إيجابية وجداً رائعة"، مشيرة إلى "تجاوز عدد زوّار الحدث أرقام النسخ الماضية، مما يعني أن الناس أحبت المعرض وكانت متشوّقة لزيارته". وتصيف: "في الوقت نفسه، تغيّرت بدورها التجربة التي تقدّمها العلامات للزوّار كما طريقة طرحها لابتكاراتها، مما شكّل عامل جذب أكبر للجمهور المحلّي كما من خارج الإمارات"، ذاكرة "حضور صديقة من إيطاليا إلى دبي مدة يومين فقط خصيصاً لزيارة أسبوع الساعات دبي، إلى جانب عدد من الأشخاص قدموا من بريطانيا استوقفوني ليخبروني أنهم حضروا للغرض نفسه، كذلك سجّل الحدث حضور أشخاص من المنطقة مثل السعودية والكويت".

حضور نسائي

مما تميّز به المعرض هذا العام، إلى جانب المشاركة التقليدية لكل من Rolex، وAudemars Piguet وChopard، وHublot وBvlgari، مشاركة داري Van Cleef & Arpels وChanel بجناحين خاصين كبيرين. وتقول صديقي في هذا الصدد: "لدينا طلب مرتفع جداً من علامات راغبة بالمشاركة من خلال جناح خاص لعرض قصتها بطريقتها الخاصة"، وتجيب رداً على سؤال عن إمكانية نقل مكان المعرض لاستيعاب أعداد أكبر: "سنقرّر بعد المعرض بشأن مكان المعرض وطريقة توزيع الأجنحة".

وعن سرّ نجاح منتدى الساعات Horology Forum وهو جزء من برنامج الحدث، واستمراره في جذب الحضور، تفيد صديقي: "عندما بدأنا مع الحوارات في النسخ الأولى من المعرض، غالباً ما كانت هذه الحوارات تدور حول عالم الساعات فقط. لكن هذا العام، أضفنا للمرّة الأولى جلسة باللغة العربية عن الشركات العائلية التي تمثّل طبيعة معظم الشركات التي نتعامل معها. لذلك كان من المهم طرح هذا الموضوع، كما تضمّن برنامج هذا العام مشاركة صناعات مختلفة لمناقشة مواضيع ذات صلة". وتتابع: "كما لدي فريق عمل جداً يقظ منتبه إلى الأحداث الجارية في الصناعة ومتابع لما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي والمواضيع التي تثير فضول الناس. بالإضافة إلى اجتماعاتنا بالعلامات إذ نلتقط منها إشارات حول المواضيع المثيرة لاهتمامها، وعليه نقرّر تناولها. ولأن الجلسات الحوارية تحصل سنوياً (في دول مختلفة وليس فقط خلال أسبوع الساعات دبي)، فدائماً لدينا أفكار جديدة".

وتشدّد صديقي في السياق عينه قائلة: "ما زلنا ممسكين بالمنتدى، أي إننا نديره بالكامل"، موضحة: "لا نعد أحداً أنه في حال مشاركته معنا نخوّله المشاركة في جلسة حوار. كلا، نمسك بالمنتدى لنتمكّن من استضافة الشخص المناسب، سواء لإدارة الحوار أو المشاركة فيه ليكون حواراً شيقاً وبنّاءً، وأعتقد أنه كان من الأمور الأساسية التي ساهمت في نجاح منتدى صناعة الساعات".

ليس "أسبوع الساعات صديقي"

عدد من العلامات المشاركة في أسبوع دبي للساعات لا تتعاون مع شركة صديقي وأولاده. فكيف تمكّن أسبوع الساعات دبي من جذب تلك العلامات؟ توضح صديقي: "لمست فضولاً كبيراً من علامات غير مشاركة في المعرض ورغبة لديها بالمشاركة من خلال ورش عمل تدريبية Masterclasses. منذ تأسيس أسبوع الساعات دبي، أطلقنا عليه هذه التسمية ولم نسمّه أسبوع الساعات صديقي Seddiqi Watch Week، لتكون رسالته مرحّبة بالجميع. وفي كل دورة، نحرص على أن يكون هناك عدد معيّن من الماركات تشارك لأول مرة، حتى لو لم تكن ماركات ضمن محفظتنا، فعلاقتنا معها جيدة وتحترمنا وتعرف من تكون شركة أحمد صديقي وأولاده وما هو هدف أسبوع الساعات دبي. وبما أنه حدث غير تجاري حيث لا تباع خلاله ساعات وبالتالي لا مشاركة بجزء من أرباح المبيعات، فتلقائياً يكون التعاون سهلاً. كما ترى العلامات مستوى المعرض، كيف بدأ وأين أصبح اليوم، وتسمع من العلامات الأخرى ومن الصحافة والزبائن أصداء الحدث الإيجابية، عندئذٍ تدرك العلامات الأخرى أنه منصّة راسخة ومحترفة. وعلى سبيل المثال، Van Cleef & Arpels تشارك بجناح ضخم ومميّز وتجربة جميلة، وكنا بحاجة إلى لمسة نسائية في المعرض. كذلك الأمر بالنسبة إلى Chanel". وتتابع مفصّلة: "حين أُسأل عن خصّ Chanel وليس علامة ساعات متخصّصة بجناح خاص، أجيب بلا أدنى تردّد أن Chanel تصنع ساعات عظيمة، ولماذا تقلّلون من شأن دار للموضة؟ كان من المهم جداً بالنسبة إلينا أن نظهر أن حتى دور الأزياء والموضة تبتكر ساعات مدهشة"، مشدّدة على كلمة "مدهشة"، ومضيفة: "من المهم جداً إثبات هذا الأمر لزوّار المعرض". وتتابع معقّبة على مشاركة Dior ضمن جناح مجموعة LVMH إلى جانب Louis Vuitton وTAG Heuer بالقول: "Dior موجودة ولديها جناح مميّز أيضاً كما تشارك من خلال أنشطة مختلفة في الحدث".

دعم الصانعين المستقلين

منذ انطلاق أسبوع الساعات دبي في العام 2015، تميّز الحدث بمشاركة واسعة لصانعي ساعات مستقلّين، وتقول صدّيقي إن "من أهداف أسبوع الساعات دبي مساعدة ودعم العلامات المستقلّة. وصانعو الساعات المستقلّون، ولاسيما صغار الصانعين هم أعز الناس علينا. ونحرص دائماً على دعوة صانعين جدد، مثل Remy Cools هذا العام والذي كان متردداً جداً لكننا أصررنا على دعوته وحضوره. لطالما شجّعنا وما زلنا نشجّع الصانعين الشباب على المشاركة من دون أية تكلفة لمنحهم فرصة عرض ابتكاراتهم. وعلامات أخرى مستقلة بدأنا معها في الماضي وكانت تشارك مجّاناً، باتت تخصّص ميزانية للمشاركة في أسبوع الساعات دبي ولتكون معنا، ثم إن هذه هي مهمتنا، أي توفير المنصّة لهؤلاء الصانعين ليتمكّنوا من التعرّف على الصناعة والزبائن وكل ما له صلة بالصناعة".

وكيف تقيّم صديقي تطوّر ثقافة صناعة الساعات منذ إطلاق الحدث في العام 2015 والذي أحد أبرز أهدافه هو نشر ثقافة الساعات وزيادة الوعي بشأنها، تجيب صديقي: "تطور الوعي بشكل كبير جداً، حتى إن عدد الحضور من النساء في هذه النسخة كبير، ما معناه أن النساء راغبات بدخول عالم الساعات الذي يطغى عليها الرجال واكتشاف ما تقدّمه هذه الصناعة لهن. لدينا كذلك فئة كبيرة من الجيل الجديد المهتم جداً بالساعات، وجديد العلامات من تصاميم وابتكارات، بات لدى هذه الفئة الفضول لتنمية معرفتها مما يمكّن الشباب من تحديد ما يشترونه في المستقبل لدى دخولهم سوق العمل".

"منتدى الساعات بالعربية"

تكشف صدّيقي لـ "أولاً- الاقتصاد والأعمال" أنهم يعملون على مشروع منتدى الساعات باللغة العربية، وهو أحد أهداف أسبوع الساعات دبي في المستقبل، مستبعدة أن يتم ذلك في العام 2024، ومشدّدة على "العمل عليه وسيكون على مستوى المنطقة وناطقاً باللغة العربية لناحية المواضيع ومناقشتها، علماً أننا كنا متخوفين من عدم التجاوب بإيجابية مع الجلسة باللغة العربية هذا العام، إنما حتى الصحافة العالمية أبدت اهتماماً في حضورها معتمدة على الترجمة".

عن وجود اهتمام بتعلّم صناعة الساعات في المنطقة، ذكّرت صديقي "بمشروع تمويل طلاب في صناعة الساعات من قبل صديقي وأولاده"، لافتة الانتباه إلى وجود "مشروع لتمويل تأسيس مدرسة من جانب عائلة صديقي لتعليم صناعة الساعات في الإمارات، لأننا نطمح بأن يصبح لدينا صانع ساعات عربي".

دبي على الخارطة العالمية

ترفض صديقي على الرغم من اعتزازها بنجاح أسبوع الساعات دبي الذي تجاوز عدد زوّره الـ23 ألف زائر (بين حضوري ورقمي) مقارنة بـ16 ألفاً في النسخة الماضية، أن تنسب هذا النجاح لنفسها من دون فريق عملها، مثمّنة دعم رئيسة هيئة الثقافة والفنون بدبي وعضو مجلس دبي الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم لها كما الاتصالات التي تلقتها من عدد من الدوائر الحكومية التي أعربت عن فخرها لوضع أسبوع الساعات دبي على الخارطة العالمية. وتقول: "هذا أمر نفتخر به أيضاً، إذ إن ربط اسم دبي بحدث معين غير ممكن ما لم يكن هذا الحدث يتمتع بمستوى رفيع يمكّنه من الحصول على هكذا امتياز".

وتختم رداً على سؤال عما يعنيه هذا النجاح لها كامرأة في عالم صناعة الساعات حيث يطغى الطابع الذكوري، قائلة: "لست أنا المرأة الوحيدة في هذا المجال بل فريقي معظمه مكوّن من نساء، وأنا فخورة جداً بأن نتمكن من تشريف بلدنا"، مؤكّدة أن "هذا النجاح يحمّلني شخصياً ويحمّلنا جميعاً مسؤولية كبيرة"، ومشدّدة على "أهمية الأصداء وردود الفعل الصادقة والآراء التي قد تفدنا للتطوير ولتغيير ما يجب تغييره لنحافظ على هذا النجاح".