سوق السكن يزدهر في السعودية على الرغم من الجائحة

  • 2021-08-09
  • 11:30

سوق السكن يزدهر في السعودية على الرغم من الجائحة

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

يواصل قطاع العقارات السكنية نموه وازدهاره في المملكة العربية السعودية، متجاوزاً تداعيات كوفيد-19، على عكس فئات عقارية أخرى في المملكة، وذلك بحسب أحدث تقرير لشركة الاستشارات العقارية نايك فرانك. وارتفع عدد المعاملات السكنية في الرياض بنسبة 77 في المئة على أساس سنوي، وفي مدينة جدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، زاد عدد المنازل المباعة بنسبة 44 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأوضح الشريك ورئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في نايت فرانك فيصل دوراني أن "التعافي بعد وباء كوفيد لم يكن سهلاً على الإطلاق، لكننا نشهد نمواً مستداماً في قطاعات معينة من السوق"، منوهاً بالمبادرات الحكومية المختلفة في المملكة لدعم القطاع السكني، مثل مبادرة "سكني" ومبادرات وزارة الإسكان الأخرى المساهمة في تسريع معدلات ملكية المنازل في جميع أنحاء المملكة".

وأشار إلى انعكاس "جهود الحكومة لدعم النمو في السوق السكنية متجلّية في سوق تطوير نشطة بشكل استثنائي، إذ من المقرر الانتهاء من 155 ألف منزل جديد قبل نهاية العام 2023 في الرياض وجدة ومنطقة الدمام، منها 100 في الرياض وحدها".

وأضاف دوراني أن "قيمة المساكن تستجيب للنمو في الطلب، إذ تسارعت أسعار الشقق في العاصمة بأسرع معدل لها في المملكة، ونمت بنسبة 7.6 في المئة على أساس سنوي، وهي أسرع وتيرة نمو منذ العام 2017 على الأقل".

ارتفاع العرض في سوق المكاتب يُثير القلق

وبيّن التقرير أنه على مستوى سوق المكاتب، باستثناء مدينة الرياض، تتعرض هذه السوق لضغوط كبيرة، إذ يلاحظ  بوضوح استمرار انخفاض أسعار الإيجارات مع استمرار ضعف الطلب على المكاتب.

وأشار دوراني إلى أنه "يتم دعم إيجارات المكاتب من الفئة الأولى في الرياض من خلال الطلب المستمر من  قطاعات عدة، خصوصاً من كيانات القطاع العام وشبه العام المنشأة حديثاً. ومع ذلك، يظل اتجاه الكثير من الشركات والمؤسسات لدمج أعمالها وتقليص عدد موظفيها يشكل اتجاهاً ضاغطاً رئيسياً على سوق المكاتب في المملكة".

وأضاف: "يعكس هذا الاتجاه سلوك السوق العالمية التي لا تزال تركز على تصحيح الوضع في أعقاب الوباء"، لافتاً الانتباه إلى أن "استمرار العرض في هذا القطاع من السوق العقارية بالمملكة في المستقبل، مثير للقلق، إذ نتوقع طرح نحو 1.8 مليون متر مربع من المكاتب الجديدة في المملكة والمقرر الانتهاء منها بحلول نهاية العام 2023، منها 56 في المئة في مدينة الرياض وحدها".

وتابع التقرير أن الطلب المحلي المتزايد على المكاتب سيساعد على امتصاص بعض المعروض من المساحات المكتبية الجديدة، إذ تؤدي الإصلاحات الاقتصادية إلى زيادة في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي في المملكة لكن تظل هناك أسئلة حول تأثير ضخ جميع المساحات المكتبية الجديدة في السوق، ومن المحتمل أن تتعرض المكاتب من الفئة الثانية ( B ) لأكبر هبوط في الإيجارات مع نمو الاتجاه نحو الجودة من قبل القطاعات كافة، ولاسيما في مدن مثل: الرياض وجدة اللتان ستشهدان زيادة بنسبة 25 و 36 في المئة على التوالي في إجمالي المعروض من المكاتب في السنوات الثلاث المقبلة".

 وتتوقع نايت فرانك أن يصل إجمالي مخزون المساحات المكتبية في الرياض وجدة إلى 5.3 ملايين متر مربع و1.8 مليون متر مربع على التوالي بحلول نهاية العام 2023.

تحسن قطاع التجزئة والضيافة

ولما كان قطاع التجزئة أحد أهم ضحايا الوباء، فقد انخفضت معدلات الإيجار الرئيسية في مراكز التسوق الرئيسية في جميع أنحاء البلاد بنسبة تتراوح ما بين 1 و 5 في المئة خلال الأشهر الـ 18 الماضية، بحسب نايت فرانك.

وتابع التقرير أنه خلال الربع الثاني من العام الماضي وحده، انخفضت الإيجارات في أفضل مراكز التسوق في المملكة بنسبة تتراوح ما بين 1.5 و3 في المئة في الرياض وجدة ومنطقة الدمام.

وذكر دوراني في هذا السياق، أن "الانخفاض الهائل في الإقبال على مراكز التسوق نتيجة الوباء والقيود على حركة السفر الدولي كانا بمثابة ضربة مزدوجة لسوق التجزئة، ومع ذلك، فإن إعادة فتح الحدود أمام السياح من 49 دولة هذا الأسبوع، إلى جانب "الإنفاق الهائل" الناتج من السياحة المحلية قد يساعد في حماية السوق من المزيد من الانخفاضات الحادة".

وأضاف أن "تأثير كوفيد-19 كان واضحاً على أداء سوق الضيافة، فتراجع السياحة الدولية نتيجة الإغلاق الاحترازي المتكرّر ساهم في زيادة أعداد المسافرين للسياحة الداخلية في أنحاء المملكة، مما ساعد في دعم القطاع في بعض المواقع. وبرزت جدة كسوق متميزة بشكل خاص، متفوقة في الأداء على بقية مدن البلاد. وكان المحرك الرئيسي هو استئناف العمرة وعطلة العيد الأخيرة، إذ بلغ متوسط ​​معدلات الإشغال حتى الآن هذا العام 50 في المئة، وهو أعلى بكثير من المتوسط ​​الوطني".

ونوّه دوراني بـ"افتتاح محطة الرحلات البحرية في ميناء جدة الإسلامي في تموز/يوليو، بالإضافة إلى تعزيز خط أنابيب الإمداد، مما سيعزز جاذبية المدينة بين السياح المحليين".

وكشف التقرير أن إجمالي المعروض من الفنادق عالية الجودة في جدة بلغ 13.200 غرفة في نهاية أيار/مايو الماضي. وتتوقع نايت فرانك، استناداً إلى المشاريع التي بوشر العمل فيها، أن يزداد المعروض من الغرف في جدة وحدها بنسبة 64 في المئة بحلول نهاية العام 2023، أي أكثر بـ 20.600 غرفة من الرياض والدمام مجتمعين.