السعودية واستراتيجية تطوير جدة والرياض كمدن عالمية للسياحة والأعمال

  • 2021-12-19
  • 11:59

السعودية واستراتيجية تطوير جدة والرياض كمدن عالمية للسياحة والأعمال

بتكلفة تقارب الـ 300 مليار دولار على مدى 10 سنوات

  • رشيد حسن

 

يمثل الاستثمار في المناطق الجديدة مثل نيوم وساحل البحر الأحمر ومنطقة العلا وغيرها، خياراً أساسياً للقيادة السعودية، إذ يوفر لها فرصة في تطوير نماذج حضرية ومجتمعية وثقافية وبيئية مطابقة تماماً للتصور الأرقى والأكمل لسعودية حديثة متكاملة منذ نشوئها مع أحدث أنماط التطور المدني، ومؤهلة بالتالي لاجتذاب العالم إلى المملكة سواء على شكل شركات دولية أو مستثمرين أو مواطنين او سياح أو مقيمين، ينجذبون للاستقرار في المملكة والتمتع بجودة العيش فيها.

مشروع تحويل وسط جدة إلى مقصد عالمي

يستفيد من موقع المدينة الفريد على البحر الأحمر

استراتيجية متوسطة الأجل

إلا أنه نظراً إلى الوقت الطويل والاستثمارات الهائلة التي يتطلبها تطوير هذه المناطق  الجديدة، فإن قيادة المملكة تبنت منذ إطلاق رؤية 2030 استراتيجية موازية متوسطة الأجل تستهدف ترقية العاصمة السعودية ومدينة جدة ومناطق اخرى إلى مستوى المدن العالمية المؤهلة لاجتذاب الشركات الأجنبية ونشاطات الأعمال والسياحة والترفيه، ومن أهم ميزات هذه الاستراتيجية أنها تنطلق من مدن تتمتع، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي، بدرجة كبيرة من التطور الاقتصادي والعمراني ومن النمو السكاني  يضعها في مصاف المدن الكبرى في العالم، كما إنها مدن تتمتع كل منها بميزات تفاضلية وبأدوار ونواحي جذب تتقاطع وتتكامل في ما بينها، فبينما تتمتع الرياض بكل خصائص العاصمة السياسية والاقتصادية والمالية تتمتع جدة  بدور تاريخي كميناء بحري وكعاصمة للتجارة والملاحة وكبوابة لملايين القادمين من شتى أنحاء العالم  للحج أو للعمرة، كما تطورت جدة كمقصد عالمي للمهتمين بساحل البحر الأحمر وبالسياحة البحرية وسياحة المغامرة والاستكشاف.

عقود من التطوير

واستقطبت كل من الرياض وجدة عبر عقود طويلة من الإنفاق الحكومي السخي استثمارات هائلة في تطوير بناها التحتية وخدماتها العامة وجرى تطوير مترو الرياض المتوقع انطلاقه قريباً. كما يتم العمل على تطوير الحدائق العامة والمناطق الخضراء. ونشأت في المدينتين بصورة خاصة الفنادق ومراكز التسوق الراقية ثم شهدتا خصوصاً في ظل رؤية المملكة 2030 تطوراً متسارعاً لقطاعات الترفيه والرياضة وانطلاقة غير مسبوقة للنشاطات والأحداث الرياضية والثقافية والفنية. وفي هذا السياق من التطورات، كشفت المملكة في مطلع العام عن نيتها إنفاق 220 مليار دولار ضمن خطة لتحويل العاصمة الرياض إلى مدينة عالمية بحلول العام 2030. وبعد سنة تقريباً من ذلك الإعلان كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل أيام عن خطة لإنفاق نحو 75 مليار ريال (نحو 20 مليار دولار) بهدف تطوير 5.7 ملايين متر مربع، من وسط مدينة جدة المحاذية لشاطئ البحر الأحمر وتحويلها إلى نقطة جذب عالمية للسياحة والأعمال والنشاطات الثقافية.  

منتجع بحري عالمي

وبناء على المعلومات التي أعلن عنها، فإن المشروع سيوفر منتجعات شاطئية وفنادق بطاقة 2700 غرفة ونحو 17 ألف وحدة سكنية ومطاعم ومقاهي ومراكز تسوق ودار أوبرا ومتحفاً واستاداً رياضياً ومعالم مائية، وسيتصل بجانب منه بالمزارع المرجانية لساحل البحر الأحمر ويزود بـ 10 مشاريع ترفيهية وسياحية نوعية.

ويستهدف مشروع تطوير وسط جدة الاستفادة القصوى من الميزة الفريدة لشواطئ البحر الأحمر الشهيرة كمقصد للسياحة البحرية والغطس والاستكشاف، إذ يتمتع المشروع بواجهة بحرية بطول 9.5 كلم وبمرسى حديث وبشاطئ رملي بطول 2.1 كلم وبمساحات خضراء وأماكن مفتوحة تمثل نحو  40 في المئة من مساحته الإجمالية. وسيتم تمويل المشروع من قبل صندوق الاستثمارات العامة ومستثمرين من داخل السعودية وخارجها كما يتوقع إنجاز المشروع في حلول العام 2030.