تصنيع لقاح "سبوتنيك" الروسي في مصانع "أروان": بارقة أمل جديدة للبنان

  • 2021-09-13
  • 20:50

تصنيع لقاح "سبوتنيك" الروسي في مصانع "أروان": بارقة أمل جديدة للبنان

"أولاً- الاقتصاد والأعمال" يحاور نائب رئيس شركة "أروان للصناعات الدوائية" د. رويدا دهام/ فيديو

  • كريستي قهوجي

بارقة أمل جديدة أطلّت على اللبنانيين في قطاع الصناعات الدوائية وسط الانهيار الاقتصادي الكبير الذي يعشيه لبنان منذ عامين، وما تبعه من انهيارات في معظم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وخصوصاً الضرر الكبير الذي لحق بالقطاع الصناعي. وتكلّلت هذه الخطوة بحصول شركة "أروان للصناعات الدوائية" على عقد لتصنيع لقاح "سبوتنيك" الروسي في مصانعها الكائنة في بلدة جدرا في إقليم الخرّوب – لبنان خصوصاً وأنها الشركة الوحيدة في المنطقة التي تصنّع منتجات طبيّة معدّة للحقن، بالإضافة إلى امتلاكها للتقنيات المطلوبة لتصنيع اللقاح الروسي، الأمر الذي جعلها مصدر جذب لموسكو واعتمادها كمركز لتصنيع لقاحها في المنطقة.

إقرأ:
في المعارك المفتوحة ضد الجائحة.. من سيربح الحرب؟

وفي هذا السياق، تقول د. رويدا دهام نائب رئيس شركة "أروان للصناعات الدوائية" في حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" إن مصنع "أروان" حديث في لبنان وتمّ إنشاؤه في العام 2010 وبدأ الإنتاج في نهاية العام 2012، موضحة أنه المصنع الوحيد الذي يصنّع منتجات طبية قابلة للحقن على عكس المصانع الدوائية الأخرى التي تقوم بتصنيع الأدوية على شكل حبوب ومراهم، وبالتالي فإنه الوحيد القادر على تصنيع لقاح "سبوتنيك" الروسي المضاد لجائحة "كوفيد-19" والذي يأتي ضمن قوارير زجاجية تحتوي الواحدة منها على 5 جرعات، لافتة النظر إلى أن المصنع يمتلك كل المتطلّبات المسبقة لإنتاج اللقاح الروسي.

المراحل والإنتاج

وحول المراحل العملية للوصول إلى اتفاقية لتصنيع اللقاح في لبنان، تشير دهام إلى أن إدارة الشركة تواصلت مع سفارة روسيا في بيروت وأبلغتها رغبتها بتصنيع اللقاح في لبنان خصوصاً وأن المصنع حاصل على موافقة من الجهات الروسية بسبب قيامه بتسجيل منتجاته الدوائية في السوق الروسية منذ العام 2018، لافتة النظر إلى أن وزارة الصحة الروسية كشفت على عمل المصنع ومنحته شهادة "GMP" (Good Manufacturing Practice). وتضيف أنه انطلاقاً من هذا الأمر أرسلت إدارة المصنع كتاباً إلى "صندوق الاستثمار السيادي الروسي" أبدت فيه رغبتها في تصنيع "سبوتنيك" في لبنان منذ شهر شباط/فبراير الماضي، مشيرةً إلى أن وزير الصناعة اللبناني السابق عماد حب الله والسفير الروسي في لبنان ومستشار الرئيس اللبناني أمل أبو زيد زاروا المصنع وتأكدوا من كل التقنيات والآلات المصنّعة الموجودة في الشركة، لافتة النظر إلى أنه جرى بعدها اتصال بين الموظفين التقنيين في "أروان" ونظرائهم في الصندوق الروسي حيث أجاب الجانب اللبناني على نحو 270 سؤالاً موجهاً من الجانب الروسي وذلك للتأكد من مؤهلات الشركة اللبنانية. وتقول إنه بعد الحصول على الموافقة على التصنيع بدأت مرحلة التحضيرات لتوقيع العقود بين الجانبين. وتذكر أن ما جذب الروس لاعتماد "أروان" كمصنع لإنتاج لقاح "سبوتنيك" في لبنان بالإضافة إلى حيازته على موافقة الجهات الصحية في موسكو، القدرة الإنتاجية العالية التي يتمتع بها وهو المصنع الوحيد في المنطقة الذي حصلت مختبراته على موافقة من منظمة الصحة العالمية.

إقرأ أيضاً:
اتفاقية بين روسيا والبحرين لإنتاج وتوزيع "سبوتنيك في" بالمنطقة

الصعوبات والحلول

وحول الصعوبات التي واجهتها الشركة، تشير دهام إلى التمويل خصوصاً وأن الأموال محجوزة في المصارف اللبنانية ولا يمكن التصرّف بها بالإضافة إلى غياب التسهيلات من قبل الدولة اللبنانية في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمرّ به لبنان، مؤكدة العمل على تجاوز تلك الصعوبات بكل الوسائل المتاحة خصوصاً وأن أكثر من جهة مستعدة لتمويل هذا المشروع. وتلفت النظر إلى أن المشاكل اليوم باتت أكثر صعوبة من الفترة التي بدأت فيها الشركة بالمفاوضات مع الجانب الروسي في شباط/فبراير الماضي لناحية غياب الطاقة الكهربائية وأزمة البنزين والمازوت، مؤكدة العمل على تأمين مصدر دائم للطاقة.

اتفاقية تقنية

وتنوّه إلى أن شركة "أروان" وقّعت في الوقت الحالي اتفاقية تقنية مع صندوق الثروة السيادي الروسي وشركة "جينيريوم" الروسية المصنّعة للمواد الأولية، مشيرةً إلى أنه وفي ضوء هذه الاتفاقية، سيتم إرسال مواد أولية على شكل دفعات تجريبية وسيتم تصنيع 3 دفعات من لقاح "سبوتنيك V"، مشيرةً إلى أن الروس طلبوا من الجانب اللبناني إمكانية تصنيع لقاح "سبوتنيك لايت" الذي يعطى بجرعة واحدة إلى جانب اللقاح الأساسي، موضحةً أنه سيتم إرسال العينات إلى شركة "جينيريوم" في روسيا للتأكد من أن الإنتاج مطابق للمواصفات على أن تبدأ عملية الإنتاج التجاري بعد شهرين من الآن.

 10 في المئة حصة لبنان

وتوضح دهام أن شركة "أروان" هي مصنّعة للقاح لصالح الجانب الروسي فقط فيما ستقوم بالتسويق شركة "يورو غولف" الإماراتية، لافتة النظر إلى أن الشركة اللبنانية طلبت من روسيا بأن تبلغ حصّة لبنان 10 في المئة من اللقاح، مشيرةً إلى أنه سيتم توقيع اتفاقية للتجارة والتوريد في وقت قريب بين 4 جهات وهي "أروان" كشركة مصنعة، "يورو غولف" كشركة مسوّقة، صندوق الثروة السيادي الروسي و"جينوريوم" كشركة مصنّعة للمواد الأولية الخاصة باللقاح الروسي.

بارقة أمل

وتؤكد أن العقد الذي حصلت عليه "أروان" هو بارقة أمل للشعب اللبناني في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان ووسط ارتفاع الطلب على اللقاح الروسي الذي، ومع بدء انتاجه، سيتوفّر بشكل أكبر في لبنان.