رئيس "دايموند ديفيلوبرز": التوسع بتجربة المدن المستدامة في المنطقة وخارجها

  • 2022-11-01
  • 22:30

رئيس "دايموند ديفيلوبرز": التوسع بتجربة المدن المستدامة في المنطقة وخارجها

  • دبي- "أولاً- الاقتصاد والاعمال"

تسعى شركة "دايموند ديفيلوبرز" إلى تعميق تعميم تجربتها في مجال المشاريع والمدن المستدامة في دول المنطقة مستفيدة من جهة من خبراتها المتراكمة في هذا المجال، والإقبال الملحوظ من قبل الحكومة على تبني مفهوم الاستدامة في توجهاتها ونشاطاتها كافة بما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتطبيق مفهوم الاقتصاد الأخضر. وفي ضوء هذه المعطيات، تطرح تساؤلات عن واقع إقبال المطورين والمستثمرين على مفهوم البناء المستدام، وكيف تقيم الشركة تجربتها في المدينة المستدامة – يتي في عُمان وأبرز ما تسعى لتحقيقه من خلالها، والخطط التوسعية التي تطمح إليها.  

"أولاً-الاقتصاد والأعمال" حاور الرئيس التنفيذي لشركة "دايموند ديفيلوبرز" صلاح حبيب، من خلال المحاور التالية: 

 

 

ما هي السمات الرئيسية لاستراتيجية "دايموند ديفيلوبرز" في مجال تطوير المشاريع المستدامة؟

تتمثل رسالتنا في تسريع عجلة البناء المستدام والوصول إلى مستقبل منخفض الانبعاثات الكربونية، من خلال تمكين شركائنا في جميع أنحاء العالم من تطبيق حلول عملية ومستدامة تتوافق مع البيئة المحلية، وتدفع عجلة الاقتصاد الأخضر. 
كما نهدف لنشر الوعي وتعزيز الممارسات المستدامة من خلال مشاركة الخبرات وعقد الشراكات البناءة للمساهمة في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ 2050 المتعلقة بالانبعاثات الكربونية، وفق محددات الأمم المتحدة، كما نركز أيضاً على المجتمعات وتعزيز الترابط الاجتماعي بين سكانها، بالإضافة الى تعزيز الإبداع والابتكار، وخلق المزيد من فرص العمل.

هذا، وجرى تصميم مشاريع الشركة المختلفة لخدمة الانسان والطبيعة، وهي جاءت بدافع الحاجة والمحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة، ونأمل من خلال عملنا بأن نشكل إلهاماً للجميع من شركاء ومستثمرين وسُكان وزوار عبر تبني أسلوب حياة مستدام يُمكن أن يترك أثراً إيجابياً على الموارد الطبيعية وجودة حياة الأجيال المقبلة.

 

الاعتقاد بأن العيش المستدام أعلى تكلفة وأكثر صعوبة خاطئ  

 


ماذا عن الدوافع الرئيسية التي جعلت الشركة تركز على المشاريع المستدامة؟

بعد الأزمة المالية العالمية في العام 2008، اتخذنا القرار في "دايموند ديفيلوبرز" بتغيير توجه أعمالنا والتركيز على بناء المجمعات السكنية الصديقة للبيئة، التي تقلل من البصمة الكربونية للمدينة وتحسن من جودة حياة سكانها. وقد استفدنا من زيارة المشاريع المستدامة المختلفة حول العالم لإلهامنا في تصميم المدينة المستدامة لتشمل جميع جوانب الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، ونطمح لاستنساخ هذا النموذج في المنطقة والعالم.  

إقبال واهتمام متزايد 

ما هو تقييمكم لمستوى الطلب من المطورين على هذه المشاريع؟

تمكّنا من خلال نموذج المدينة المستدامة من تصحيح المفهوم السائد بأن المشاريع المستدامة مكلفة، ونرى اليوم إقبالاً واهتماماً متزايداً بالمشاريع المستدامة من قبل المطورين والمستثمرين. نحن نعمل أيضاً على تغيير طريقة تفكير العامة حول مفهوم العيش المستدام، حيث يعتقد الكثيرون بأن العيش المستدام هو أعلى تكلفة وأكثر صعوبة من الحياة التقليدية، ولكن هذا الأمر غير صحيح. ففي الواقع، يمكن للمستثمرين والمقيمين الاستمتاع بنمط حياة لا يخلو من الرفاهية والاستفادة من الاستدامة في تحسين جودة الحياة وتقليل المصاريف. 

إن الطلب المتزايد من المطورين والمستهلكين على أسلوب العيش المستدام هو خير دليل على هذه الفوائد، ونتوقع استمرار النمو في الطلب على مثل هذه الاستثمارات خلال السنوات المقبلة.

 

المدينة المستدامة – يتي عُمان نموذجاً 

كيف تعمل الشركة على تنفيذ توجهاتها، وما هي أبرز الشراكات في مجال المشاريع المستدامة؟

معظم مشاريعنا المستدامة الحالية هي ثمرة شراكات مع مؤسسات حكومية تشاركنا الرؤية نفسها، ومن الأمثلة على ذلك، المدينة المستدامة – يتي في عُمان، التي تم الكشف عنها في وقت سابق من هذا العام، وتنفذ بالشراكة مع الشركة العمانية للتنمية السياحية (مجموعة عُمران)، إذ تنبع هذه الشراكة من رؤية مشتركة ببناء مدن الغد المستدامة. ولأن السياسات الخضراء هي عنصر جوهري بالنسبة للشركتين، تعاونّا معًا لتطوير مشروع يعود بالكثير من الفوائد البيئية والاجتماعية والاقتصادية على سلطنة عُمان. 
ولتسريع وتيرة الأبحاث والتطوير، والمساهمة في نشر الوعي البيئي تمتد شراكاتنا لتشمل القطاع الأكاديمي الذي يعمل معنا على عدد من البحوث والدراسات المتخصصة بالإضافة لتنظيم مختلف الفعاليات وورش العمل والزيارات التي تهدف لتوعية الطلبة من مختلف المراحل التعليمية والتخصصات بأفضل ممارسات الاستدامة. 

استثمار مليار دولار في عُمان 

ما هي أبرز الخطوط العريضة المرتبطة بالمدينة المستدامة في يتي؟ 

تعد المدينة المستدامة - يتي أكبر مشاريعنا المقبلة بقيمة استثمارية تقارب 1 مليار دولار. وهي تمتد على مساحة نحو مليون متر مربع، في موقع قريب من مدينة مسقط. وستضم 1657 وحدة سكنية بينها 300 فيلا و1225 شقة و132 شقة فندقية، تتسع لما يقارب من 10 آلاف مقيم وزائر. وكما ستضم مرافق خدماتية متكاملة من بينها مدرسة تغرس مفاهيم الاستدامة لطلابها، ومركزًا للتوحد وغيرها. سوف نشجع المقيمين على اتباع أسلوب حياة نشط من خلال توفير العديد من المرافق التي تشمل مرافق رياضية، ومسارات المشي والجري، ومناطق الألعاب، وأحواض السباحة، ونادي الفروسية ومسار لركوب الخيل، ومسار للمشي يمتد لمسافة 3 كيلومتر تقريبًا، فضلًا عن الرياضات المائية غير الآلية على الشاطئ.

... وشراكات جديدة فيها 

ما هي أبرز الشراكات التي تطلعون لتنفيذها داخل المدينة المستدامة في يتي؟ 

ونحن بصدد توقيع مجموعة من الشراكات مع عدد من المصارف المحلية البارزة لتوفير أفضل حلول التمويل العقاري لعملائنا. كما أبرمنا العديد من الاتفاقيات مع شركاء بارزين من حول العالم، بما في ذلك علامتان تجاريتان شهيرتان للضيافة سيتم الإعلان عنهما قريبًا، واللتين سيكون لهما دور كبير في تشجيع السياحة الوافدة من الأسواق الرئيسية.

سياحة وفرص عمل  

ماذا عن القيمة المضافة المتوقع أن تستقطبها المدينة لسلطنة عُمان؟

تتمثل رسالة المدينة المستدامة - يتي في دعم أهداف رؤية عُمان 2040 والاستراتيجية الوطنية للسياحة، وعلى هذا الأساس، نتوقع أن يكون للمدينة المستدامة - يتي تأثيراً كبيراً على الاقتصاد المحلي في السلطنة، حيث ستوفر العديد من فرص العمل، وضمن مجموعة متنوعة من القطاعات بما في ذلك البيع بالتجزئة والضيافة والتعليم والترفيه. فخلال المرحلة الأولى وحدها، نتوقع توفير أكثر من 900 وظيفة مباشرة وغير مباشرة والعديد من فرص الأعمال للشركات المحلية والشركات الصغيرة والمتوسطة.
وفي نفس الوقت، وانطلاقًا من رسالتنا في دعم الاستراتيجية الوطنية للسياحة، نتوقع أن نستقبل أعدادًا كبيرة من السُياح المحليين ضمن محيط المدينة المستدامة – يتي. وسيتوفر منتجع سياحي من فئة الخمس نجوم، لاستقبال السياح والزائرين، يضم 170 غرفة، كما يضم المشروع فندقًا من فئة الأربع نجوم يتألف من 204 غرفة، بالإضافة العديد من المرافق الترفيهية المتميزة.

 

نتطلع للاستفادة من الفرص في آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية

خطط طموحة للتوسع 

ما هي أهم المشاريع المستقبلية للشركة، وماذا عن خطط التوسع المستقبلية؟

شكل مشروع "المدينة المستدامة" في دبي نموذجًا للعيش منخفض الكربون والمعتمد على أحدث التقنيات لتحقيق تغيير شامل في نمط حياة السكان وضمان الحد من البصمة الكربونية في مختلف مراحل تنفيذ المشروع، وكان هذا المجتمع هو النموذج الذي اعتمدناه في مجتمعاتنا الأخرى في كل من الشارقة وأبوظبي ومسقط، والتي توفر جميعها مجمعات سكنية مستدامة للعيش والعمل والازدهار. وقد أعلنا مؤخرًا عن البدء بتسليم الوحدات السكنية في مشروع المدينة المستدامة في الشارقة وإطلاق المرحلة الثالثة من المشروع.
ونتطلع نحو اغتنام العديد من الفرص المميزة في كل من آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية. ولقد لمسنا اهتمامًا واضحاً من الحكومات والمستثمرين من حول العالم للاستفادة من تجربتنا في مجال المستدامة، إذ نستقبل الكثير من الوفود الراغبة في استكشاف هذه الفرص.